نقل موقع الإذاعة الوطنية الأميركية (إن بي آر) عن ناشطين حقوقيين يعملون في تنظيم الانتخابات، أن الناخبين السود واللاتينيين جرى إغراقهم برسائل مضللة، وذلك قبل أيام من الانتخابات الرئاسية والعامة الثلاثاء المقبل. ونقلت الإذاعة عن هؤلاء قولهم إنهم لاحظوا خلال الصيف منشورات لمجموعات على «فيسبوك» تدعى «كونك أسود» أو «بيينغ بلاك» في ولاية أريزونا. كما بدأ بعض الأشخاص بنشر مذكرات مليئة بالادعاءات الكاذبة التي بات واضحاً أن هدفها هو ثني الناس عن التصويت. وأضاف التقرير أن المنشورات كانت تهدف إلى إقناع الناخبين بأن النظام الأميركي في حالة فوضى، ولا فائدة من المشاركة في التصويت. فيما قالت مذكّرات أخرى إن الجمهوريين والديمقراطيين متماثلون، ولا جدوى من التصويت. وأضافت المنشورات: «لم يفعل أوباما شيئاً من أجلك خلال فترة ولايته، فلماذا تصوت لديمقراطي مرة ثانية؟».
وبدا واضحاً تشابه تلك المنشورات وتوقيتها مع تقارير لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ حول التدخل الروسي، التي أشارت إلى تلك التدخلات في انتخابات عام 2016، على وسائل التواصل الاجتماعي، حين ركز عملاء مدعومون من الكرملين على الانقسامات العرقية في الولايات المتحدة.
وعبر النشطاء عن مخاوفهم من هذا النوع من الرسائل التي يمكن أن تتسبب فعلاً في ضرر كبير، محذرين من أن هذا النوع من التدخلات أصبح منتشراً جداً في انتخابات هذا العام. ويضيف التقرير أنه على الرغم من عدم التمكن من تحديد هوية من يقف وراء تلك الرسائل في معظم الحالات، فإنه من الواضح أن الهدف هو تقليل إقبال اللاتينيين والأميركيين من أصول أفريقية من خلال تأجيج التشكيك في العملية السياسية برمتها.
ويشير موقع الإذاعة الوطنية إلى أن ما يجعل تلك المنشورات قوية للغاية، ليس مصدرها، بل مدى نجاحها في تأجيج مخاوف الناخبين. وتؤكد مجموعات أخرى في فلوريدا تلك المخاوف، حيث يشير هؤلاء إلى تأثير التدخل الروسي عام 2016 على الناخبين السود، خصوصاً أنها تمكنت من إظهار ما يناقشه السود منذ عقود إلى العلن. فطرح ما إذا كان تصويت السود مهماً حقاً، أو إذا كان السياسيون يهتمون حقاً بمصالح السود، هي نقاشات كانت تجري في «صالون الحلاقة» أو حول طاولة الطعام نهاية الأسبوع.
وعلى المنوال ذاته، نقلت وكالة «رويترز» مساء الجمعة، عن مسؤولين أمنيين أميركيين قولهم إن المتسللين الإيرانيين الذين أرسلوا رسائل تهديد لآلاف الأميركيين في وقت سابق من أكتوبر (تشرين الأول)، نجحوا في الدخول إلى بيانات عدد من الناخبين في بعض الولايات الأميركية. وأكد بيان مشترك عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووكالة الأمن الإنترنتي في وزارة الداخلية، صحة جزء من مقطع مصور وزع في إطار حملة تضليل لاقت اهتماماً وجيزاً عقب الكشف عنها قبل أيام. والحملة مؤلفة من آلاف الرسائل التهديدية التي أرسلت إلى ناخبين أميركيين بشكل عشوائي باسم جماعة يمينية متشددة مؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعرضت مقطعاً مصوراً يشرح فيه متسلل إلكتروني كيف يمكن للمتسللين إشاعة الفوضى باختراق سجلات تسجيل الناخبين. وقال خبراء فحصوا المقطع إنه محاولة لإثارة قلق الناخبين على نزاهة الانتخابات.
وأكد مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي «نجاح الجاني في الحصول على بيانات تسجيل ناخبين في ولاية واحدة على الأقل». ولم يذكر البيان اسم الولاية، لكن المقطع المصور عرض ما يفترض أنها تفاصيل عن ناخبين بولاية ألاسكا. وقالت الوكالات الفيدرالية آنفة الذكر، إن المتسللين الإيرانيين قاموا أيضاً بتفحص عدد من مواقع الانتخابات في ولايات أخرى، بحثاً عن نقاط ضعف. وقال موقع «سايبر سكوب» إن 10 ولايات قام القراصنة بتفحصها بشكل كلي. وتتأهب السلطات الأميركية لمواجهة أي تسلل إلكتروني محتمل في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
رسائل مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف الناخبين السود واللاتينيين
في محاولة لإبعادهم عن التصويت في الانتخابات
رسائل مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف الناخبين السود واللاتينيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة