القصور الملكية البريطانية تحقق في صلاتها بتاريخ العبودية

مواطنون يسيرون أمام قصر حديقة قصر كينسنغتون في لندن (رويترز)
مواطنون يسيرون أمام قصر حديقة قصر كينسنغتون في لندن (رويترز)
TT

القصور الملكية البريطانية تحقق في صلاتها بتاريخ العبودية

مواطنون يسيرون أمام قصر حديقة قصر كينسنغتون في لندن (رويترز)
مواطنون يسيرون أمام قصر حديقة قصر كينسنغتون في لندن (رويترز)

أطلقت الجمعية المكلفة صيانة ستة قصور ملكية بريطانية تحقيقا بشأن صلات هذه المقار بتاريخ العبودية، لتنضم إلى جملة مؤسسات تعيد النظر في ماضيها إثر الزخم المتجدد لحركة مناهضة العنصرية، على ما أعلنت أمينة الجمعية، اليوم (الأربعاء).
وقالت لوسي وورسلي في مقابلة مع صحيفة «تايمز» البريطانية: «فكرنا طويلاً، وخططنا لشتى أنواع التغييرات، لقد حان الوقت لذلك».
وسيركز التحقيق على ماضي بعض من أشهر المقار البريطانية، بينها برج لندن وقصر كينسنغتون الذي يتخذه الأمير ويليام وزوجته كايت مقراً لهما، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأضافت المؤرخة المعروفة بتقديمها برامج تلفزيونية تاريخية عبر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «كل ما يرتبط بسلالة ستيوارت يفترض وجود أموال تم ربحها من الاستعباد».
وقد أدت سلالة ستيوارت دوراً مهمّاً في تجارة الرقيق، إذ سمح الملك تشارلز الثاني سنة 1663 بإنشاء ما أصبح لاحقاً «الشركة الملكية الأفريقية» التي استأثرت حتى 1968 بتجارة الرقيق.
هذه الشركة التي استمرت في الاتجار بالرقيق حتى 1731، كانت قد تأسست على يد جيمس الثاني شقيق تشارلز الثاني، الذي اعتلى العرش فيما بعد.
وإثر الزخم الذي اتخذته حركة مناهضة العنصرية بعد مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض، شهدت بريطانيا وبلدان كثيرة حول العالم سلسلة تظاهرات وتحركات تطالب بمراجعة الماضي الاستعماري وإسقاط رموزه.
وأدى ذلك أحياناً إلى توترات في المجتمع البريطاني. وقد ندد رئيس الوزراء بوريس جونسون بأنشطة «المتطرفين»، داعياً إلى عدم ممارسة «رقابة على الماضي»، إثر مظاهرات عمد خلالها محتجون إلى إسقاط تماثيل أو معالم مرتبطة بالماضي الاستعماري.
وفي أواسط سبتمبر (أيلول)، قالت مؤسسة «ناشونال ترست» المكلفة حفظ مواقع بريطانية كبرى، إن ثلث المعالم التاريخية التي تهتم بها لها صلة بالماضي الاستعماري أو بالعبودية.
وقالت وورسلي إن «(ناشونال ترست) أظهر تقدماً على الجميع في هذه الخطوة»، مبدية أسفها، لأن جمعيتها لم تبدأ تحقيقاتها الخاصة قبلاً.


مقالات ذات صلة

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
المشرق العربي يتجمع الناس في سجن صيدنايا في دمشق بحثاً عن أحبائهم (أ.ف.ب)

سوريا «مسرح جريمة» قد تُفْتح أبوابه أخيراً للمحققين الأمميين

يأمل محققون أمميون يجمعون منذ سنوات أدلّة توثّق الفظائع المرتكبة في سوريا أن يتيح لهم سقوط بشار الأسد الوصول أخيراً إلى ما يشكّل بالنسبة إليهم «مسرح الجريمة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

إردوغان ينتقد الصمت الدولي إزاء انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان في فلسطين

انتقد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي الحوثيون كثفوا حملات الاعتقال في أوساط الموظفين الإغاثيين بمناطق سيطرتهم (أ.ف.ب)

اليمن ينتقد موقف «حقوق الإنسان» من انتهاكات الحوثيين

وجَّهت الحكومة اليمنية انتقادات غير مسبوقة لما وصفته بالموقف «الباهت» للمفوضية السامية لحقوق الإنسان تجاه اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين والإنسانيين.

