مصر تفتتح 3 متاحف أثرية لتنشيط السياحة والثقافة

تبرز اكتشافات فرعونية ومركبات للأسرة العلوية

متحف المركبات الملكية بالقاهرة بعد تطويره (وزارة السياحة والآثار المصرية)
متحف المركبات الملكية بالقاهرة بعد تطويره (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تفتتح 3 متاحف أثرية لتنشيط السياحة والثقافة

متحف المركبات الملكية بالقاهرة بعد تطويره (وزارة السياحة والآثار المصرية)
متحف المركبات الملكية بالقاهرة بعد تطويره (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد سنوات من العمل والتوقف لظروف مالية وسياسية، تبدأ ثلاثة متاحف مصرية جديدة في استقبال الزوار من السياح والمصريين، في محاولة لتنشيط الحركة السياحية والثقافية في البلاد، في ظل ركود جائحة «كورونا».
وعبر تقنية الفيديو كونفرنس افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس (الجمعة)، ثلاثة متاحف في 3 محافظات مختلفة، وشملت متاحف «شرم الشيخ»، بمحافظة جنوب سيناء، (جنوب شرقي القاهرة)، و«كفر الشيخ» (دلتا مصر)، ومتحف «المركبات الملكية» في القاهرة، معطياً إشارة البدء لهذه المتاحف لاستقبال الزوار بعد سنوات طويلة، شهدت توقف العمل في هذه المشروعات عام 2011 بسبب الظروف السياسية في البلاد، حسب تصريحات الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري أمس، خلال الافتتاح.
ونظراً لأن مدينة شرم الشيخ تحمل لقب «مدينة السلام»، فإن سيناريو العرض بالمتحف الذي بدأ إنشاؤه عام 2003، يرتكز على المعبودة «حتحور» إلهة الجمال والحب والسلام عند المصريين القدماء، التي ستكون في استقبال الزوار، ويضم المتحف نحو 5200 قطعة أثرية، تحكي تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة، على غرار أعمال طحن الحبوب، وصناعة الأثاث، والصيد وغيرها، إضافة إلى إظهار الاهتمام بالحيوانات ودورها في حياة المصري القديم، ويضم المتحف قاعات تروي تاريخ الحضارة في المنطقة.
وتسعى وزارة السياحة والآثار إلى إثراء الحركة السياحية والأثرية عبر المتاحف الجديدة، حسب تصريحات الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «متحف شرم الشيخ سيكون مزاراً ثقافياً للسياح الذين اعتادوا زيارة المدينة الساحلية، ولذلك سيتم فتحه خلال الفترات المسائية ليتمكن السائح من زيارته في المساء، بعد استمتاعه بالبحر والشاطئ في الصباح».
وفي الدلتا يبدأ «متحف كفر الشيخ القومي»، الذي بدأ إنشاؤه في التسعينات من القرن الماضي، وتعرّض لفترات توقف طويلة لأسباب تتعلق بالتمويل، وأسباب سياسية... في استقبال الزوار. ويقع المتحف في حديقة صنعاء بجوار جامعة كفر الشيخ، وتبلغ مساحته 6670 متراً.
ويهدف المتحف إلى توعية سكان المحافظة بآثار وتاريخ مصر القديمة، كما يسعى لخدمة طلاب ودارسي الآثار في المحافظة، حسب وزيري.
ويحكي المتحف تاريخ مدينة «بوتو»، عاصمة «مملكة الشمال»، قبل توحيد مصر، وواحدة من أهم المناطق الأثرية في كفر الشيخ، التي تضم أكثر من 50 تلاً أثرياً، ويركز سيناريو العرض المتحفي على أسطورة «إيزيس وأوزوريس»، والصراع بين «حورس وست»، إضافة إلى بعض الآثار التي توضح تاريخ الطب والعلوم في مصر القديمة.
وفي القاهرة يعود متحف المركبات الملكية لاستقبال زواره، بعد سنوات طويلة من عمليات الترميم والتطوير التي بدأت عام 2001. ويضم المتحف 74 عربة ملكية، ويتكون من خمس قاعات هي: قاعة الأنتيكخانة التي تعرض العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وقاعة الاستقبال التي تعرض فيلماً وثائقياً عن الفترة الزمنية للأسرة العلوية، وقاعة الجمالون أو (الموكب) وتمثل الشارع في العصور الملكية وتعرض أندر أنواع المركبات وهي عربة «الآلاي» المهداة من الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني إلى الخديو إسماعيل عند افتتاح قناة السويس عام 1869، وقاعة المناسبات الملكية وتضم مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الرسمية المختلفة، ولوحات زيتية عبارة عن بورتريهات لملوك وملكات وأميرات وأمراء الأسرة العلوية، وقاعة الحصان وتضم مجموعة من الفتارين لعرض الملابس الخاصة بالعاملين على العربات الملكية.
وثمّن خبراء آثار مصريين افتتاح ثلاثة متاحف في يوم واحد، ووصف الدكتور بسام الشماع، أستاذ علم المصريات، الأمر بأنه «خطوة كبيرة في تاريخ المتاحف في مصر والعالم»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «متحف شرم الشيخ سينقل المدينة نقلة أخرى من مدينة سياحة ترفيهية إلى السياحة الثقافية، والتي تعد القاطرة الأولى للاقتصاد السياحي المصري»، كما يمثل متحف المركبات الملكية نقلة نوعية لأحد أقدم المتاحف المتخصصة في مصر»، مشيراً إلى أن «متحف كفر الشيخ يعد بداية لوضع المحافظة على الخريطة السياحية بوصفها تضم أقدم عواصم مصر القديمة».



«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.