من الهذيان إلى الشلل الرعاش... اضطرابات دماغية خطيرة تهدد مرضى «كورونا»

طبيب ينظر في الأشعة الخاصة بأحد مرضى «كورونا»... (أرشيفية - أ.ف.ب)
طبيب ينظر في الأشعة الخاصة بأحد مرضى «كورونا»... (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

من الهذيان إلى الشلل الرعاش... اضطرابات دماغية خطيرة تهدد مرضى «كورونا»

طبيب ينظر في الأشعة الخاصة بأحد مرضى «كورونا»... (أرشيفية - أ.ف.ب)
طبيب ينظر في الأشعة الخاصة بأحد مرضى «كورونا»... (أرشيفية - أ.ف.ب)

منذ بداية تفشي فيروس «كورونا» المستجد حول العالم، لاحظ كثير من الأطباء والباحثين تسببه في اضطرابات ومشكلات عقلية لعدد كبير من المرضى.
وبحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد أشار الباحثون إلى أن هناك تفسيرين محتملين لتأثيرات «كورونا» على الدماغ؛ الأول أن فيروس «كورونا» يهاجم الجهاز العصبي المركزي، والدليل على ذلك، تأثيره على حاسة الشم. والثاني قوة الاستجابة المناعية للجسم، والتي يمكن أن تترك آثاراً غير محمودة على المخ.
ولاحظ الأطباء في مختلف أنحاء العالم أن «كورونا» غالباً ما يكون مصحوباً ليس فقط بضيق التنفس والسعال والحمى وغيرها من أعراض الفيروس الشهيرة، ولكن أيضاً بمجموعة كبيرة من المشكلات التي تصيب الدماغ، مثل التفكير الضبابي والهذيان والسكتات الدماغية ومرض «باركنسون (الشلل الرعاش)».
وأثار أمر تأثير «كورونا» على المخ مخاوف الأطباء في بريطانيا لدرجة دفعتهم إلى تشكيل لجنة لبحث التقارير الخاصة بتسبب الفيروس في اضطرابات الدماغ.
وكان طبيب الأعصاب الدكتور هادي مانغي من بين أولئك الأطباء.
ويقول: «في البداية أجريت اللجنة اجتماعها كل شهر، إلا إننا بعد ذلك أدركنا أن علينا أن نجريه أسبوعياً بسبب الارتفاع الشديد في عدد الإحالات التي أصيبت بمشكلات وإضرابات بالمخ».
وأضاف: «منذ بداية الوباء، لاحظنا وجود سكتات دماغية لدى المرضى دون أي عوامل خطر طبيعية مثل العمر أو مرض السكري. لم تكن سكتات دماغية بسيطة؛ بل قوية للغاية يمكن أن تسبب إعاقة مغيرة للحياة».
وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، عانى بعض المرضى نوبات من الذهان (انفصام الشخصية) والهلوسات البصرية والسمعية، بل كان كثير منهم يركض قائلاً إن الممرضات تريد تسميمه».
وأشار مانغي إلى أن بعض مرضى «كورونا» عانوا من التهاب شديد في الدماغ أيضاً.
ووفقاً لماري ني لوكلي، أستاذة طب الشيخوخة في جامعة «كينغز كوليدج - لندن»، فإن ما يصل إلى 80 في المائة من أولئك الذين كانوا يعالجون من الفيروس في العناية المركزة، يعانون من الهذيان.
وفي شيكاغو، أجرى عدد من الباحثين دراسة أكدت أن ثلث مرضى «كورونا» الذين دخلوا المستشفى في وقت مبكر من الوباء عانوا شكلاً من أشكال المشكلات العقلية؛ بدءاً من الارتباك، وصولاً إلى عدم الاستجابة بشكل تام.
وأشار الباحثون إلى أن أولئك الذين يعانون من اضطرابات الدماغ يحتاجون إلى المكوث بالمستشفى لمدة أطول من غيرهم بنحو 3 مرات، كما أنهم أكثر عرضة للوفاة بـ7 مرات.
ووجدت دراسة أجريت في أبريل (نيسان) 2020 في ووهان بالصين - حيث نشأ الفيروس - أن نحو ثلث 214 مريضاً يعانون من مشكلات عصبية. وشمل ذلك السكتات الدماغية، وتمدد الأوعية الدموية، والدوخة، وفقدان الوعي، ومعظمها لدى المرضى الذين يعانون من مرض شديد.
ووجد تقرير آخر من إسبانيا أن نصف المرضى الذين دخلوا إلى مستشفيين في البلاد، ظهرت عليهم أعراض عصبية.
أما الدكتور جوناثان روجرز، من جامعة «كاليفورنيا» في لوس أنجليس، والذي درس العواقب النفسية لتفشي فيروسات سابقة، فيقول إنه في كثير من الأوبئة السابقة عانى المرضى من مضاعفات عصبية كبيرة طويلة المدى.
وأوضح قائلاً: «طور كثير من الناس ما يشبه مرض (باركنسون) في السنوات التي تلت جائحة الإنفلونزا الإسبانية؛ كانت نسبة أولئك الأشخاص صغيرة نسبياً، ولكن التأثير كان قوياً للغاية».
وعبر روجرز عن مخاوفه من تكرار ذلك الأمر مع وباء «كورونا».
وأشار الباحثون إلى أن بعض المرضى الذين أصيبوا بسكتات دماغية أو التهاب دماغي نتيجة عدوى «كورونا» تعافوا تماماً، في حين أن البعض الآخر قد يعاني من إعاقة لبقية حياته.


