كيف سيكون شكل انتقال السلطة في حال خسارة ترمب؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخصمه جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخصمه جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

كيف سيكون شكل انتقال السلطة في حال خسارة ترمب؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخصمه جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخصمه جو بايدن (أ.ف.ب)

«أريد انتقالا رائعا من دون مشاكل». هذا ما أعلنه الرئيس دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية لكنه أرفق تصريحه باشارة مبهمة قائلاً: «يجب أن تكون الانتخابات نزيهة»، مثيرا الشكوك حول الطريقة التي سيقبل فيها نتيجة الانتخابات في حال هزيمته.
منذ أشهر، يزرع الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية في مواجهة خصمه الديمقراطي جو بايدن الشك في ما يتعلق بالنبرة التي سيعلن فيها قبول نتائج الانتخابات اذا هُزم، والطريقة التي سيحصل فيها انتقال السلطة الى منافسه.
فمن خصوصيات النظام السياسي الأميركي، الفترة الطويلة الفاصلة بين انتخاب الرئيس وتوليه منصبه التي تبلغ نحو شهرين ونصف شهر.
في ختام حملة شابتها عدوانية لا مثيل لها، وفي أوج أزمة صحية غير مسبوقة في التاريخ السياسي الحديث ناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، كيف يمكن أن يحدث هذا الانتقال السياسي؟
تُعتبر الفترة التي يستعد خلالها الفريق الجديد الذي لم يدخل بعد البيت الأبيض بالتعاون مع الفريق المنتهية ولايته، «فوضى محببة» بحسب تعبير مارتن اندرسون في كتابه «الثورة: إرث ريغان».
وقد أعد مركز الانتقال الرئاسي «قائمة مهمات» تلخص ضخامة المهمة:
- ملء جميع المناصب داخل البيت الأبيض.
- إعداد حوالى أربعة آلاف تعيين رئاسي لمناصب أساسية (بينها 1200 تتطلب موافقة مجلس الشيوخ).
- الاستعداد لإدارة أكثر من 100 وكالة فدرالية.
- تحضير أول مائة يوم من ولاية الرئيس.
من الصعب التكهن كيف سيتصرف الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة في حال هزيمته في الانتخابات. والسؤال الشائك يتعلق بالأهمية الواجب اعطاؤها لأقوال رئيس يحب الاستفزاز.
يرى لاري ساباتو أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا أن الأمر «سيعتمد إلى حد كبير على حجم انتصار بايدن» إذا حصل ذلك. ويقول: «اذا خسر ترمب بفارق كبير، فسوف يبذل على مضض الحد الأدنى من الجهود لنقل السلطة لبايدن. لكن اذا كانت النتائج متقاربة جدا فان كل السيناريوهات ممكنة بما يشمل الانزلاق الى فوضى عنيفة».
وفي ضوء ما حصل خلال السنوات الأربع الماضية، بدأت بعض الأصوات تعرب من الآن عن قلقها. وفي هذا السياق، كتب ائتلاف من 12 منظمة غير حكومية إلى الأرشيف الوطني للتعبير عن قلق عميق. وقالوا: «نحن قلقون جدا من عدم احترام إدارة ترمب لالتزاماتها القانونية بالحفاظ على الوثائق».
ويبقى السؤال المطروح، ماذا سيفعل الرئيس إذا خسر في آخر 77 يوما له في السلطة؟ التاريخ مليء بقرارات رئاسية مثيرة للجدل في هذه الفترة الفريدة.
ينص القانون على منح فريق الرئيس المنتخب إمكان الوصول الى الكثير من الملفات، لكن كل شيء يعتمد في نهاية المطاف على حسن نية الفريق المنتهية ولايته وفي المقام الأول الرئيس. وفي بعض الأحيان يكون من الصعب محو آثار الحملة الانتخابية.
وثمة حكاية مشهورة في واشنطن، فأثناء الانتقال بين فريقي بيل كلينتون وجورج دبليو بوش (أواخر العام 2000 - مطلع 2001) تعرض الحرف «دبليو» للتلف او انتُزع عن العديد من لوحات مفاتيح الكمبيوتر من جانب أعضاء الفريق المنتهية ولايته.
في المقابل، غالبا ما تقدم المرحلة الانتقالية في نهاية 2008 - مطلع 2009 بين فريقي جورج دبليو بوش وباراك أوباما على أنها مثال لما ينبغي أن يحصل، رغم الخلافات السياسية العميقة بين الرجلين.
ومن الأسهل بالطبع لرئيس شغل ولايتين ويغادر بالتالي السلطة بدون أن يهزم في صناديق الاقتراع، أن يسهل انتقال السلطة.
تقول مارثا كومار الباحثة المتخصصة في عمليات الانتقال الرئاسية لوكالة الصحافة الفرنسية: «من الأسهل البدء بذلك في وقت مبكر، ويصبح الانتقال جزءا من أدائه، وهو يحرص على ترك صورة جيدة».
لكن هناك استثناء لهذه القاعدة. فالرئيس الجمهوري جورج بوش الأب، الرئيس الذي شغل ولاية واحدة، اختار الرحيل تاركا انطباعا جيدا عند نقل السلطة الى الديمقراطي بيل كلينتون.
وإذا كانت الرسالة المكتوبة بخط اليد التي تركها جورج بوش الاب في المكتب البيضوي أصبحت تقليدا، فإن لا شيء يوازي روعة ما كتبه في 20 يناير (كانون الثاني) 1993: «عزيزي بيل (...) أتمنى لك الكثير من السعادة هنا. لم أشعر أبدا بالوحدة التي تحدث عنها بعض الرؤساء... لست بارعا في تقديم المشورة لكن لا تدع النقاد يثبطون عزيمتك». وكتب أيضاً «نجاحك الآن هو نجاح لبلدنا. أنا معك من صميم القلب. حظا سعيدا».
... في حال هزيمته، هل سيترك دونالد ترمب رسالة الى جو بايدن؟ وما سيكون مضمونها؟



