في أعقاب تحذيرات عالمية من احتمالات حدوث توأمة بين فيروسي «كورونا المستجد» والإنفلونزا، ظهرت تقارير تفيد بأن نتائج اختبار مريض أميركي ظهرت إيجابية لكل من الفيروسين، وهي الحالة الأولى التي يتم توثيقها في أميركا. وقالت حكومة مقاطعة سولانو بكاليفورنيا، في بيان صحافي، إن «مريضاً أقل من 65 عاماً، أثبتت الاختبارات أنه إيجابي للفيروسين، وهذا هو أول تشخيص مزدوج في أميركا».
ويقول بيلا ماتياس، مسؤول الصحة في مقاطعة سولانو، إن «الفيروسين يشتركان في بعض الأعراض؛ حيث يمكن أن تكون أعراض الإنفلونزا مثل الأعراض المبكرة لـ(كوفيد 19)، ما يعني أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض الإنفلونزا قد يحتاجون إلى اختبار (كوفيد 19)، ويحتاجون إلى البقاء في المنزل والعزل في انتظار نتائجهم»، مضيفاً: «من المهم أيضاً أن نلاحظ أن الإنفلونزا ليست (كوفيد 19) التي يسببها فيروس مختلف، وأن الإنفلونزا ليست هي نفسها نزلات البرد التي تسببها أيضاً فيروسات مختلفة».
وتم تشخيص المصاب بالفيروسين في مركز موري الإقليمي الطبي جنوب مدينة ناشفيل، وفقاً لمحطة «WKRN» التلفزيونية. وقال مارتن تشاني، المدير الطبي للصحة الإقليمية في مركز موري: «عندما تصاب بالإنفلونزا، وهي مرض تنفسي، وتصاب بـ(كوفيد 19)، الذي يؤثر أيضاً على الجهاز التنفسي، فمن المنطقي فقط أن يعاني هؤلاء الأفراد من مكون تنفسي خطير مع ضيق في التنفس، واحتمال حدوث فشل تنفسي كبير جداً في العدوى المشتركة».
ويقول مسؤولو الصحة: «عموماً، فيروس (كورونا المستجد) أكثر فتكاً 10 مرات من الإنفلونزا». وحثّ المسؤولان الصحيان على «أخذ لقاحات الإنفلونزا وسيلة للوقاية». وأكد ماتياس أن «التطعيم لا يقلل فقط من خطر الإصابة بالإنفلونزا، بل يقلل أيضاً من فرصة دخولك المستشفى، وبعبارة أخرى، سيوفر لقاح الإنفلونزا بعض الحماية ويقلل من فرصك في دخول المستشفى إذا مرضت».
وفي مقابلة مع موقع «ميد سكيب» الطبي في وقت سابق من هذا العام، قال مدير مركز السيطرة على الأمراض، روبرت ريدفيلد، إن «الولايات المتحدة قد تواجه أسوأ أزمة صحية على الإطلاق بسبب التداخل بين جائحة (كوفيد 19) وموسم الإنفلونزا». وعبر عن أمله في أن تساعد الإجراءات المصممة للحد من فيروس «كورونا» في منع انتشار الإنفلونزا. وقال إنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، عضو فرقة العمل المعنية بفيروس «كورونا» بالبيت الأبيض، الشهر الماضي، إن نصف الكرة الجنوبي شهد موسم إنفلونزا خفيفاً للغاية، ربما بسبب تدابير الحد من فيروس «كورونا»، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة، وهو ما حد من انتشار الإنفلونزا.
وتشدد منظمة الصحة العالمية على «ضرورة الالتزام بهذه الإجراءات تحسباً لموسم الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي». وأبدت في أكثر من مناسبة تخوفها من «خطورة الإصابة بالفيروسين في وقت واحد على الصحة».
وعبّرت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عن هذا المعنى في مؤتمر صحافي افتراضي تم تنظيمه في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ حيث شددت على «أهمية الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، نظراً إلى وجود مخاوف من أن تؤدي حالات الإصابة بالإنفلونزا إلى زيادة العبء الملقى على كاهل نظم الرعاية الصحية»، مشيرة إلى أن «المنظمة توصي بأن يمنح العاملون في مجال الرعاية الصحية وكبار السن أولوية قصوى في الحصول على لقاح الإنفلونزا هذا العام».
من جهته، أوضح الدكتور تامر سالم، أستاذ الفيروسات بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بمصر، أنه «إضافة إلى الخوف من الازدواج بين الفيروسين، فإن الحصول على لقاح الإنفلونزا يوفر بعض الحماية من الإصابة بفيروس الإنفلونزا، وهذا في حد ذاته مفيداً، حتى لا تحدث حالة من الخوف والفزع لدى المريض بسبب تشابه الأعراض بين الفيروسين»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر قد يسبب ضغطاً على الأنظمة الصحية، لأن تشابه الأعراض لا يتم حسمه إلا بالاختبارات، وهذا من شأنه أن يأخذ من وقت وجهد الأنظمة الصحية، ويؤثر على فرص تقديم الخدمة لمريض (كوفيد 19)».
توثيق أول حالة لأميركي مريض بـ«كورونا» والإنفلونزا
توثيق أول حالة لأميركي مريض بـ«كورونا» والإنفلونزا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة