نظام دفع مالي مطور... بمسح راحة اليد

مخاوف على خصوصية البيانات المرسلة منه إلى السحابة الإلكترونية

نظام دفع مالي مطور... بمسح راحة اليد
TT

نظام دفع مالي مطور... بمسح راحة اليد

نظام دفع مالي مطور... بمسح راحة اليد

بعد وقت قصير من إطلاقه لطائرة درون مصممة لمراقبة الأماكن المقفلة، دشن عملاق التكنولوجيا «أمازون» نظام دفع مالي يعمل بتصوير ومسح راحة اليد.
ويبدو هذا الأمر سهلاً جداً لأنه يتيح للناس شراء البقالة دون محفظة أو هاتف أو ساعة ذكية، والدخول إلى الأبنية والمناسبات دون إظهار بطاقة أو إذن دخول، لأن كل ما يتطلبه هو نقرة صغيرة على المعصم، بعد تثبيت اليد المختارة على دائرة سوداء، تماماً كما تفعل أداة سحرية.
مسح راحة اليد
وكانت شركة «أمازون» أعلنت، الشهر الماضي، عن تطويرها لنظام جديد يعمل بتقنية التعرف على راحة اليد، يتيح للناس التبضع في اثنين من متاجر «أمازون غو» من خلال مسح راحة يدهم على المدخل. ويتعقب المتجر المنتجات التي يختارونها أوتوماتيكياً، ومن ثم يقتطع النفقات من البطاقة المصرفية المتصلة بيدهم.
وكان هذا الإطلاق الأخير في لائحة طويلة من المنتجات التي زادت المخاوف على الأمن والخصوصية، من خلال ترويجها لرؤية الشركة لمستقبل آلي خالٍ من التلامس والاحتكاك.
ويحمل النظام الجديد اسم «أمازون وان» (Amazon One)، وهو متوفر في اثنين من متاجر «غو» في مدينة سياتل الأميركية حتى اليوم.
ولكن مع دعم عملاق تجارة التجزئة الإلكترونية، من المتوقع أن يتحول إلى وسيلة دفع أو حتى تعريف معتمدة. وتخطط «أمازون» لبدء بيع نظامها الجديد على شكل خدمة لشركات أخرى، كمتاجر التجزئة والأبنية المكتبية التي تستخدم بطاقات هوية للدخول والخروج، أو للملاعب الرياضية التي تفرض تقديم بطاقات للدخول إلى الأحداث المنظمة فيها.
ومن جملة الابتكارات الجديدة، استعرضت الشركة قبل ذلك نموذجاً تجريبياً من طائرة درون مصممة للمراقبة في الأماكن الداخلية، سمتها «رينغ أولويز هوم كام». وبالإضافة إلى استخدام مكبرات «إيكو الصوتية» لتطبيع فكرة وجود ميكروفون يعمل دون انقطاع، ويحفظ تسجيلات من داخل منازل الناس في السحابة الإلكترونية، تنشغل «أمازون» اليوم أيضاً بالترويج النشط لمنتجاتها من مجموعة «رينغ»، كأجراس المنازل المزودة بكاميرات، وتعمل على إنشاء شراكات مع أقسام الشرطة تتيح لجهات إنفاذ القانون طلب الوصول إلى تسجيلات الكاميرات الخاصة بالمستهلكين.
كما عمدت الشركة إلى تصميم برنامجها الخاص للتعرف على الوجه الذي سمته «ريكوغنيشن» (Rekognition)، واستفادت منه الأجهزة الأمنية قبل أن تقرر «أمازون» منعها من استخدامه لمدة عام كامل.
مخاوف خرق الخصوصية
ولكن بعض خبراء الخصوصية يشعرون بالريبة من جهاز المسح بالقياسات البيولوجية الجديد، لا سيما أنه يرسل صوراً لراحات يد الأشخاص إلى السحابة، ما قد يعرضهم لمخاطر أمنية.
