أثار رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، غريغ كلارك، تهديدا انفصاليا أوروبيا من قبل الأندية الكبرى في بداية مناقشاته لمشروع الصورة الكبيرة مع رؤساء أندية تشيلسي وليفربول ومانشستر يونايتد، التي تتطلع لإطلاق دوري سوبر يضم أفضل 18 ناديا بالقارة.
وزعم كلارك أنه انسحب عندما أصبح المشروع يركز على «تركيز القوة والثروة» في الأندية الكبيرة في ظل وجود تهديد انفصالي محتمل، لكن في الوثيقة الأولى التي أصدرها في فبراير (شباط) الماضي، كتب أن التهديد الانفصالي خلق الفرصة للتغيير!
وكتب كلارك أن كرة القدم الإنجليزية ناجحة بشكل كبير، لكنها تعاني من مشاكل المصلحة الذاتية و«التهديدات التي تلوح في الأفق»، وأن هناك حاجة لإحداث تغيير جذري.
وتضمنت اقتراحاته إقامة بطولتي الدوري الإنجليزي الممتاز 1، والدوري الإنجليزي الممتاز 2، على أن يضم كل منهما 18 ناديًا، وإنشاء مجلس إدارة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم باعتباره «المنتدى الذي تدار فيه كرة القدم محليا».
وقال كلارك: «إن تفوق عدد من الأندية الإنجليزية الكبيرة، التي يمكنها اختيار إعطاء الأولوية للفرص غير الإنجليزية، يوفر منصة لإنشاء وتنفيذ استراتيجية للتغيير».
وكتب كلارك أنه إذا كان لخطط إعادة الهيكلة أن تتمتع «بالسلطة الأخلاقية» للنجاح، فسيتعين عليها ضمان أن هذه الاستراتيجية: «تخدم بشكل واضح مصالح كرة القدم الإنجليزية كلها».
وتلقي وثيقة لاحقة كتبها كلارك، في الثامن من مارس (آذار)، بظلال من الشك على ادعائه الأخير بأن الورقة الأولى كانت مجرد ملخص للأفكار التي ناقشتها المجموعة، وليست رأيه الخاص. وفي الورقة الثانية، كتب كلارك إلى رؤساء أندية تشيلسي وليفربول ومانشستر يونايتد قائلا إنه يتفهم «الرغبة في حل جميع المشكلات التي تواجهها الأندية الستة الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز»، وقال إنه لم «يستبعد نهج المواجهة» مع باقي الأندية الـ14، رغم أنه «يفضل تقديم بعض الإغراءات، بالإضافة إلى التهديد الضمني».
وقال كلارك إن مشروع الصورة الكبيرة كان «يحقق تقدمًا جيدًا»، مضيفا: «أخشى أنه من السهل جدًا بالنسبة للأندية الـ14 الأخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز أن تصنف مشروع الصورة الكبيرة على أنه محاولة من جانب الأندية الستة الكبرى للحصول على مزيد من القوة، وإعادة توزيع الإيرادات مع تقديم القليل من الفوائد الجانبية للمجالات الأخرى في كرة القدم الإنجليزية. هذه رؤية مبسطة للأمور، لكن أقسامًا كبيرة من وسائل الإعلام قد تراها ملائمة».
ومرة أخرى، وصف كلارك التهديد الانفصالي بأنه فرصة، قائلا: «التوقيت جيد للتغيير. سيكون عام 2020 محوريًا في وضع الشكل الجديد لدوري أبطال أوروبا والتقويم الدولي الجديد. وسيؤدي هذا حتما إلى تغذية الحديث عن الدوريات السوبر العالمية أو الأوروبية. وعلاوة على ذلك، فإن فيروس كورونا سوف يهز صناعتنا، وسيخلق عددا من الفرص والتهديدات في نفس الوقت. وأرى أن الفرصة سانحة لإعادة تشكيل كرة القدم الإنجليزية».
وبعد تسريب تفاصيل مشروع الصورة الكبيرة، ثم نشرها من قبل صحيفة التلغراف في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كتب كلارك إلى مجلس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ونأى بنفسه عن هذا المشروع، وانتقد هذه الخطط باعتبارها استيلاء على السلطة من قبل الأندية «الستة الكبرى». وكتب أنه «شارك في مناقشات مبكرة» ثم «توقف» عن المشاركة في أواخر الربيع «عندما أصبح الهدف الرئيسي من هذه المناقشات هو تركيز السلطة والثروة في أيدي عدد قليل من الأندية، في ظل تهديد يتمثل في انفصال الدوري».