مقالات ذات صلة

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)

حملة موسعة من «الموسيقيين» المصرية ضد «تجاوزات» أغاني المهرجانات

عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
TT
20

حملة موسعة من «الموسيقيين» المصرية ضد «تجاوزات» أغاني المهرجانات

عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)

قامت «نقابة الموسيقيين» المصرية خلال الأيام القليلة الماضية بحملة موسعة ضد «تجاوزات» أغنيات المهرجانات بالحفلات والإصدارات الخاصة، خصوصاً بعد رصد ومتابعة عدد منها، وبدأت الحملة بمؤدي المهرجانات حمو بيكا، بعد تداول فيديو منسوب له عبر مواقع «سوشيالية»، وهو يغني كلمات اعتبرها البعض غير لائقة، بل وتسيء لإحدى مؤسسات الدولة.

ووفق بيان لـ«نقابة الموسيقيين»، فإن بيكا الذي يمارس نشاطه الفني كأحد حاملي تصريح شعبة «الأداء الصوتي»، تم إيقاف تصريحه وتحويله للشؤون القانونية للتحقيق العاجل، وذلك على خلفية ظهوره بإحدى الحفلات وغنائه كلمات لا تليق، كما شددت النقابة في بيانها على أنها لن تتهاون تجاه أي تجاوز أو إساءة، لا سيما فيما يتعلق بالثوابت المجتمعية أو مؤسسات الدولة.

ولم يتوقف الأمر عند بيكا، الذي دافع عن نفسه عبر حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»، عقب قرار إيقافه، متذرعاً بأن الأغنية موال قديم، وأنه لم يقصد الإساءة، وأوضح خلال منشوره أن «الكثير من المطربين يقومون بغناء هذه الأغنية في حفلاتهم»، واستشهد بفيديوهات لبعض منهم، من بينهم المطرب الشعبي رضا البحراوي.

بدورها أعلنت النقابة، في بيان رسمي، التحقيق مع المطرب الشعبي رضا البحراوي بعد الاطلاع على الفيديو المنسوب إليه أثناء غنائه الكلمات نفسها التي قدمها بيكا في إحدى حفلاته، حيث أكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لـ«نقابة الموسيقيين»، بأن النقابة لن تتهاون مع أي تجاوز.

حمو بيكا (حسابه بموقع فيسبوك)
حمو بيكا (حسابه بموقع فيسبوك)

وأوضح عبد الله، في بيان، أن عدم إيقاف البحراوي عن العمل أسوة بإيقاف حمو بيكا، يعود لكون الإيقاف عقوبة في حد ذاته، ولا يجوز توقيع عقوبة من دون تحقيق، طبقاً لنص المادة 12 من اللائحة التنفيذية لقانون النقابات الفنية الثلاث، الذي ينص على أنه يحق لمجلس النقابة إيقاف عضوية المنتسب في أي وقت، بينما لم تنص على إحالته للتحقيق، لكن في حالة العضو العامل فالقانون يشترط إحالته للتحقيق أولاً.

وبجانب بيكا والبحراوي، أعلنت «نقابة الموسيقيين»، مؤخراً التحقيق مع مؤدي المهرجانات عصام صاصا، بعد انتقادات واسعة طالت بعض أعماله الأخيرة، ورصد تجاوزات في كلمات أغنياته، ومن بينها أغنية «محكمة ودخلنا على المفرمة»، التي طرحها صاصا عبر قناته الرسمية بموقع «يوتيوب»، وحققت أكثر من 12 مليون مشاهدة خلال أسبوعين.

من جانبه، قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، تعليقاً على تجاوزات بعض مؤدي المهرجانات: «لا يمكن لأحد الدفاع عن الخطأ بأي شكل من الأشكال، ومن أخطأ فعليه تحمل نتيجة ذلك»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعميم بارتكاب إساءات أو تجاوزات على كل مطربي المهرجانات لا يجوز، خصوصاً أن ثقافة البعض منهم محدودة، ولا يعلمون جيداً خطورة ما يقدمون، وبرغم ذلك فإن الجهل بالشيء لا يمنع من العقوبة».

رضا البحراوي (حسابه بموقع فيسبوك)
رضا البحراوي (حسابه بموقع فيسبوك)

وتطرق الشناوي إلى وقائع قديمة، قائلاً: «إن محمد عبد الوهاب وأم كلثوم تعرضا لاتهامات من إحدى المؤسسات الدينية بسبب كلمات أغنياتهم؛ لذلك فإن الخطأ لا يقتصر على مؤدي المهرجانات أو المطربين الشعبيين فقط، لكن ربما يكون هناك غيرهم؛ لذلك فمن يتجاوز في أعماله يجب محاسبته ومعاقبته، من دون وصم فئة بعينها».

وبعيداً عن الغناء، تحفظت الأجهزة الأمنية بمصر على حمو بيكا قبل أشهر عدة؛ بتهمة «حيازة سلاح أبيض»، و«الهروب من تنفيذ أحكام قضائية»، إلا أنه خرج بعد قضاء العقوبة في فبراير (شباط) الماضي، بينما قضى عصام صاصا فترة حبسه 6 أشهر مع الشغل في واقعة قيادة سيارة تحت تأثير المخدرات.