تحديد هوية بيض ديناصورات بعد ملايين السنين

الباحثون نجحوا في كشف بعض أسرار بيض الديناصورات
الباحثون نجحوا في كشف بعض أسرار بيض الديناصورات
TT

تحديد هوية بيض ديناصورات بعد ملايين السنين

الباحثون نجحوا في كشف بعض أسرار بيض الديناصورات
الباحثون نجحوا في كشف بعض أسرار بيض الديناصورات

منذ الاكتشاف الشهير لبيض الديناصورات في أوائل العشرينيات من القرن الماضي بصحراء جوبي الواقعة في الجزء الشرقي من وسط آسيا، استحوذت البقايا المتحجرة على خيال علماء الحفريات والجمهور على حد سواء.
ورغم العثور على بيض الديناصورات الآن في كل قارة، فإنه ليس من الواضح دائماً للعلماء أي الأنواع وضعتها، والآن قام باحثون من معهد الكيمياء بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة، بتضييق نطاق قائمة قشر البيض غير المعروف من خلال مقارنة البنية المجهرية والتكوين لأربع عينات من بيض الديناصورات عثر عليها في المكسيك، وتم نشر النتائج في العدد الأخير من دورية «ACS Omega».
ويقول تقرير نشره موقع الجمعية الكيميائية الأميركية أول من أمس عن الدراسة، إنه نظراً لتشابه العديد من بيض الديناصورات في الحجم والشكل، فإنه من الصعب تحديد نوع الديناصورات التي وضعتها، ويمكن أن تأتي القرائن التي تساعد في تحديد الأنواع من أجنة متحجرة، أو بقايا بالغة قريبة، وهذه أشياء نادرة.
ويضيف التقرير: «في الدراسة الجديدة حدد العلماء السمات المجهرية لقشر البيض التي تختلف بين مجموعات الديناصورات، بالإضافة إلى ذلك درس الباحثون التركيب الأولي لقشر البيض الأحفوري لمعرفة المزيد عن البيئة القديمة والظروف التي أدت إلى تحجر البيض».
ومن خلال مقارنة التكوين والبنية الدقيقة لخمسة من القشور المأخوذة من أعشاش في تكوين «إل جالو» في باجا كاليفورنيا بالمكسيك، واستناداً إلى أشكال وأحجام البيض وسجل الحفريات في المنطقة، استنتج الباحثون أن ثلاث بيضات وضعت بواسطة «أورنيثوبودا» أو ما يعرف بـ(العواشب ذات القدمين) من عائلة هادروصور (ديناصورات منقار البط)، وواحدة بواسطة ثيروبود (الديناصور ذو قدمين من آكلات اللحوم)، وهو من عائلة «ترودونتيدات» أو ما يعرف بـ(الديناصورات الصغيرة التي تشبه الطيور)، وكانت العينة المتبقية تالفة للغاية بحيث لا يمكن تصنيفها بالعين المجردة.
ويوضح التقرير أنه «باستخدام الفحص المجهري الإلكتروني، فحص الفريق البحثي الأسطح الخارجية والداخلية ومقطعاً عرضياً لكل قشرة بيضة، وعلى النقيض من السطح الخارجي الأملس للقشرة ذوات الأرجل، فإن (أورنيثوبودا) والعينة غير المعروفة لها عقد على مسافات مختلفة عبر القشرة، وأظهرت صور المقاطع العرضية للقشرة الخاصة بـ(أورنيثوبودا)، أن بلورات معدن الكالسيت على السطح الداخلي للقشرة، شكلت أعمدة رفيعة مستطيلة مرتبة بالتوازي مع مسام غير منتظمة».
وفي المقابل، أظهر قشر البيض من الثيروبود شكل مخروطياً قصيراً وسميكاً مرتباً في طبقة ثنائية، مع مسام أوسع، وكانت العينة غير المعروفة أكثر شبهاً بقشر بيض «أورنيثوبود»، مما دفع الباحثين إلى افتراض أنها ربما كانت أيضاً من عائلة «هادروسور».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.