«يشبه توقعات الطقس»... كيف يستخدم العلماء مياه الصرف لاكتشاف «كورونا»؟

باحثة تجري بعض الاختبارات المتعلقة بفيروس «كورونا» بنيويورك (رويترز)
باحثة تجري بعض الاختبارات المتعلقة بفيروس «كورونا» بنيويورك (رويترز)
TT

«يشبه توقعات الطقس»... كيف يستخدم العلماء مياه الصرف لاكتشاف «كورونا»؟

باحثة تجري بعض الاختبارات المتعلقة بفيروس «كورونا» بنيويورك (رويترز)
باحثة تجري بعض الاختبارات المتعلقة بفيروس «كورونا» بنيويورك (رويترز)

اتبع عدد من دول العالم في الفترة الأخيرة نهجاً جديداً للكشف عن مدى تفشي فيروس «كورونا» المستجد في البلاد، والتنبؤ بمدى انتشاره في الفترة المقبلة، وهو اختبار مياه الصرف الصحي.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد عثر الباحثون في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليابان وكندا على أجزاء غير معدية من المادة الوراثية للفيروس في مياه الصرف الصحي غير المعالجة.
وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة، تقوم المدن باختبار مياه الصرف الصحي لمراقبة الفيروس، حيث أكد الخبراء أن اختبار مياه الصرف الصحي بحثاً عن «كورونا» يشبه توقعات خبراء الأرصاد بشأن حالة الطقس، مشددين على ضرورة الاعتماد عليها في المدارس والجامعات واتخاذ القرارات وفقاً لتنبؤات هذه الاختبارات.
وقبل يومين؛ أجرى باحثون من مدينة تمبي بولاية أريزونا هذه الاختبارات ليجدوا النتائج غير مبشرة على الإطلاق، حيث أكدوا تفشي الفيروس بشكل واسع في مختلف أنحاء المدينة.
وأشارت السلطات إلى أن النتائج جاءت مماثلة في كل من بوسطن ورينو ونيفادا، وكثير من المدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد، وأكدوا أنها أعطت مؤشرات بأن الأمور ستزداد سوءاً في البلاد.
ومنذ ظهور الفيروس، أكد العلماء أنه يشق طريقه إلى الجهاز الهضمي للإنسان، وبالتالي يمكن العثور عليه في البراز. ومن هنا جاءت فكرة البحث عنه في مياه الصرف الصحي لتحديد مدى تفشيه في مدينة ما.
وقالت ماريانا ماتوس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «بيوبوت أنالاتيكس»، التي تحلل مياه الصرف الصحي لعشرات العملاء: «اختبار مياه الصرف الصحي يمكن أن يظهر أن الفيروس بدأ ينتشر حتى قبل ظهور أعراضه على الأشخاص وقبل تكدس المستشفيات والعيادات بالمصابين».
ويستغرق ظهور الأعراض لدى شخص مصاب ومعدٍ ما يصل إلى 5 أيام، لذلك يكون الاكتشاف المبكر للفيروس في المجتمع أمراً حاسماً لإبطاء انتشاره.
وقالت ماتوس: «لقد توقعنا تفشي الموجة الثانية من الفيروس في كثير من الولايات، وكان من المثير بالنسبة لنا أن نجد ما توقعناه قد تحقق بالفعل».
من جهته، قال كريشنا باغيلا، رئيس قسم الهندسة المدنية والبيئية بجامعة نيفادا، إن اختبار مياه الصرف الصحي بحثاً عن «كورونا» يشبه توقعات الطقس. وأضاف: «كان يجب علينا الاعتماد على هذه التقنية منذ بداية تفشي الفيروس لأخذ الاحتياطات اللازمة». وأكد على أهمية هذه الاختبارات في المدارس والجامعات على وجه الخصوص للتنبؤ بمدى انتشار الفيروس في الفترات المقبلة واتخاذ القرارات الخاصة بوقف الدراسة أو استكمالها وفقاً للنتائج.
أما روزا إنشاوستي، الباحثة المختصة في تحليل مياه الصرف الصحي في تمبي، فأكدت على أهمية هذه الاختبارات في الأحياء ذات الدخل المنخفض التي تسكنها أقليات أكثر عرضة لخطر الوفاة بالفيروس.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اشتعل وجهه خلال جراحة... عائلة مريض تطالب مستشفى أميركياً بتعويض قدره 900 ألف دولار

كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
TT

اشتعل وجهه خلال جراحة... عائلة مريض تطالب مستشفى أميركياً بتعويض قدره 900 ألف دولار

كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)
كلية الجراحين الأميركية لاحظت أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» (رويترز)

تطالب عائلة رجل في ولاية أوريغون الأميركية بتعويض قدره 900 ألف دولار من أحد المستشفيات، بعدما اشتعلت النيران في وجه المريض في أثناء خضوعه لعملية جراحية بينما كان مستيقظاً، بحسب صحيفة «الغارديان».

تَرِد هذه المزاعم في دعوى قضائية مرفوعة من قبل زوجة جون مايكل مردوخ ضد جامعة أوريغون للصحة والعلوم. وتؤكد الدعوى أن الحادث وقع في أثناء خضوعه لعملية جراحية في عام 2022، وسط علاجه من سرطان الخلايا الحرشفية، وهو سرطان في اللسان. وفقاً للدعوى، فشل الطاقم الطبي في ترك الكحول الذي تم مسحه على وجهه يجف بشكل صحيح، مما تسبب باشتعال جلده.

تروي الدعوى كيف كانت جراحة مردوخ عبارة عن فتحة في القصبة الهوائية، أو إجراء لإدخال أنبوب تنفس في حلقه. لتعقيمه للعملية، تم مسحه بالكحول الأيزوبروبيلي. لكن الكحول لم يجف بشكل صحيح، وأشعل شرارة من أداة جراحية مما تسبب بحريق في وجهه، وفقاً للدعوى.

وذكرت تقارير صحافية أن مردوخ كان «مستيقظاً وواعياً» عندما بدأ الحريق، وكان يتغذى بالأكسجين، بالإضافة إلى الكحول الذي لم يتبخر.

عاش مردوخ لمدة ستة أشهر بعد الجراحة، لكنه توفي في يونيو (حزيران) 2023. وذكر نعيه أنه كان يبلغ من العمر 52 عاماً.

وقال المحامي رون تشنغ، الذي يمثل أرملة مردوخ، توني، ورفع الدعوى القضائية في ديسمبر (كانون الأول): «هذا أمر لا يحدث أبداً... لم يكن يجب أن يحدث أبداً».

وعلى الرغم من أن الحادث الجراحي لمردوخ لم يقتله، فإنه عانى من ندوب مشوهة وتورم وجروح لم تلتئم، كما قال تشنغ.

وأشار إلى أنه على الرغم من عدم قدرة مردوخ على التحدث بوضوح في ذلك الوقت، فإنه كان لا يزال قادراً على نقل الصدمة التي تعرض لها من الحروق إلى زوجته.

في العام الماضي، لاحظت كلية الجراحين الأميركية أن غرف العمليات تحتوي على «ظروف مثالية للحريق» بسبب مصادر الاشتعال والأكسجين والوقود. تتسبب الأجهزة الجراحية الكهربائية في نحو 70 في المائة من الحرائق الجراحية في الولايات المتحدة، وفقاً للكلية. وفي 75 في المائة من الحالات، كانت البيئات الغنية بالأكسجين متورطة بالحوادث. وكانت مستحضرات الجلد القائمة على الكحول أيضاً «مصادر وقود شائعة في أثناء الحرائق الجراحية عندما لا يُسمح لها بالتبخر تماماً».