في الواقع، كما كشفت صحيفة الغارديان، بدأ كلارك العملية برمتها في يناير (كانون الثاني) مع رئيس نادي تشيلسي، بروس باك، وشارك في جميع الاجتماعات ووضع الخطط، والتي جاءت لتشمل تركيزًا لقوة التصويت في الدوري الإنجليزي الممتاز في أيدي «الستة الكبار»، وإعادة توزيع 25 في المائة من صافي أموال عائدات البث التلفزيوني إلى الدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال كلارك إنه لم يكن على علم بأي «حدث متعلق بمشروع الصورة الكبيرة» بعد أوائل مايو (أيار) حتى نشرت صحيفة التلغراف هذا الأمر، لكنه في الواقع شارك شخصيًا في إحياء العملية مرة أخرى في سبتمبر (أيلول)، والتي تقدمت بعد ذلك عندما منح باك رئيس رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، غاري هوفمان، نسخة لدراستها في عطلة نهاية الأسبوع يومي الثالث والرابع من أكتوبر (تشرين الأول).
أما فيما يتعلق بوثيقة كلارك الأولى، التي وصف فيها احتمال أن تسعى الأندية إلى «فرص غير إنجليزية» بأنه «منصة» للتحول، قال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إن هذه الوثيقة لا تمثل وجهات نظر كلارك الخاصة، لكنها ملخص للأفكار التي نوقشت في أول اجتماع كامل للمجموعة. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال، لأن ريك باري، رئيس رابطة الدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز، لم تتم دعوته حتى 13 فبراير (شباط)، بعد أن أصدر كلارك الوثيقة. كما تم توجيه الدعوة إلى ريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز، لحضور المحادثات من مرحلة مبكرة، لكنه رفض.
ثم أوضح الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأمر، قائلاً إن كلارك كتب هذه الوثيقة بعد اجتماع أولي مع باك، وإد وودوارد، نائب الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، الذي كان باك قد وجه إليه الدعوة. ووجه باك دعوة أخرى إلى ليفربول بعد ذلك الاجتماع الأولي، بناءً على اقتراح من وودوارد.
لكن وثيقة كلارك الثانية، في الثامن من مارس (آذار)، تلقي بظلال من الشك على أن الوثيقة الأولى كانت عبارة عن مجرد ملخص للمناقشات، حيث كتبها كلارك بعد أن تم تطوير الخطط بشكل أكبر من قبل المجموعة بالكامل: كلارك نفسه، وباك، وودوارد، ومالك حصة الأغلبية في ليفربول، جون هنري، وباري. لقد رفضوا على الفور فكرة إقامة الدوري الإنجليزي الممتاز 1، والدوري الإنجليزي الممتاز 2، والتي كانت ستشمل هبوط ثمانية أندية إلى دوري الدرجة الأولى، وكانت تقلل مكانة دوري الدرجة الثانية ودوري الدرجة الثالثة إلى حد كبير. ورأت هذه المجموعة أنه سيكون من الأفضل عدم المساس بالدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز، وإعادة توزيع المزيد من أموال الدوري الإنجليزي الممتاز إليها. ويشعر ليفربول ومانشستر يونايتد بالإحباط لأن الأندية الستة الكبرى تكون أضعف من الناحية التصويتية من باقي الأندية الـ14 الأخرى، وبالتالي كان من المفهوم أن يطالبا بإحداث تغييرات على الطريقة الداخلية للتصويت.
وكانت الوثيقة التي كتبها كلارك في الثامن من مارس (آذار) تحمل اسم «تسوية مشروع الصورة الكبيرة». وأشار كلارك إلى وثيقته الأولى، حيث كتب: «لقد عبرت عن رأيي في ورقتي الأصلية أنه لكي ينجح مشروع الصورة الكبيرة، فإنه يتعين علينا اقتراح رؤية لكيفية عمل هذا المشروع على تحسين كرة القدم الإنجليزية».
وأشارت صحيفة الغارديان للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن كلارك قد قال في الوثيقة الثانية «لقد عبرت عن رأيي»، وهو ما يشير بوضوح إلى أن الوثيقة الأولى كانت رأيه الخاص، وليست مجرد ملخص للمناقشات. ولم يرد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على ذلك الأمر بالتحديد، لكنه استمر في التأكيد على أنه كان ملخصًا لوجهات النظر، وليس رأي كلارك.
وفي الوثيقة الصادرة في الثامن من مارس (آذار)، قال كلارك إنه يجب البحث عن طرق لجعل مشروع الصورة الكبيرة «أكثر جاذبية للأندية الأربعة عشر الأخرى قبل اتخاذ قرار بشأن المواجهة أو التخلي عن جهودنا».
على سبيل المثال، كتب كلارك أنه يمكن «خسارة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة» والبقاء مع 20 ناديًا في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن شأن ذلك أن تحصل الأندية الستة الكبرى على مزيد من عائدات البث التلفزيوني للدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أن كلارك يزعم بأن فكرة بيع الأندية لثماني مباريات في كل موسم على حدة «قد تكون مشكلة بالنسبة لسلطتنا الأخلاقية».
غريغ كلارك: الفرصة سانحة لإعادة تشكيل كرة القدم الإنجليزية
رئيس الاتحاد الإنجليزي يثير تهديداً انفصالياً ويدعو لإعادة تنظيم البطولات مع سلطات أكبر للأندية الستة الكبرى
غريغ كلارك: الفرصة سانحة لإعادة تشكيل كرة القدم الإنجليزية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة