رسائل مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف الناخبين السود واللاتينيين

في محاولة لإبعادهم عن التصويت في الانتخابات

موظف فيدرالي ينظّم أوراق التصويت المبكر عبر البريد في ميامي دايد بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
موظف فيدرالي ينظّم أوراق التصويت المبكر عبر البريد في ميامي دايد بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
TT

رسائل مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف الناخبين السود واللاتينيين

موظف فيدرالي ينظّم أوراق التصويت المبكر عبر البريد في ميامي دايد بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
موظف فيدرالي ينظّم أوراق التصويت المبكر عبر البريد في ميامي دايد بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

نقل موقع الإذاعة الوطنية الأميركية (إن بي آر) عن ناشطين حقوقيين يعملون في تنظيم الانتخابات، أن الناخبين السود واللاتينيين جرى إغراقهم برسائل مضللة، وذلك قبل أيام من الانتخابات الرئاسية والعامة الثلاثاء المقبل. ونقلت الإذاعة عن هؤلاء قولهم إنهم لاحظوا خلال الصيف منشورات لمجموعات على «فيسبوك» تدعى «كونك أسود» أو «بيينغ بلاك» في ولاية أريزونا. كما بدأ بعض الأشخاص بنشر مذكرات مليئة بالادعاءات الكاذبة التي بات واضحاً أن هدفها هو ثني الناس عن التصويت. وأضاف التقرير أن المنشورات كانت تهدف إلى إقناع الناخبين بأن النظام الأميركي في حالة فوضى، ولا فائدة من المشاركة في التصويت. فيما قالت مذكّرات أخرى إن الجمهوريين والديمقراطيين متماثلون، ولا جدوى من التصويت. وأضافت المنشورات: «لم يفعل أوباما شيئاً من أجلك خلال فترة ولايته، فلماذا تصوت لديمقراطي مرة ثانية؟».
وبدا واضحاً تشابه تلك المنشورات وتوقيتها مع تقارير لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ حول التدخل الروسي، التي أشارت إلى تلك التدخلات في انتخابات عام 2016، على وسائل التواصل الاجتماعي، حين ركز عملاء مدعومون من الكرملين على الانقسامات العرقية في الولايات المتحدة.
وعبر النشطاء عن مخاوفهم من هذا النوع من الرسائل التي يمكن أن تتسبب فعلاً في ضرر كبير، محذرين من أن هذا النوع من التدخلات أصبح منتشراً جداً في انتخابات هذا العام. ويضيف التقرير أنه على الرغم من عدم التمكن من تحديد هوية من يقف وراء تلك الرسائل في معظم الحالات، فإنه من الواضح أن الهدف هو تقليل إقبال اللاتينيين والأميركيين من أصول أفريقية من خلال تأجيج التشكيك في العملية السياسية برمتها.
ويشير موقع الإذاعة الوطنية إلى أن ما يجعل تلك المنشورات قوية للغاية، ليس مصدرها، بل مدى نجاحها في تأجيج مخاوف الناخبين. وتؤكد مجموعات أخرى في فلوريدا تلك المخاوف، حيث يشير هؤلاء إلى تأثير التدخل الروسي عام 2016 على الناخبين السود، خصوصاً أنها تمكنت من إظهار ما يناقشه السود منذ عقود إلى العلن. فطرح ما إذا كان تصويت السود مهماً حقاً، أو إذا كان السياسيون يهتمون حقاً بمصالح السود، هي نقاشات كانت تجري في «صالون الحلاقة» أو حول طاولة الطعام نهاية الأسبوع.
وعلى المنوال ذاته، نقلت وكالة «رويترز» مساء الجمعة، عن مسؤولين أمنيين أميركيين قولهم إن المتسللين الإيرانيين الذين أرسلوا رسائل تهديد لآلاف الأميركيين في وقت سابق من أكتوبر (تشرين الأول)، نجحوا في الدخول إلى بيانات عدد من الناخبين في بعض الولايات الأميركية. وأكد بيان مشترك عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووكالة الأمن الإنترنتي في وزارة الداخلية، صحة جزء من مقطع مصور وزع في إطار حملة تضليل لاقت اهتماماً وجيزاً عقب الكشف عنها قبل أيام. والحملة مؤلفة من آلاف الرسائل التهديدية التي أرسلت إلى ناخبين أميركيين بشكل عشوائي باسم جماعة يمينية متشددة مؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعرضت مقطعاً مصوراً يشرح فيه متسلل إلكتروني كيف يمكن للمتسللين إشاعة الفوضى باختراق سجلات تسجيل الناخبين. وقال خبراء فحصوا المقطع إنه محاولة لإثارة قلق الناخبين على نزاهة الانتخابات.
وأكد مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي «نجاح الجاني في الحصول على بيانات تسجيل ناخبين في ولاية واحدة على الأقل». ولم يذكر البيان اسم الولاية، لكن المقطع المصور عرض ما يفترض أنها تفاصيل عن ناخبين بولاية ألاسكا. وقالت الوكالات الفيدرالية آنفة الذكر، إن المتسللين الإيرانيين قاموا أيضاً بتفحص عدد من مواقع الانتخابات في ولايات أخرى، بحثاً عن نقاط ضعف. وقال موقع «سايبر سكوب» إن 10 ولايات قام القراصنة بتفحصها بشكل كلي. وتتأهب السلطات الأميركية لمواجهة أي تسلل إلكتروني محتمل في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).



