مخاوف ليبية من الانتقال للمستوى الوبائي الخامس

«كوفيد ـ 19» يستشري بأرقام «ألفية»

جانب من تجهيز غرف للعزل الصحي استعداداً لفتح المنافذ الحدودية (المركز الوطني)
جانب من تجهيز غرف للعزل الصحي استعداداً لفتح المنافذ الحدودية (المركز الوطني)
TT

مخاوف ليبية من الانتقال للمستوى الوبائي الخامس

جانب من تجهيز غرف للعزل الصحي استعداداً لفتح المنافذ الحدودية (المركز الوطني)
جانب من تجهيز غرف للعزل الصحي استعداداً لفتح المنافذ الحدودية (المركز الوطني)

زادت مخاوف السلطات الطبية في ليبيا من حتمية الانتقال إلى المستوى الوبائي الخامس بعد تفشي فيروس «كوفيد - 19» بأرقام ألفية في غالبية المدن والبلدات، فيما تكثف حكومة «الوفاق» جهودها للسيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية إيذاناً بتشغيلها وذلك بتدريب العاملين على كيفية مكافحة الوباء.
وتوقعت «لجنة الوبائيات» التابعة للجنة العلمية الاستشارية لمكافحة فيروس «كورونا» بحكومة «الوفاق» بغرب البلاد، وصول الوضع الصحي في ليبيا إلى «المستوى الخامس» مع تزايد حالات الإصابة بالفيروس في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى ما اعتبره أحد المسؤولين بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، «تجاهل كثير من المواطنين لإجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات».
وأضافت اللجنة في اجتماعها مساء أول من أمس (الاثنين) مع أعضاء اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة الجائحة، أنه «لم يعد في إمكاننا النزول بجائحة (كورونا) إلى المستوى الثالث، بل من الممكن الصعود إلى المستوى الخامس»، متابعة: «لذلك ننصح باتباع الإجراءات والإرشادات الاحترازية وخصوصاً في هذه الفترة بسبب تزايد حالات الإصابة».
وتحدث الدكتور محمد شمبش، أستاذ الوبائيات بجامعة طرابلس العضو الاستشاري باللجنة العلمية لمكافحة «كورونا»، في كلمة مصورة بثها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، عن مخاطر الأوضاع الوبائية في ليبيا، مطالباً المواطن بأخذ الحيطة والحذر.
وقال شمبش: «نحن في المستوى الرابع، ولم نستطع النزول إلى المستوى الثالث بل من الممكن الدخول إلى المستوى الخامس، وبالتالي لا بد من معاونة المواطنين للأجهزة الطبية».
وسجلت ليبيا 1210 حالات إيجابية، بينها 838 جديدة، و372 لمخالطة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 57975 إصابة تعافى منها 32253 وتوفي 812. ونعت وزارة الصحة بحكومة «الوفاق» الدكتور محمد حقيف مدير مستشفى القربولي السابق، الذي توفي متأثراً بإصابته بفيروس «كورونا».
في السياق ذاته، قال مركز الرصد والاستجابة بمدينة درنة أمس، إنه أطلق بمساعدة إدارة الخدمات الصحية سحب عينات عشوائية من العناصر الطبية والطبية المساعدة والمترددين على مركز ومستشفى بالمدينة، كخطوة أولى للاطمئنان على الوضع الصحي بالمدينة.
وبدأ المركز الوطني وضع الترتيبات الخاصة بانطلاق البرنامج التدريبي التوعوي الذي يستهدف العاملين في المنافذ البرية والبحرية والجوية من حيث الإجراءات الاحترازية التي يجب مراعاتها للوقاية من «كورونا»، حيث عُقد اجتماع استباقي ضم العميد صلاح الدين عبد السلام مدير الإدارة العامة للمنافذ بوزارة الداخلية، ورمضان البكوش مدير مكتب الرقابة الصحية الدولية.
ووفقا للسلطات الطبية في البلاد، فإن المرحلة الخامسة تعدّ الأخطر في رحلة انتشار الفيروس، إذ إنه يستشري في كامل البلد كما حدث سابقاً في الدول التي ظهر فيها «كورونا» مبكراً.
وشدد مكتب مكافحة العدوى بمركز سبها الطبي، على ضرورة عدم الإلقاء العشوائي للكمامات أو القفازات مما يجعلها وسيلة لنشر الفيروس، داعياً إلى التخلص منها في الأماكن المخصصة لذلك.