«أقمار صناعية زورت الانتخابات»... تبرير فريق ترمب «الأكثر جنوناً» لهزيمته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

«أقمار صناعية زورت الانتخابات»... تبرير فريق ترمب «الأكثر جنوناً» لهزيمته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قدم الادعاء «الأكثر جنوناً» بشأن مزاعم تزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس الحالي جو بايدن، حيث زعم فريق ترمب أن أقماراً صناعية إيطالية زورت الانتخابات.
وأضافت الصحيفة أن لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي أصدرت، أمس (الثلاثاء)، مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني بعثها فريق ترمب لكبار المسؤولين في وزارة العدل الأميركية لإثبات مزاعم تزوير الانتخابات.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الرسائل توضح بالتفصيل أن فريق ترمب قدم مزاعم لا أساس لها من الصحة تتضمن نظريات مؤامرة، وكذلك ترسم صورة واضحة لعدم وضع أي اعتبارات للخطوط التقليدية بين البيت الأبيض ووزارة العدل بالمسائل المتعلقة بترمب شخصياً.
ووصفت «واشنطن بوست» بعض الرسائل بأنها «مذهلة»، حيث تكشف أن الإدارة التي كانت تقود الولايات المتحدة كانت تعتقد بنظرية تآمرية لم يسمع بها من قبل تزعم بأن أقماراً صناعية إيطالية استخدمت في تزوير العملية الانتخابية.
وأوضحت الصحيفة أن مارك ميدوز كبير مساعدي ترمب أرسل في الأول من يناير (كانون الثاني) برسالة إلى المدعي العام بالإنابة جيفري روزن تضمنت مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» لضابط استخبارات سابق يدعى براد جونسون يشرح بالتفصيل ما أطلق عليه اسم «نظرية المؤامرة الإيطالية» تزعم أن أشخاصاً على صلة بشركة إيطالية تدعى «ليوناردو» استخدموا أقماراً صناعية لتزوير الأصوات في المراكز الحضرية في الولايات الرئيسية لصالح بايدن.
وقالت الصحيفة إن القائم بأعمال نائب المدعي العام ريتشارد دونوغ وصف تلك المزاعم بأنها «جنون تام» بعدما بعث جيفري روزن له برسالة كبير مساعدي ترمب.
وأكدت «واشنطن بوست» أن وكالة «رويترز» للأنباء وصحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية أجرتا تحقيقاً بشأن تلك المزاعم ووجدتا أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة، وأن تلك المزاعم سبق أن تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يقدمها فريق ترمب.
وقالت رئيسة لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي كارولين مالوني: «تظهر هذه الوثائق أن ترمب حاول إفساد أهم وكالة لإنفاذ القانون في بلادنا، في محاولة سافرة لإلغاء انتخابات خسرها».
وتأتي هذه الوثائق في وقت يواصل خلاله المشرعون الأميركيون التحقيق في هجوم أنصار ترمب على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير لمحاولة عرقلة التصديق على فوز بايدن بالانتخابات، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.