«أقمار صناعية زورت الانتخابات»... تبرير فريق ترمب «الأكثر جنوناً» لهزيمته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

«أقمار صناعية زورت الانتخابات»... تبرير فريق ترمب «الأكثر جنوناً» لهزيمته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قدم الادعاء «الأكثر جنوناً» بشأن مزاعم تزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الحالي جو بايدن، حيث زعم فريق ترمب أن أقماراً صناعية إيطالية زورت الانتخابات.
وأضافت الصحيفة أن لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي أصدرت، أمس (الثلاثاء)، مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني بعثها فريق ترمب لكبار المسؤولين في وزارة العدل الأميركية لإثبات مزاعم تزوير الانتخابات.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الرسائل توضح بالتفصيل أن فريق ترمب قدم مزاعم لا أساس لها من الصحة تتضمن نظريات مؤامرة، وكذلك ترسم صورة واضحة لعدم وضع أي اعتبارات للخطوط التقليدية بين البيت الأبيض ووزارة العدل بالمسائل المتعلقة بترمب شخصياً.
ووصفت «واشنطن بوست» بعض الرسائل بأنها «مذهلة»، حيث تكشف أن الإدارة التي كانت تقود الولايات المتحدة كانت تعتقد بنظرية تآمرية لم يسمع بها من قبل تزعم بأن أقماراً صناعية إيطالية استخدمت في تزوير العملية الانتخابية.
وأوضحت الصحيفة أن مارك ميدوز كبير مساعدي ترمب أرسل في الأول من يناير (كانون الثاني) برسالة إلى المدعي العام بالإنابة جيفري روزن تضمنت مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» لضابط استخبارات سابق يدعى براد جونسون يشرح بالتفصيل ما أطلق عليه اسم «نظرية المؤامرة الإيطالية» تزعم أن أشخاصاً على صلة بشركة إيطالية تدعى «ليوناردو» استخدموا أقماراً صناعية لتزوير الأصوات في المراكز الحضرية في الولايات الرئيسية لصالح بايدن.
وقالت الصحيفة إن القائم بأعمال نائب المدعي العام ريتشارد دونوغ وصف تلك المزاعم بأنها «جنون تام» بعدما بعث جيفري روزن له برسالة كبير مساعدي ترمب.
وأكدت «واشنطن بوست» أن وكالة «رويترز» للأنباء وصحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية أجرتا تحقيقاً بشأن تلك المزاعم ووجدتا أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة، وأن تلك المزاعم سبق أن تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يقدمها فريق ترمب.
وقالت رئيسة لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي كارولين مالوني: «تظهر هذه الوثائق أن ترمب حاول إفساد أهم وكالة لإنفاذ القانون في بلادنا، في محاولة سافرة لإلغاء انتخابات خسرها».
وتأتي هذه الوثائق في وقت يواصل خلاله المشرعون الأميركيون التحقيق في هجوم أنصار ترمب على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير لمحاولة عرقلة التصديق على فوز بايدن بالانتخابات، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.