واشنطن تدين الهجوم الحوثي على السعودية وتتهم الميليشيات بعدم الجدية في السلام

المالكي: تصعيد الانقلابيين يقوض الجهود الدولية... ولن يستمر الصبر إذا تعرض المدنيون للأذى

TT

واشنطن تدين الهجوم الحوثي على السعودية وتتهم الميليشيات بعدم الجدية في السلام

أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن إدانة بلاده الهجمات «التي شنها الحوثيون المدعومون من إيران على المملكة العربية السعودية»، متهما الميليشيات بأنها ليست جادة في مساعي السلام.
وقال الوزير في بيان بعثت به وزارة الخارجية الأميركية عبر البريد الإلكتروني، إن «السعودية تحملت هذا النوع من الهجمات المتهورة لسنوات، وقد تم شن هجمات مماثلة يوميا تقريبا الأسبوع الماضي».
وأضاف بومبيو أن «التصعيد غير المسؤول يتزامن مع إعلان الحوثيين عن رغبتهم في تعزيز علاقاتهم مع إيران»، مشيرا إلى أن «النظام الإيراني هرّب خلال الشهر الحالي حسن إيرلو إلى صنعاء، العاصمة اليمنية التي يحتلها الحوثيون»، وقال إن «إيرلو عضو في المنظمة الإرهابية المسماة الحرس الثوري الإيراني، وبات يزعم الآن أنه سفير، تبين هذه الأعمال أن الحوثيين ليسوا جادين في سعيهم إلى التوصل إلى حل سياسي يحقق السلام في اليمن».
وشدد بومبيو على أن الولايات المتحدة تدعو إيران إلى وقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، «إذ إن ذلك يخالف قرارات مجلس الأمن الدولي، كما ندعوها إلى الكف عن تمكين أعمال الحوثيين العدوانية ضد اليمن وجيرانها، بما فيها المملكة العربية السعودية».
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن أعلن عن إحباطه سلسلة هجمات حوثية بالطائرات من دون طيار المفخخة والصواريخ الباليستية.
وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف «لقد تم إحباط المحاولات المستميتة من ميليشيات الحوثي لاستهداف المدنيين، حيث تم الأربعاء تدمير 3 صواريخ باليستية و6 مسيرات مفخخة حوثية».
وشدد المالكي خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة «العربية» على أن الدفاعات السعودية البحرية والجوية تمتلك احترافية عالية في التصدي لهذه الهجمات التي أكد أنها إرهابية، وتستهدف المدنيين، واصفا وضع الحوثيين على الأرض في مأرب والجوف بأنه «يائس وتعيس».
وقال المالكي إن التصعيد على الأرض خصوصا في مأرب والجوف تقويض للجهود السياسية التي تبذلها الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وجهود التحالف أيضا في الوصول إلى «الإعلان المشترك» وإنهاء الأزمة اليمنية.
وشدد المتحدث على أن «إملاءات الحرس الثوري الإيراني واضحة في صنعاء المحتلة»، كما ذكر بأن «العلاقة معروفة بين الميليشيا الحوثية و(القاعدة) و(داعش)». وأضاف «مهما زجت الميليشيات بمحاربين في مأرب فلن ينالوا منها». كما حذّر المتحدث خلال حديثه قائلاً «لن يكون هناك أي صبر على الحوثيين في حال وقوع أي أضرار على المدنيين».
وذكر المالكي بأن التحالف لم يكن في يوم من الأيام يتعامل بردة الفعل لكنه شدد على أن التحالف ما زال يملك زمام المبادرة في تدمير وتحييد القدرات النوعية الحوثية في سياق التزام عدم امتلاك هذا النوع من الجماعات الإرهابية ذلك النوع من القدرات، وأن ذلك يتم وفق الالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
إلى ذلك، أعلنت وزارة العدل الأميركية عن تقديم شكوى لمحكمة أميركية تقضي بمصادرة شحنتي صواريخ إيرانية، صادرتها البحرية الأميركية أثناء نقلها من «الحرس الثوري» الإيراني إلى الحوثيين في اليمن، متهمة إيران بتأجيج الصراع في اليمن ودعم الإرهاب حول العالم.
وقالت وزارة العدل، في بيان، بعد انعقاد مؤتمر صحافي مشترك مع وزارة الخارجية، أمس، إن القيادة المركزية للبحرية الأميركية صادرت أسلحة إيرانية من سفينتين بلا علم كانتا تبحران في بحر العرب في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 و9 فبراير (شباط) 2020. وكذلك النفط الإيراني الذي حصلت عليه الولايات المتحدة سابقاً من 4 ناقلات نفط، ترفع علماً أجنبياً، متجهة إلى فنزويلا، تقدّر مبيعاته بمليون و100 ألف دولار.
وأشارت إلى أن الشكوى المقدمة من وزارة العدل بمصادرة تلك الشحنات الإيرانية، تتضمن ادعاءات بأن البحرية الأميركية وجدت مخططات معقدة من قبل «الحرس الثوري» الإيراني لشحن أسلحة سراً إلى اليمن، والوقود إلى فنزويلا، كما تضمنت الأسلحة 171 صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات، و8 صواريخ أرض جو، ومكونات صواريخ كروز للهجوم البري، ومكونات صواريخ كروز المضادة للسفن، وأدوات بصرية للأسلحة الحرارية، ومكونات أخرى للصواريخ والمركبات الجوية غير المأهولة.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».