تونس تدخل المرحلة الوبائية الرابعة بـ1500 إصابة يومياً

وزير الصحة يتوقع ارتفاع الوفيات

نصاف بن علية (وسط) المديرة العامة للمرصد التونسي للاأراض الجديدة والمستجدة.
نصاف بن علية (وسط) المديرة العامة للمرصد التونسي للاأراض الجديدة والمستجدة.
TT

تونس تدخل المرحلة الوبائية الرابعة بـ1500 إصابة يومياً

نصاف بن علية (وسط) المديرة العامة للمرصد التونسي للاأراض الجديدة والمستجدة.
نصاف بن علية (وسط) المديرة العامة للمرصد التونسي للاأراض الجديدة والمستجدة.

أكد فوزي مهدي، وزير الصحة التونسي، أن تزايد الإصابات المؤكدة بفيروس «كورونا» جعل تونس تدخل المرحلة الرابعة من الوباء بعد أن بات المعدل اليومي للإصابات يقارب 1500 إصابة، وهذا من شأنه أن يصعد قلق التونسيين ويزيد من مخاوفهم.
وقال مهدي في تصريح أمس (الأربعاء) إن تونس ما زالت لم تبلغ ذروة انتشار الفيروس بعد، وهو ما يرجح تزايد عدد الإصابات والوفيات خلال الفترة المقبلة، واصفا الوضع الوبائي بـ«الخطير جدا» نتيجة نقص وعي التونسيين الذين لم يعوا بعد درجة خطورة انتشار الوباء وما زال البعض يتصرف على أساس أن الوباء لا يشكل مشكلا صحيا كبيرا، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن نسبة التونسيين الذين يلتزمون بارتداء الكمامات الطبية لا تزال دون 40 في المائة منهم 13 في المائة فقط يرتدونها بشكل صحيح وهو رقم ضعيف جدا، والبقية يرتدونها بطريقة خاطئة لا تراعي شروط الوقاية.
وفي السياق ذاته، استبعدت نصاف بن علية، المديرة العامة للمرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة (حكومي)، فرض الحجر الصحي الشامل مجددا في تونس. وقالت في مؤتمر صحافي عقد أمس لتقييم الوضع الوبائي، إن «الحجر الصحي الشامل بات دون معنى حاليا بعد أن استفحل الوباء، ومن الضروري تعزيز الإجراءات الوقائية التي من بينها منع المظاهرات ومنع التجمهر والتقليص من الكراسي والطاولات في المقاهي والمطاعم إلى الحدّ الأدنى، علاوة على الصرامة في تطبيق القانون».
وبشأن إمكانية نفاد الأسرة المخصصة لإيواء المرضى في المستشفيات التونسية نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قالت بن علية إن «المستشفيات العمومية ما زالت قادرة على استيعاب مرضى (كورونا) إضافة إلى القطاع الخاص»، مؤكدة أن «الإمكانيات ما زالت متوفرة ولكن تبقى دائما محدودة».
واعتبرت أن السلطات الصحية تراهن على وعي التونسيين لحماية أنفسهم وعائلاتهم من خطر الوباء، مفيدة بأن نسبة 60 في المائة من المواطنين لا يعون حقيقة خطورة الوضع ولا يرتدون الكمامة الطبية وتبقى الصرامة في تطبيق الإجراءات الصحية الوسيلة الأنجع لتحسين نسبة الالتزام بالكمامات الطبية واحترام التباعد الاجتماعي.
يذكر أن عدد الإصابات المؤكدة بـ«كورونا» تجاوز حدود 54 ألفا، أما عدد الوفيات فقد بلغ 1153 وفاة، في حين أن عدد المرضى الذين تم التكفل بهم بالمستشفيات، بلغ 1187 حالة من بينها 124 حالة جديدة، وارتفع عدد المرضى بأقسام العناية المركزة إلى 213 مريضا بعد إضافة 44 حالة جديدة، فيما بلغ عدد المرضى الذين يخضعون لأجهزة التنفس الصناعي 106 حالات. وبلغت نسبة التحاليل الإيجابية 41.1 في المائة فيما قدرت نسبة الوفيات منذ بداية الجائحة إلى غاية 24 أكتوبر الحالي 8.29 في المائة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.