مقتل قيادي حوثي بارز وسط صراع أجنحة الانقلاب

النفق الذي قتل فيه القيادي الحوثي حسن زيد (في الإطار) أمس (أ.ف.ب)
النفق الذي قتل فيه القيادي الحوثي حسن زيد (في الإطار) أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل قيادي حوثي بارز وسط صراع أجنحة الانقلاب

النفق الذي قتل فيه القيادي الحوثي حسن زيد (في الإطار) أمس (أ.ف.ب)
النفق الذي قتل فيه القيادي الحوثي حسن زيد (في الإطار) أمس (أ.ف.ب)

أعلنت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، أمس، مقتل القيادي البارز في الجماعة حسن زيد، المعين من قبلها في منصب «وزير الشباب والرياضة» في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، برصاص مجهولين جنوب صنعاء.
وفي حين رجحت مصادر مطلعة على ما يدور في أروقة حكم الانقلاب، أن اغتيال القيادي الحوثي مرتبط بالصراع بين أجنحة الجماعة على النفوذ والمال، أكد شهود أنه لقي مصرعه على الفور وفر مهاجموه على متن دراجة نارية.
وأظهرت صور بثها موالون للجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي أن عملية اغتيال زيد التي أودت أيضاً بابنته، تمت في أحد الأنفاق في منطقة حدة جنوب العاصمة في حين كان مستقلاً سيارته.
وشوهد في الصور آثار طلقات نارية كثيفة في جانب السيارة وآثار دماء في محيطها، في حين ذكرت مصادر طبية أن القيادي الحوثي فارق الحياة قبل وصوله المستشفى، وتوفيت ابنته لاحقاً متأثرة بإصابتها. ويعد زيد من كبار قادة الجماعة المتعصبين ومن عناصرها الذين ساهموا في إسقاط صنعاء وقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومن الجناح الذي يحاول التسويق لأفكار الجماعة على الصعيد السياسي.
وإلى جانب ولائه للجماعة، كان زيد أميناً عاماً لحزب «الحق» القريب من أفكارها. وبعد الانقلاب على الشرعية نصبته الجماعة رئيساً لـ«النسخة الحوثية» من تكتل «أحزاب اللقاء المشترك».
وكان التحالف الداعم للشرعية أدرج في 2017 حسن زيد ضمن قائمة الأربعين مطلوباً للتحالف، وكان ترتيبه في القائمة الرابع عشر من بين قادة الجماعة الآخرين الذين يتصدرهم عبد الملك الحوثي.
وعلى الفور، نعت الميليشيات الحوثية في صنعاء القيادي القتيل، زاعمة أن مقتله جاء على يد عناصر موالين للحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها، وهي المزاعم التي وصفها مصدر أمني حكومي مطلع لـ«الشرق الأوسط» بأنها «عارية عن الصحة». ورجح المسؤول الأمني الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخوّل بالتصريح، أن يكون جناح في الجماعة مسؤولاً عن اغتيال القيادي البارز فيها «على خلفية الصراع المحتدم بين الجناح المنتمي إلى محافظة صعدة، والجناح الآخر الذي يمثله حوثيو صنعاء وعمران وبقية المناطق الخاضعة للجماعة».
وسبق أن اتهمت مصادر أمنية في صنعاء الجماعة الانقلابية بتنفيذ سلسلة من الاغتيالات في السنوات الماضية بحق الموالين لها «للاستثمار في دمهم والمزايدة بهم في سياق المظلومية» التي تروج الجماعة أنها لحقت بها.
ومن بين القتلى الذين وجهت أصابع الاتهام في اغتيالهم إلى جهاز الأمن الوقائي التابع لزعيم الجماعة الحوثية، كل من عبد الكريم جدبان، والدكتور أحمد شرف الدين، والدكتور محمد عبد الملك المتوكل، وعبد الكريم الخيواني.
وتزامن اغتيال حسن زيد مع استعداد الجماعة للاحتفال السياسي الواسع بذكرى «المولد النبوي» الذي تتخذ منه الميليشيات مناسبة للترويج لأفكارها وادعاء اتصال نسب زعيمها الحوثي ببيت النبوة. كما تزامنت مع تقديم القيادي في «الحرس الثوري» الإيراني حسن إيرلو أوراقه إلى «وزير خارجية» الانقلاب هشام شرف بمناسبة تنصيبه من قبل طهران «سفيراً فوق العادة» في صنعاء لدى الجماعة.
وشهدت السنوات الماضية صراعات محتدمة بين أجنحة متعددة داخل الجماعة لجهة التنافس على الأموال والنفوذ والمناصب، ووصل الأمر إلى اعتكاف شقيق زعيم الجماعة يحيى الحوثي المعين في منصب «وزير تربية» الانقلاب في مسقط رأسه بصعدة احتجاجاً على تهميشه في توزيع الأموال التي تجمعها الميليشيات من المساعدات الدولية والإتاوات الأخرى.
ويقود الجناح الأقوى داخل الجماعة عم زعميها عبد الكريم الحوثي المعين «وزيراً لداخلية» الانقلاب، وكذا ابن عمه الآخر محمد علي الحوثي المعين مشرفاً على مجلس حكم الانقلاب الذي يرأسه صورياً مهدي المشاط.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.