وذكرت هيذر كيلي، محللة الأخبار التقنية الأميركية في سان فرانسيسكو، أن متحدثة باسم «أمازون»، هي كيري كاتالوزي، قالت: «كما في كل شيء تصنعه (أمازون)، نأخذ مسألة أمن البيانات على محمل الجد، ويتم التعامل مع أنواع كثيرة من البيانات وفقاً للسياسات الطويلة الأمد المعتمدة في الشركة. نحن واثقون بأن السحابة آمنة للغاية».
وتؤكد تجربة مسح راحة اليد الجديدة أن «أمازون» لا تحاول أبداً استبعاد المنتجات التي توسع نطاق قبول الزبائن للتقنية إذا كانت ستسهل حياتهم وتمنحهم بعض المرح. واليوم، وبعد النجاح الذي حققته مجموعتا «أليكسا» و«رينغ»، تتجه «أمازون» إلى استخدام القياسات البيولوجية بطريقة عدتها شركات أخرى، مثل «آبل»، شديدة الخطورة.
قياسات بيولوجية
تستخدم القياسات البيولوجية لتحديد هوية أحدهم. وأبرز وسائلها بصمة الإصبع، ومسوحات شبكية العين والوجه، وطريقة سير الشخص، وغيرها من السلوكيات المميزة. وتُسخر هذه القياسات من قبل جهات إنفاذ القانون لتحديد هوية الأشخاص، ولكنها تحولت أخيراً إلى وسائل تقنية استهلاكية للدخول إلى الهواتف أو لتجاوز الخط الأمني في مطارٍ ما أو على متن الطائرة.
وتختلف هذه الوسائل بعضها عن بعض بالتفاصيل التقنية. فقد اعتمدت شركات كبرى مثل «آبل» و«سامسونغ» على ما تراه أسلم الطرق لاستخدام المقاسات الحيوية، إذ يفتح المستخدمون أقفال هواتفهم الذكية ببصمة الإصبع أو بمسح وجههم. ولكن بدل تحميل تلك المعلومات على الخادم، تقوم الشركات بعملية المعالجة الكاملة على الجهاز نفسه.
ولكن نظام «أمازون» الجديد يفعل ما تجنبت هذه الشركات عمداً الوقوع فيه، إذ إنه يخزن القياسات الحيوية الحساسة في السحابة. ويحذر الناشطون في مجال الخصوصية دائماً من مخاطر اختراق بيانات القياسات البيولوجية غير القابلة للتغيير (على الأقل دون إجراءات جذرية كالجراحة) أو من إتاحتها لأجهزة إنفاذ القانون.
يقول إيفان غرير، نائب مدير مجموعة الخصوصية «فايت فور ذا فيوتشر»: «إذا تسرب رقم البطاقة المصرفية، يمكنكم الحصول على بطاقة أخرى. ولكن إذا تسربت بصمة حيوية لراحة يدكم، لن تستطيعوا الحصول على راحة جديدة».
ويبدو جهاز «وان» الجديد أشبه بآلة مسح البطاقات المصرفية. وللحصول على إعدادات المرة الأولى لأي مستهلك، يستخدم الجهاز كاميرته لمسح راحة يده، ومن ثم يشفر الصور، ويحملها على السحابة. وتقول المتحدثة باسم «أمازون» إن المسوحات تستخدم لرسم خريطة للمعالم التعريفية الموجودة في راحة اليد (كشكل الأوعية الدموية تحت الجلد والخطوط والتعرجات على السطح)، وصناعة «توقيع» فريد للمستخدم. وتفترض هذه الآلة منكم تثبيت يدكم على مسافة بوصات قليلة منها، ما يجعلها خالية من التلامس، وملائمة لأيام الجائحة التي نعيشها اليوم.
وقد لا تكون بصمة راحة اليد شائعة كبصمة الإصابع، ولكنها تستخدم من قبل جهات إنفاذ القانون لتحديد هوية المشتبه بهم. على سبيل المثال، يضم النظام الوطني لبصمات راحة اليد التابع لوكالة التحقيقات الفيدرالية الأميركية أكثر من 29 مليون بصمة لها.



«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).