آخر «إسبريسو» على الرصيف في باريس قبل إغلاق المقاهي لمدة شهر

زحام استثنائي في شوارع وأسواق ومقاهي باريس (إ ب أ)
زحام استثنائي في شوارع وأسواق ومقاهي باريس (إ ب أ)
TT

آخر «إسبريسو» على الرصيف في باريس قبل إغلاق المقاهي لمدة شهر

زحام استثنائي في شوارع وأسواق ومقاهي باريس (إ ب أ)
زحام استثنائي في شوارع وأسواق ومقاهي باريس (إ ب أ)

شهدت باريس، طيلة نهار أمس، زحاماً استثنائياً في الشوارع والأسواق والمقاهي لاستغلال الساعات الأخيرة قبل الحجر العام الذي يبدأ اليوم. وهي المرة الثانية منذ ظهور وباء «كوفيد19» التي يتوجب فيها على الباريسيين وسكان عدد من المناطق الفرنسية التزام بيوتهم بقرار من الحكومة في محاولة لوقف انتشار العدوى التي تعدت حاجز 50 ألف إصابة بـ«كورونا» في اليوم. كما جاءت أخبار العملين الإرهابيين المفترضين في مدينتي نيس وأفينيون، صباح أمس، لترفع من درجة التوتر العام.
وفي حين امتلأت المطاعم، ظهيرة أمس، بزبائن يريدون التمتع بمائدة تجمعهم مع الأهل أو الأصدقاء قبل إغلاقها لمدة شهر، فإن شرفات المقاهي شهدت إقبالاً مماثلاً رغم الطقس الغائم، لتناول آخر فنجان «إسبريسو» أو آخر كأس على الرصيف. ومنذ ليلة الخميس ظهرت على شاشات القنوات التلفزيونية المحلية دعوات لارتياد المطاعم قبل توقف خدماتها، خصوصاً أن خزينها من اللحوم والخضراوات الطازجة والحلويات مهدد بالكساد.
ولأول مرة تمتد أمام صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية صفوف من الزبائن الذين ينتظرون دورهم قبل الإغلاق. وكانت أشهر الحجر في المرة السابقة قد تركت آثارها على هيئة الباريسيين والباريسيات الذين اضطروا إلى إطالة شعورهم وإهمالها رغماً عنهم. ولوحظ الزحام نفسه لدى باعة ألعاب الأطفال وثيابهم، والمكتبات، وكل ما يمكن افتقاده خلال شهر إغلاق المجمعات التجارية والمكوث في البيوت والشقق. كما سارعت ربات البيوت إلى تخزين الدقيق والسكر والمعجنات اليابسة خشية غيابها عن أرفف المتاجر كما حدث في الربيع الماضي. ويتداول الباريسيون طرائف؛ منها أن أفضل هدايا تقدمها للأصحاب في أعياد الميلاد المقبلة هي كيس «سباغيتي» وعلبة كمامات ولفائف ورق التواليت.
وفي ظاهرة تشبه ما حدث قبيل الاحتلال الألماني لباريس في الحرب العالمية الثانية، عاشت الطرقات المؤدية إلى خارج العاصمة، من جهاتها كافة، اختناقات امتدت على مسافة كيلومترات. وسارع آلاف الباريسيين إلى هجر منازلهم فيها والتوجه إلى منازلهم في الريف أو في الجبال والسواحل الجنوبية، حيث حرية التنقل والابتعاد النسبي عن مواقع انتشار الداء. وشهدت مواقع تأجير الشقق والفيلات عبر «الإنترنت» إقبالاً كبيراً في الأيام الأخيرة، لا سيما بعد انتشار التوقعات بقرار حكومي يفرض حجراً جديداً.



مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.