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش الإسرائيلي يعترض باليستياً حوثياً

حريق بالقرب من يافا ناجم عن صاروخ حوثي سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
حريق بالقرب من يافا ناجم عن صاروخ حوثي سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يعترض باليستياً حوثياً

حريق بالقرب من يافا ناجم عن صاروخ حوثي سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
حريق بالقرب من يافا ناجم عن صاروخ حوثي سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، اعتراضَ صاروخ أطلقته الجماعة الحوثية، بعد وقت من دوي صفارات الإنذار في عدد من المناطق وسط إسرائيل إثر رصد إطلاق الصاروخ من اليمن.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة، في بيان له، إن الجماعة نفذت عملية استهداف لهدف حيوي في منطقة يافا بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين2».

وبينما زعم سريع أن الصاروخ أصاب هدفه بنجاح، أكد بيان الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ خارج المجال الجوي الإسرائيلي.

وتوعد سريع بمضاعفة الجماعة عملياتها العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة، ضمن ما سماه «نصرة وإسناد المجاهدين في قطاع غزة والضفة الغربية»، وهدد بعدم توقف العمليات العسكرية الموجهة ضد إسرائيل حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

في سياق متصل، كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن تعرض سفينة تجارية لهجوم، قبالة سواحل مدينة عدن اليمنية.

وذكرت الهيئة، في بيان لها، أنها تلقت تقريراً عن حادث على بعد 80 ميلاً بحرياً جنوب مدينة عدن الواقعة على سواحل خليج عدن، دون إيضاح حول ما أصاب السفينة من أضرار أو خسائر بشرية أو مادية بسبب الهجوم.

وأكدت الهيئة أن «السلطات تقوم بالتحقيق حول الحادثة»، داعية السفن إلى المرور بحذر، والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.

تعهدات بالتصعيد

منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من عام، شنت الجماعة المدعومة من إيران هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة على إسرائيل، كما باشرت هجماتها في البحر باختطاف سفينة زعمت تبعيتها لجهات إسرائيلية، لتواصل بعدها تنفيذ هجمات بالطائرات والزوارق المسيرة والصواريخ البالستية مستهدفة السفن وحركة الملاحة في البحر، ضمن ما تقول إنه تضامن مع الفلسطينيين، وانتصار لمظلوميتهم.

وتأتي هاتان الحادثتان بعد أيام من تعهدات أطلقها زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي باستمرار دعم «حزب الله» اللبناني وقطاع غزة، واستمرار العمليات العسكرية «بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل، وتهديده بتصعيد الهجمات، برغم وقف إطلاق النار بين الحزب اللبناني والجيش الإسرائيلي.

مجسم طائرة بدون طيار خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل نظمتها الجماعة الحوثية في صنعاء منذ شهرين (إ.ب.أ)

وساهمت الهجمات الحوثية على إسرائيل، وفي البحر الأحمر، بتصاعد التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، مثيرة المزيد من المخاوف من تأثيرات الهجمات العابرة للحدود على الاستقرار في المنطقة.

وتعدّ الهجمات الإسرائيلية على مواقع الجماعة الحوثية أحد الردود العسكرية على الجماعة الحوثية، ضمن تحركات دولية عديدة، أهمها تشكيل «تحالف الازدهار» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، الذي أُعلن قبل نهاية العام الفائت بنحو أسبوعين.

