ابن كيران: الدفاع عن الرسول الكريم لا يكون بالعنف

عبد الإله ابن كيران لدى إلقائه كلمة على حسابه في «فيسبوك» مساء الخميس
عبد الإله ابن كيران لدى إلقائه كلمة على حسابه في «فيسبوك» مساء الخميس
TT

ابن كيران: الدفاع عن الرسول الكريم لا يكون بالعنف

عبد الإله ابن كيران لدى إلقائه كلمة على حسابه في «فيسبوك» مساء الخميس
عبد الإله ابن كيران لدى إلقائه كلمة على حسابه في «فيسبوك» مساء الخميس

دان المغرب الهجوم الذي وقع بمدينة نيس الفرنسية، والذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص، معرباً عن تضامنه وتعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم، حسبما ذكر بيان لوزارة الخارجية المغربية مساء الخميس. ودعا المغرب إلى تجاوز السياق السلبي، والمناخ المتوتر حول الدين، وحث مختلف الأطراف على البرهنة عن روح الاعتدال والحكمة واحترام الآخر.
في غضون ذلك، قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام السابق لحزب «العدالة والتنمية»، ذي المرجعية الإسلامية، في معرض تفاعله مع الحدث الإرهابي الذي هز مدينة نيس، إنه «لا يجوز إطلاقاً قتل الأبرياء»، مشدداً على أن «الذين يستهزئون من رسول الله يمكن أن نرد عليهم بالكلمة»، مشيراً إلى أن الله «أمرنا ألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، لافتاً إلى أنه يمكن الرد على المسيئين للرسول الكريم بـ«الحوار»، وبـ«المظاهرات إن كان ذاك ممكناً»، و«بالمقاطعة إن شئنا».
ورأى ابن كيران، في معرض كلمة مصورة ألقاها أول من أمس على حسابه الرسمي بـموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «بعض الذين لم يفقهوا شيئاً» و«جهلوا دينهم»، صاروا «يتسببون لنا في حرج شديد، وفي مشقة عظيمة، ويقلبون أفراحنا أحزاناً». وأشار موجها كلامه إلى عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وخصوصاً في فرنسا، إلى أن هذا الذي يراه يقع من بعض الشباب أو غير الشباب من محاولات للدفاع عن الرسول الكريم أو الانتقام له «لا يجوز شرعاً»، مشدداً على أن هذه الأعمال العنفية والإرهابية لا جدوى منها. وتابع بأنه «لا يجوز إطلاقاً قتل الأبرياء»، كما «لا يجوز إطلاقاً أن ندخل في هذا العنف المدني الذي فيه نعتدي على أشخاص لا علاقة بيننا وبينهم، ذهبنا إلى بلدانهم إما طلباً للرزق وإما سعياً وراء الحرية، وإما بحثاً عن العدالة، وطبعاً لما صدر منهم ما يسيء إلى نبينا ندخل في عمليات لا يمكن أن نسميها إلا أنها عمليات إرهاب وعنف».
وانتقد ابن كيران المواقف السلبية التي تصدر عن المسؤولين الفرنسيين، وعلى رأسهم الرئيس ماكرون، مشدداً على أنه «لا علاقة لحرية التعبير بالاعتداء على عقائد الناس». وتابع بأنه «متأكد» من أن «ماكرون أخطأ» في هذه المقاربة، مشدداً على أنه «لا تجوز الإساءة إلى أي فرنسي لا بالعنف ولا بالإرهاب، في أي أرض من أرض الله».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.