محمد ناصر (تعز)
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
TT

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

تعود أحداث فيلم «صيفي»، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات، حيث يأخذ المشاهد في رحلة درامية مشوقة تسلط الضوء على طموح الثراء السريع والتحديات التي تواجهها المجتمعات في تلك الحقبة.

الفيلم، المرشح لجائزة مسابقة الأفلام الطويلة، يحكي قصة رجل أربعيني يُدعى صيفي محمد، الذي يعيش وهم تحقيق ثراء سريع باستخدام مهاراته المحدودة، إلا أنه يجد نفسه محصوراً بين فرقته الشعبية التي تُحيي الأفراح الجماعية، وإدارة متجره الخاص «شريط الكون» الذي يبيع فيه أشرطة كاسيت متنوعة، لا سيما تلك التي تتعلق بالخطب الإسلامية الممنوعة، التي يحصل عليها من المهدي حسام الحارثي، المستشار الديني لرجل الأعمال الشيخ أسعد أمان.

وفي خضم حياة مليئة بالتجارب الفاشلة، يعثر صيفي على شريط يحتوي على تسجيل سري بين الشيخ أسعد والمهدي، يكشف عن فضيحة تضع مكانة الشيخ الاجتماعية على المحك، بعدها يقرر صيفي خوض مغامرة خطيرة لابتزاز المهدي مالياً، مستغلاً سراً يمكن أن يُدمّر حياة الجميع. ومع تسارع الأحداث يضطر صيفي للاختباء في منزل طليقته رابعة، التي تشارك في جلسات تطوير الذات واستشفاء الطاقة، إلى جانب أختها رابية، حينها يجد في علاقتهما المضطربة فرصة للبقاء عندها أطول فترة ممكنة.

مخرج الفيلم وكاتب السيناريو، وائل أبو منصور، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة الفيلم جاءت من شخصية صيفي التي كانت مثيرة بالنسبة لي، فهو شخص يعيش وهم النجاح ولكنه لا يمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك، وهذا التناقض جذبني لشخصيته، وحاولت أن أقدم شخصية معقدة ترسخ في ذاكرة المشاهد.

وأوضح أبو منصور أن الفيلم يناقش قضايا حساسة مثل الابتزاز والفساد الديني، وهي مواضيع قد تثير الكثير من الجدل، وأضاف: «كان التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو الحفاظ على التوازن في طرح هذه القضايا دون الإساءة للمعتقدات أو المجتمع أو الأجيال المختلفة، في المقام الأول، لقد كان من الضروري أن نكون حذرين في تقديم هذه المواضيع، بحيث لا نوجه اتهامات مباشرة أو نظهرها بطريقة يمكن أن تضر بالمجتمع أو تؤذي مشاعر الناس».

وتابع مخرج العمل: «حاولنا أن نعرض هذه القضايا من خلال السياق الدرامي الذي يثير التساؤلات ولا يقدم إجابات قاطعة، بل يحفز المشاهد على التفكير والنقد بشكل مفتوح، كانت هناك حاجة لإيجاد طريقة لتقديم هذه المواضيع بشكل واقعي، مع الحفاظ على احترام الأبعاد الاجتماعية والدينية. لكن الأهم من ذلك هو إيجاد الأسلوب الذي يعكس التعقيد البشري لهذه المواضيع، بدلاً من أن نقدمها بشكل سطحّي أو مسيء».

وفي ختام حديثه يقول أبو منصور إنه حرص على أن يكون «صيفي» متوازناً بين إظهار الحقيقة التي قد تحيط بهذه القضايا، والتأكيد على أن هذا لا يعكس المجتمع ككل، بل يعكس جزءاً من واقعه المعقد، وكان الهدف فتح حوار بنّاء بين الأفراد والمجتمع حول هذه القضايا، بدلاً من استغلالها لأغراض إثارة الجدل أو الهجوم.

تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الذي تم تصويره في مدينة جدة الساحلية مطلع عام 2023، واستغرق العمل عليه 28 يوماً، روعي فيه اختيار مواقع تصوير تعكس تلك الحقبة الزمنية لتجنب إرباك المشاهد؛ حيث تم اختيار أحياء ومواقع قديمة من المدينة، ومنها حي الرويس وحي البغدادية العتيقة لتكون ساحات لتصوير مشاهد الفيلم».