نتنياهو يطلب إعفاءه من ضرائب بيته الشخصي

استمرار المظاهرات ضده من المطلة حتى إيلات

صورة أرشيفية للاتفاق بين رابين وعرفات عام 2017 في ذكرى اغتيال الأول (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية للاتفاق بين رابين وعرفات عام 2017 في ذكرى اغتيال الأول (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يطلب إعفاءه من ضرائب بيته الشخصي

صورة أرشيفية للاتفاق بين رابين وعرفات عام 2017 في ذكرى اغتيال الأول (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية للاتفاق بين رابين وعرفات عام 2017 في ذكرى اغتيال الأول (أ.ف.ب)

رغم استمرار المظاهرات ضده على خلفية قضايا الفساد، والمطالبة باستقالته، وشارك فيها عشرات الآلاف الذين انتشروا من أقصى الشمال في بلدة المطلة، وحتى أقصى الجنوب إيلات، تحت شعار «ارحل»، ومع تصاعد التوتر في حكومته مع شريكه بيني غانتس، زعيم حزب «كحول لفان»، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن رفض دفع ضريبة عن نفقات منزله الشخصي، في مدينة قيسارية، وطلب إعفاءه بدعوى أنه يستخدم بيته لعمله رئيساً للحكومة، إضافة إلى المقر الرسمي في القدس الغربية.
وقالت مصادر في مصلحة الضرائب الإسرائيلية، إن محاسب ديوان رئيس الوزراء، أبلغها باسم نتنياهو، بأن «جميع النفقات، بما في ذلك مصاريف البيت الشخصي في قيسارية، تُستخدم ضمن أدائه مهماته رئيساً للحكومة». وأوضح أن هناك قراراً صدر قبل ثلاث سنوات عن المحكمة العليا في القدس، ينص على إلزام الدولة بدفع مصروفات نتنياهو أينما كان، إذا أنفقت لصالح أداء منصبه، وفقط في حال كانت المصاريف لنفقته الخاصة، فإن على نتنياهو دفعها شخصياً. وقالت هذه المصادر إن الدولة مولت مصايف البيت الشخصي لنتنياهو بمبالغ وصلت إلى 52 ألف دولار في السنوات 2011 و2012 و2013. وبمبلغ 81 ألفاً في عام 2014 و85 ألفاً في عام 2015، ثم امتنعت عن نشر معلومات عن حجم هذه المصاريف في السنوات اللاحقة.
وأكدت أن مصلحة الضرائب لا تمانع في أن تدفع الدولة مصاريف نتنياهو، لكنها تطلب إخضاع هذه المبالغ للضرائب كما هو حال أي مواطن ومسؤول. ولكن نتنياهو، يرفض ذلك.
وكان المتظاهرون في نهاية الأسبوع، قد احتشدوا بالمئات أمام بيت نتنياهو في قيسارية، يومي الجمعة والسبت، رافعين شعارات تنتقد تصرفاته وتتهمه بالبخل تقول: «رئيس حكومة لا يمد يده إلى جيبه» و«لا يكفيه الراتب السمين ولا الهدايا» و«ارحل وخذ معك الفساد». وامتدت المظاهرات على طول البلاد وعرضها. وركز المتظاهرون على ذكرى مرور 25 سنة على اغتيال رئيس الوزراء السبق، إسحق رابين، متهمين نتنياهو بمواصلة التحريض وتجزئة المجتمع.
وقال رئيس حركة «جودة الحكم»، المحامي اليعاد شرغا، إن «مرور 25 عاماً لم يسعف إسرائيل، وما زال التحريض ودق الأسافين وتحريض شرائح المجتمع ضد بعضها بعضاً مستمراً ولم يتم تعلم الدرس».
وشكا قادة حركة «crime minister» (رئيس حكومة مجرم)، من اعتداءات دامية على سبع مظاهرات على الأقل في هذا الأسبوع، نفذها أنصار نتنياهو ضد المتظاهرين، حاول بعضهم استخدام السكاكين فيها، واتهمت الشرطة بالتقاعس عن حماية المظاهرات. كما اتهمت الشرطة بإرسال جواسيس يندسون في المظهرات ويعتدون على المتظاهرين.
المعروف أن حكومة نتنياهو تشهد خلافات متفاقمة على خلفية القرار بمضاعفة الغرامات على مخالفي تعليمات «كورونا». وقد احتج قادة الأحزاب الدينية على القرار، وأعلنوا أنهم سيُسقِطونه في الكنيست. وفي الوقت ذاته دخلت الحكومة في أزمة ائتلافية بين «الليكود» و«كحول لفان»، فقد انتهت، أمس (الأحد)، المهلة التي منحها غانتس لنتنياهو للمصادقة على «ميزانية الدولة»، للسنتين 2020 و2021. ونقل على لسان غانتس القول إن «(الليكود) لا يفوت فرصة للاهتمام بمصلحته بدل مصلحة الشعب. فالعمل من دون ميزانية هو عمل غير صحيح وغير مسؤول، ويؤدي إلى شلل في التعيينات الوظيفية وإلى ضرر اقتصادي واجتماعي مستقبلي لا يمكن تصحيحه. وهذا أمر لن نسمح به وسنرد عليه بإجراءات حادة».
لكن الليكود لا يكترث لهذه التهديدات واعتبرها «تهديدات فارغة لا معنى لها». وهدد بالتوجه إلى حل الكنيست (البرلمان) وإجراء انتخابات رابعة يتحطم فيها حزب «كحول لفان».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.