الشركات المصرية تتوسع في التحول الرقمي

إطلاق أول محفظة إلكترونية... ومنتجات مبتكرة تدخل السوق

TT

الشركات المصرية تتوسع في التحول الرقمي

في إطار التوجهات المصرية نحو الرقمنة من خلال دعم التكنولوجيا المالية والشمول المالي، تحاول الشركات الحكومية والخاصة تسريع الخُطى للتحول الرقمي، للوصول إلى قاعدة أكبر من العملاء.
تسعى الحكومة من خلال وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، لتعزيز تنمية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات الرقمية في الجهات الحكومية، وذلك لتحسين أداء الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى، ورفع جودة الخدمات التي تقدمها للجمهور وكفاءتها من خلال تحسين بيئة العمل، فضلاً عن توفير الدعم لعملية صناعة القرار، وإيجاد حلول للقضايا التي تهم المجتمع. وتقوم هذه الجهود بتعزيز الأسواق المحلية وزيادة الطلب على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
أما القطاع الخاص، فأخذ منحى رقمياً سريعاً كان يتطلع إليه، وأطلقت مؤخراً شركة «رصيدي» أول محفظة إلكترونية مستقلة مرخصة رسمياً في مصر، بالشراكة مع بنك «سايب» و«ماستركارد».
تتيح المحفظة للمستخدمين عديداً من الخدمات المالية الإلكترونية، بدءاً من تحويل النقود ودفع الفواتير والشراء عبر الإنترنت من دون بطاقة، وتلقي التحويلات الواردة من الخارج، وصولاً إلى الدفع المباشر أو عن بعد للتجار باستخدام رمز الاستجابة السريع (QR Code).
تم الإعلان عن أول محفظة إلكترونية مرخصة في مصر، في مؤتمر صحافي عقد الاثنين، بحضور جاك ماركو، شريك مؤسس والعضو المنتدب لشركة «رصيدي»، وعمرو نصير رئيس مجموعة التجزئة المصرفية وقنوات التوزيع والاتصال المؤسسي ببنك «سايب».
وقال جاك ماركو، شريك مؤسس والعضو المنتدب لشركة «رصيدي»: «تفتخر رصيدي بالمساهمة في تعزيز استراتيجية الدولة نحو الشمول المالي والتحول الرقمي، باتباع قانون تنظيم استخدام وسائل الدفع غير النقدي؛ إذ نجحت في إطلاق أول محفظة إلكترونية مستقلة في مصر، بالتعاون مع بنك (سايب) و(ماستركارد)؛ مستهدفة الوصول لحجم انتشار يبلغ مليون محفظة إلكترونية خلال عام 2021».
أضاف: «يأتي إطلاق محفظة (رصيدي)... لسد الفجوة بين الخدمات المالية الرسمية وقطاعات الشعب غير القادرة، ضماناً لمستقبل يتيح للجميع التحكم في معاملاتهم المالية بأبسط الطرق وأسرعها».
من جانبه، عقب عمرو نصير، رئيس مجموعة التجزئة المصرفية وقنوات التوزيع المؤسسي ببنك «سايب»، قائلاً: «توفر المحفظة الإلكترونية المستقلة حلولاً مالية رقمية شاملة للمجتمع المصري نحو مستقبل يخلو من التعاملات النقدية، كخطوة نحو التحول للاقتصاد غير النقدي؛ خصوصاً في ظل انتشار فيروس (كورونا)، واستخدام المدفوعات الإلكترونية بدلاً من النقود الورقية، كبديل آمن للحفاظ على سلامة المواطنين. كما أنها تحقق الشمول المالي للمصريين غير القادرين».
على صعيد موازٍ، أعلنت شركة «كونتكت» للتمويل، إحدى شركات مجموعة «ثروة كابيتال القابضة للاستثمارات المالية»، عن استراتيجيتها التسويقية المتكاملة والتحول الرقمي وتطوير علامتها التجارية، إلى جانب إعادة هيكلة مجموعة منتجاتها وخدماتها لتعزيز وجودها في القطاع المالي غير المصرفي.
تضم حافظة «كونتكت» 8 منتجات مبتكرة، هي: تمويل السيارات، وتمويل الشاحنات، والوساطة التأمينية، والمنتجات الاستهلاكية، والتشطيب المنزلي، والتمويل العقاري، بالإضافة إلى التمويل التجاري من خلال التأجير التمويلي والتخصيم.
سعيد زعتر، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ثروة كابيتال القابضة» يقول في هذا الصدد: «إن التركيز على تسهيل توفير احتياجات العملاء والتطور الرقمي يأتي على رأس أولويات استراتيجية ورؤية الشركة».
ومن خلال مجموعة من خطط التوسع وتوفير الحلول الرقمية الجديدة والمتميزة، تعاونت «كونتكت» مؤخراً مع منصة دفع إلكترونية، لتعزيز مساهمتها في الشمول المالي وتخفيف الأعباء المالية.
من جانبها، أكدت ياسمينا فهمي، مدير عام التسويق والتحول الرقمي بمجموعة «ثروة كابيتال القابضة»: «إن التحول الرقمي هو حجر الأساس في اقتصاد اليوم، ووسائل وقنوات التواصل الرقمية هي أهم سُبُل مساعدة الشركات والأفراد حالياً، أكثر من أي وقت مضى في ظل الظروف الحالية».



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.