هادي يشدد على تشكيل حكومة تلبّي تطلعات اليمنيين... سريعاً

حضّ على «تقسيم عادل» للحقائب واختيار كفاءات

الرئيس اليمني لدى لقائه مع مستشاريه في الرياض أمس (سبأ)
الرئيس اليمني لدى لقائه مع مستشاريه في الرياض أمس (سبأ)
TT

هادي يشدد على تشكيل حكومة تلبّي تطلعات اليمنيين... سريعاً

الرئيس اليمني لدى لقائه مع مستشاريه في الرياض أمس (سبأ)
الرئيس اليمني لدى لقائه مع مستشاريه في الرياض أمس (سبأ)

قبل أيام من حلول الذكرى الأولى لتوقيع «اتفاق الرياض» بين الحكومة الشرعية و«المجلس الانتقالي الجنوبي» برعاية سعودية، شدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس (الأحد)، على الإسراع بتشكيل حكومة «تلبي تطلعات اليمنيين»، وتوحد الجهود لمقارعة الانقلاب الحوثي ومشروع إيران في المنطقة.
وجاءت تصريحات هادي خلال ثلاثة لقاءات منفصلة عقدها في الرياض مع رئيس الحكومة المكلف معين عبد الملك، وهيئة مستشاريه، وهيئة رئاسة البرلمان، بحسب ما نقلته المصادر الرسمية.
وفي حين أفادت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن المشاورات التي أجراها رئيس الحكومة المكلف مع الأحزاب والقوى السياسية المنخرطة تحت مظلة الشرعية تجاوزت أغلب العراقيل أمام تشكيل الحكومة، بما في ذلك أسماء شاغلي الحقائب الوزارية، لم تستبعد المصادر أن ترى الحكومة الجديدة النور خلال الأيام المقبلة، تزامناً مع الذكرى الأولى لتوقيع «اتفاق الرياض» المبرم في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019.
وكان «اتفاق الرياض» الذي رعته السعودية قد نص على تشكيل حكومة من 24 وزيراً بالمناصفة بين الشمال والجنوب، في حين كانت «آلية تسريع» الاتفاق نفسه، المعلنة في 29 يوليو (تموز)، قد قادت إلى تكليف معين عبد الملك بتشكيل الحكومة، وتعيين محافظ لعدن ومدير للأمن فيها.
وأدت المشاورات التي خاضتها الأطراف اليمنية، بما فيها «المجلس الانتقالي الجنوبي»، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلى توزيع الحصص في الحكومة المرتقبة، مع مراعاة عدم تسمية الشخصيات التي كانت طرفاً مباشراً في المواجهات التي شهدتها عدن، وبعض المحافظات الجنوبية، لشغل أي حقيبة وزارية، بموجب نص «اتفاق الرياض».
وذكرت المصادر الرسمية أن هادي أكد، خلال لقائه هيئة رئاسة البرلمان، أهمية «توحيد الصف الوطني، والحفاظ على الثوابت الوطنية، والانتصار للوطن في مواجهة مشروع التمرد والانقلاب للميليشيات الحوثية الإيرانية التي تواصل سفك الدماء، وتدمير النسيج المجتمعي اليمني، خدمة لأوهام الخرافة، وتحقيق مشروع إيران في اليمن والمنطقة».
وقالت وكالة «سبأ» الرسمية إن هادي استعرض مع رئيس البرلمان سلطان البركاني ونوابه «جملة من التطورات على الساحة الوطنية بجوانبها المختلفة، ومنها ما يتصل بخطوات تسريع (اتفاق الرياض)، لما من شأنه توحيد الجهود لمواجهة مشروع الحوثي الانقلابي».
وشدد على «أهمية توحيد عمل مؤسسات الدولة، بما يخدم المسار الوطني والثوابت التي أجمع عليها الشعب اليمني، ودعم جهود الحكومة، وصولاً إلى تحقيق تطلعات الشعب في تحقيق الأمن والاستقرار، وتجاوز التحديات الاقتصادية».
