«هداسا» الإسرائيلي يسعى إلى فرع في دبي

نتنياهو يمنع وزراءه من السفر قبله إلى الإمارات

مستشفى «هداسا» في القدس (تويتر)
مستشفى «هداسا» في القدس (تويتر)
TT

«هداسا» الإسرائيلي يسعى إلى فرع في دبي

مستشفى «هداسا» في القدس (تويتر)
مستشفى «هداسا» في القدس (تويتر)

في وقت كشف فيه عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمنع وزراءه من السفر إلى الإمارات، حتى يكون هو أول من يزورها من السياسيين، أعلن أن إدارة مستشفى «هداسا - عين كارم» في القدس الغربية تدير مفاوضات مع مسؤولين في دبي لفتح فرع له هناك.
وقالت مصادر سياسية إن مدير مستشفى «هداسا» البروفسور زئيف روتشتاين «أجرى اتصالات مع مسؤولين إماراتيين من كثب خلال زيارته إلى دبي الأسبوع الماضي، وعاد بانطباعات مثيرة عن الاهتمام بالشؤون الصحية، وهناك رغبة في التعاون وتبادل الخبرات بين خيرة الأطباء في البلدين». وقال روتشتاين إن فكرة إقامة مستشفى «هداسا» في دبي «ثورة في العلاقات بين شعوب المنطقة». وأكد أن إدارته ستشكل فريقاً «لدراسة التفاصيل والتدقيق فيها، وتقديم اقتراحات عينية لكيفية تطبيق الفكرة بما في ذلك انتقال أطباء وباحثين من المستشفى في القدس إلى دبي والعكس».
المعروف أن مستشفى «هداسا عين كارم» تابع لمؤسسة «هداسا» اليهودية العالمية، وهو معروف بوصفه أحد أفضل المستشفيات في إسرائيل. وهناك اتفاق بينه وبين الحكومة على توجيه كل المسؤولين الإسرائيليين ورؤساء الدول الذين يزورون إسرائيل للعلاج فيه. ولكنه يواجه في السنوات الأخيرة أزمة اقتصادية، اشتدت خلال فترة انتشار فيروس «كورونا». وقال المستشفى في رسالة إلى وزارتي المالية والصحة الإسرائيليتين، باسم المستشفيات الحكومية، إنه «كما هو متوقع نشأت أزمة سيولة مالية في المستشفيات الحكومية عامة؛ وضمنها (هداسا)».
ويعدّ هذا التعاون جزءاً من سلسلة محاولات لإبرام صفقات في شتى المجالات بين الدولتين، بينها العلوم والتكنولوجيا والزراعة والسياحة والتبادل التجاري... وغيرها. وحسب مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن مئات رجال الأعمال الإسرائيليين والصحافيين يوجدون في دبي وأبوظبي، منذ توقيع معاهدة السلام في أواسط الشهر الماضي. ولكن يلاحظ أن هناك غياباً تاماً للسياسيين. فرغم التوقيع على اتفاقيات عدة؛ بينها سياسية، وفي صلبها قرار بتطبيع كامل للعلاقات بينهما، فإنه لم يقم أي وزير إسرائيلي بدخول الإمارات. وقد تبين أن نتنياهو هو الذي يمنع سفر وزرائه إلى الإمارات. وحسب أكثر من مصدر؛ فإن نتنياهو أبلغ وزراء في حكومته طلبوا مصادقته على سفرهم بهدف التقدم في العلاقات لكنه رفض ذلك، بأنه لن يسمح لوزير بأن يزورها قبله. وقد طلب نتنياهو من الإمارات القيام بزيارة كهذه، إلا إن أبوظبي لم تحدد بعد وقتاً لهذه الزيارة.
وقال موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب، أمس (الاثنين)، نقلاً عن 3 مصادر سياسية إن كثيراً من الوزراء اتصلوا بمكتب رئيس الوزراء وأبلغوا بأنهم مهتمون بالذهاب إلى الإمارات لعقد اجتماعات مع نظرائهم من أجل تعزيز التعاون. من بين الوزراء الذين أرادوا السفر إلى الإمارات كانت وزيرة النقل ميري ريغف، المقربة جداً من نتنياهو وعائلته. إلا إن نتنياهو استخدم حق النقض وطلب تعليق برامج زيارات كهذه حتى إشعار آخر. وأشاروا إلى أن نتنياهو مهتم بأن يكون أول سياسي إسرائيلي يزور الإمارات العربية المتحدة منذ توقيع اتفاق السلام وعندها فقط يسمح لوزراء الحكومة الآخرين بالسفر إلى هناك للقاء نظرائهم.
المعروف أن نتنياهو تحدث قبل نحو أسبوعين هاتفياً مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، واتفقا على الاجتماع قريباً، من دون تحديد موعد. وقال نتنياهو في بيان له يومها: «لقد دعوته لزيارة إسرائيل، ودعاني لزيارة أبوظبي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.