القوات العراقية تطلق عملية أمنية في ديالى لملاحقة «داعش»

TT

القوات العراقية تطلق عملية أمنية في ديالى لملاحقة «داعش»

بعد أسبوع من مجزرة الخيلانية في محافظة ديالى (65 كيلومتراً شمال شرقي بغداد) التي راح ضحيتها 5 من أفراد عائلة واحدة، أطلقت القوات الأمنية العراقية عملية عسكرية من عدة محاور، بهدف تطهير المناطق التي توجد فيها خلايا تنظيم «داعش».
وكان خمسة من أفراد قبيلة عراقية واحدة، بينهم شيخ القبيلة، قد قُتلوا على يد تنظيم «داعش» في المقدادية بمحافظة ديالى الأسبوع الماضي. وكان تنظيم «داعش» قد اختطف شخصاً من قبيلة بني كعب الكبيرة في المحافظة، وفخخ جثته، ثم أدى انفجار الجثة إلى مقتل أربعة آخرين من عائلة المختطف.
وطبقاً للمعلومات فإن القتيل الشيخ فضالة الكعبي هو أحد الشيوخ النافذين في تلك المنطقة، وكان قد ساهم في عمليات القتال ضد تنظيم «داعش»، وهو ما يرجح أن تكون عملية اختطافه وقتله وتفخيخ جثته انتقاماً من قبل التنظيم الإرهابي.
وتأتي واقعة الخيلانية في ديالى بعد أقل من عشرة أيام من حادثة الفرحاتية في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين؛ لكن الفارق بين الحادثتين أنه في الوقت الذي توجهت فيه أصابع الاتهام نحو تنظيم «داعش» في حادثة ديالى فإن الغموض لا يزال يلف حادثة صلاح الدين، وسط اتهامات لأحد فصائل «الحشد الشعبي» الذي يمسك بالقاطع الذي وقعت فيه الحادثة بالضلوع فيها، ما أدى إلى مقتل 8 أفراد من عائلة واحدة واختفاء 4.
وكانت قيادة عمليات ديالى قد شرعت بواجب تفتيش وتطهير قرية الخيلانية في قضاء المقدادية. وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان لها، إن «القطعات التي شاركت في العملية هي الفرقة الخامسة، وشرطة ديالى، و(الحشد الشعبي)»، مشيرة إلى أن «القوات عثرت على وكرين داخل أنفاق». وأضاف البيان أن «الجهد الهندسي باشر بفتح الطرق وتجريف النباتات الطبيعية والقصب، وتهدف العملية إلى حرمان عناصر عصابات (داعش) الإرهابية من إيجاد أي موطئ قدم في محيط قضاء المقدادية، وملاحقة العناصر الإرهابية المجرمة».
وشارك طيران الجيش بقصف أهداف للتنظيم في مناطق مختلفة من محافظة ديالى، ضمن محاور عملية الخيلانية التي امتدت إلى 12 قرية زراعية في قاطع شرق ديالى. وتهدف مشاركة طيران الجيش إلى تأمين الأرتال العسكرية إلى عمق البساتين الزراعية.
إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية إدانتها لعملية الخيلانية. وقالت السفارة الأميركية في بيان أمس، إن «الهجمات التي ارتكبها تنظيم (داعش) ضد أبناء قبيلة بني كعب في ديالى، تشكل دليلاً آخر على أن التنظيم رغم ضعفه لا يزال يشكل تهديداً لاستقرار وازدهار العراق والمنطقة». وأكدت السفارة الأميركية في بيانها «مواصلة العمل جنباً إلى جنب مع العراقيين والتحالف الدولي، من أجل ضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)».
من جهته، يقول اللواء الركن المتقاعد عماد علو، الخبير الاستراتيجي ومستشار المركز الأوروبي لمحاربة «داعش»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنظيم (داعش) رغم النكسات التي مر بها خلال الفترة الماضية، ومن بينها مقتل أبرز قادة التنظيم وفي مقدمتهم البغدادي؛ فإنه يحاول دائماً إعادة هيكلته وترتيب أوراقه مرة أخرى من أجل شن مزيد من الهجمات»، مبيناً أن «التنظيم يحاول شن هجمات في المناطق الرخوة والبعيدة عن الرصد أو حركة العجلات والمدرعات، كجزء من التكتيك الذي بدأ يتبعه في مجمل عملياته في العراق». وأضاف اللواء علو أنه «في الوقت الذي تتزامن فيه عمليات التنظيم مع ازدياد الإصابات بجائحة (كورونا) وما سببته من إرباك على كل المستويات، فإن مناطق عملياته باتت تمتد من شمال شرقي ديالى بالقرب من الحدود مع إيران، فضلاً عن سلسلة جبال حمرين ومكحول، وهي مناطق يصعب الوصول إليها بالفعل، مما يجعل عمليات التنظيم تأخذ دائماً طابع الكر والفر فيها؛ لكنه لم يعد بمقدوره الاحتفاظ بالأرض».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.