وخلال اجتماع هادي بمستشاريه، ونائبه الفريق علي محسن الأحمر، ذكرت المصادر أنه وقف على «جملة التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية بجوانبها المختلفة، ومنها ما يتصل بتسريع تنفيذ (اتفاق الرياض)، بدعم ورعاية من المملكة العربية السعودية، الذي يعول عليه في توحيد الجهود لمواجهة مشروع التمرد والانقلاب لميليشيا الحوثي الإيرانية».
ونسبت المصادر الرسمية إلى الرئيس اليمني أنه أكد «أهمية تنفيذ اتفاق الرياض لمصلحة البلد، وتوحيد جهود الجميع، وصولاً لتحقيق الهدف الوطني المشترك في بناء الدولة الاتحادية العادلة، وهزيمة مشروع إيران في اليمن والمنطقة، حيث لا مكان مطلقاً للتجربة الإيرانية في اليمن».
وخاطب هادي مستشاريه بالقول: «لقاؤنا اليوم يأتي ونحن على مشارف الذكرى الأولى لتوقيع (اتفاق الرياض) الذي كنا -ولا زلنا- ننظر إليه بصفته منطلقاً أساسياً لمرحلة لملمة الأمور، واستعادة الدولة، وتوحيد الجهود، وإنهاء انقلاب الحوثي، حيث بذلنا -ولا نزال- كل جهودنا لتنفيذ الاتفاق حرفياً، وتعاطينا بكل إيجابية مع بنوده في هذا الصدد».
وأضاف: «لقد كلفت رئيس الوزراء بعقد مشاورات مع الأحزاب والمكونات السياسية من أجل الوصول لوضع تصور لتشكيل الحكومة، مع التركيز على تقييم المرحلة السابقة، واستحضار التحديات والصعوبات، ووضع تصور لأولويات الحكومة، والتركيز على تقسيم عادل للحقائب الوزارية، والأهم تقديم الكفاءات النوعية».
وقال: «إن الوضع الذي يمر به اليمن صعب، والمرحلة حرجة، ونحتاج أن نتعاطى بمسؤولية كبيرة وتجاوز للتحديات. ونحن في حالة حرب مع عدونا الوحيد، وهو ميليشيات الحوثي الإيرانية، علينا أن نعزز تماسك القوى السياسية المناهضة للمشروع الحوثي، والبعد عن أي مكايدات أو خصومات أو تناولات إعلامية، فالعدو اليوم يطور إمكانياته ووسائله في تدمير البلاد والعباد».
وأشاد الرئيس اليمني بجهود السعودية التي ترعى «اتفاق الرياض» وآلية تسريعه، وقال: «نثق بجهودهم في إنجاحه، وتدعيمه بحزمة اقتصادية لدعم استقرار العملة، ودعم الحكومة في مهامها الجديدة، وقدرتها على تلبية متطلبات الشعب اليمني».
وفي السياق نفسه، ذكرت المصادر أن هادي عقد لقاءً ثالثاً مع رئيس الحكومة معين عبد الملك، وأكد «دعمه للجهود الرامية لتشكيل حكومة تلبي تطلعات اليمنيين، وتعمل بكفاءة لمواجهة الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه اليمنيون منذ انقلاب ميليشيا الحوثي الإيرانية على السلطة الشرعية، والوطن بصورة عامة».
وبحسب وكالة «سبأ»، جدد الرئيس اليمني دعمه لجهود عبد الملك لتشكيل الحكومة وفقاً لـ«اتفاق الرياض»، في حين أطلعه الأخير على «نتائج المشاورات مع القوى السياسية لتسمية ممثليها في الحكومة التي سيكون إعلانها خطوة مهمة للعمل على تخفيف معاناة اليمنيين، وتحريك عجلة التنمية والاستقرار».
ويأمل اليمنيون في أن يؤدي إعلان الحكومة الجديدة، وعودتها إلى مدينة عدن حيث العاصمة المؤقتة عدن، إلى توحيد الجهود لتحسين الخدمات، ودفع الرواتب، وإصلاح الاقتصاد، وانتشال سعر العملة، إلى جانب حشد الإمكانيات لمواجهة الانقلاب الحوثي، من الناحيتين السياسية والعسكرية.



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.