ورد الجيش الإسرائيلي على هجمات الجماعة الحوثية بغارات جوية، مرتين؛ الأولى في يوليو (تموز) والثانية في سبتمبر (أيلول) الماضيين، استهدف خلالهما مواقع ومنشآت حيوية في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية على الساحل الغربي لليمن.

وتسبب الهجومان الإسرائيليان بدمار في منشآت تابعة لميناء الحديدة واحتراق خزانات وقود وتدمير محطتين للكهرباء.

حريق ضخم في خزانات الوقود جوار ميناء الحديدة اليمني بعد ضربات إسرائيلية في يوليو الماضي (أ.ف.ب)

ورد الجيش الإسرائيلي في الهجوم الأول في يوليو على وصول طائرة مسيرة حوثية إلى تل أبيب، وتسببها بمقتل شخص وإصابة آخرين، أما الهجوم الثاني في سبتمبر فكان رداً على وصول صاروخ حوثي إلى مناطق وسط إسرائيل، وتسببه بحرائق في مناطق غير مأهولة حسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي نفسه.

مخاوف من التصعيد

تزامن الهجوم الصاروخي الحوثي في سبتمبر 2024، والرد عليه، مع بداية التصعيد بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني، واغتيال عدد كبير من قادة الحزب، بينهم أمينه العام حسن نصر الله، واستهداف مواقع ومنشآت تابعة له في الجنوب اللبناني.

وأثارت الهجمات المتبادلة بين الجماعة الحوثية وإسرائيل مخاوف من احتمال توسع المواجهات والتصعيد غير المحدود، ما يهدد بمزيد من تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن.

ويتوقع خبراء وباحثون سياسيون واقتصاديون، استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم في وقت سابق، أن تسعى الجماعة الحوثية إلى الاستفادة من الضربات التي تعرض لها «حزب الله» اللبناني، لتحويل نفسها إلى أهم ذراع لما يُسمى «محور الممانعة» الذي تتزعمه إيران، ويمثل «حزب الله» رأس الحربة فيه.

مخاوف يمنية من نتائج كارثية على البلاد جراء التصعيد الحوثي مع إسرائيل (رويترز)

ويتهم اليمنيون الجماعة الحوثية باستخدام العدوان الإسرائيلي على غزة ذريعةً للتهرب من جهود السلام في البلاد، ومن مطالب تحسين الأوضاع المعيشية، ودفع رواتب الموظفين العموميين التي أوقفتها منذ ما يزيد عن 8 أعوام.

وقُوبلت الهجمات الإسرائيلية على مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بتنديد إقليمي ودولي، خصوصاً وأنها استهدفت منشآت حيوية في البلد الذي يعاني من حرب طويلة أدخلتها في أزمة إنسانية معقدة، ولم يتبين أن تلك الهجمات أثرت على القدرات العسكرية للجماعة الحوثية.

ويعود آخر هجوم بحري حوثي، قبل هجوم الأحد، إلى 21 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، واستهدف سفينة قبالة سواحل عدن اليمنية بـ12 قارباً صغيراً.

وأصدرت الجماعة الحوثية حينها بياناً حول استهداف سفينة تجارية أثناء مرورها في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ الباليستية والصواريخ البحرية.

أكثر من 200 سفينة يقول الحوثيون إنهم استهدفوها خلال عام (أ.ف.ب)

وخلال الشهر ذاته أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تعرض عدد من السفن التجارية لهجمات عسكرية بالصواريخ والقذائف والطيران المسيّر، قبالة سواحل الحديدة والمخا وعدن بالبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وذلك بعد أيام من إعلان الجماعة الحوثية مسؤوليتها عن استهداف 3 سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وفي إحصائية خاصة بها، تقول الجماعة إنها استهدفت خلال عام منذ أولى هجماتها أكثر من 200 سفينة.

ويواصل «تحالف الازدهار» توجيه ضرباته على مواقع تابعة للجماعة الحوثية التي تفيد المعلومات بأنها لجأت إلى إخفاء أسلحتها ومعداتها العسكرية في مخابئ جديدة في الجبال والكهوف.