توقف المحادثات الكردية ـ الكردية بانتظار مبعوث أميركي جديد

5 نقاط خلاف بين «المجلس الوطني» و«أحزاب الوحدة الوطنية»

مظاهرة نسائية كردية في الحسكة شمال شرقي سوريا ضد الهجمات التركية (أ.ف.ب)
مظاهرة نسائية كردية في الحسكة شمال شرقي سوريا ضد الهجمات التركية (أ.ف.ب)
TT

توقف المحادثات الكردية ـ الكردية بانتظار مبعوث أميركي جديد

مظاهرة نسائية كردية في الحسكة شمال شرقي سوريا ضد الهجمات التركية (أ.ف.ب)
مظاهرة نسائية كردية في الحسكة شمال شرقي سوريا ضد الهجمات التركية (أ.ف.ب)

قالت مصادر كردية بارزة إن محادثات الأحزاب الكردية، قد توقفت، بانتظار تعيين الخارجية الأميركية ممثلاً جديداً لها في مناطق شمال وشرق سوريا، بعد عودة السفير ويليام روباك إلى واشنطن، وغياب الرعاية الدولية للحوار الكردي - الكردي.
وكان قادة الأطراف المشاركون في اللقاءات قد انتقلوا للمرحلة الثانية الأشد تعقيداً في التفاهمات الجارية، وبحثوا «سلة الحماية والدفاع» في آخر اجتماع عقد برعاية الخارجية الأميركية في مدينة الحسكة بداية الشهر الحالي.
المباحثات الكردية التي انطلقت في أبريل (نيسان) الماضي، عدت أول بارقة تحسن في العلاقات بين قطبي الحركة الكردية منذ اندلاع النزاع في سوريا 2011. اندمجت فيها الأحزاب الممثلة بـ«المجلس الوطني الكردي المعارض من جهة، و«أحزاب الوحدة الوطنية الكردية» بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي» المهيمن على مناطق شرقي الفرات الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، من جهة أخرى.
ونقلت المصادر بأن منسقة الخارجية الأميركية زهرة بيلّلي، غادرت هي أيضاً، إلى إقليم كردستان العراق لإجراء لقاءات مع رئاسة الإقليم، وبحث الملفات الأمنية والعسكرية معها، نظراً لأن قوات «البيشمركة» السورية منتشرة في أراضي الإقليم المجاور منذ تأسيسها، وتعد هذه القوات، أبرز نقطة خلافية في المباحثات.
وقال قيادي رفيع وهو عضو مفاوض في المباحثات الكردية، بأن بيلّلي أشارت في اجتماعها الأخير، إنها ستغادر إقليم كردستان لتكمل جولتها إلى مدينة إسطنبول في تركيا، لعقد لقاءات مع الخارجية التركية واستكمال المفاوضات التي بدأها المبعوث الأميركي الخاص بالملف السوري السفير جيمس جيفري، خلال زياراته المتكررة إلى تركيا. وأضاف المصدر، أنه «بانتظار تعيين الخارجية الأميركية مبعوثاً جديداً في أعقاب عودة السفير ويليام روباك إلى واشنطن، فواشنطن تلعب دور الراعي والضامن، وبتغيب المظلة الدولية لمباحثات بين طرفين استمرت خلافاتهما أكثر من 6 سنوات، تكون المباحثات «لا قيمة لها». وكشف رئيس حزب كردي مشارك في بالمفاوضات عن المجلس الوطني، بأن المشكلة الرئيسية التي واجهتهم منذ انطلاق المحادثات، وجود طرف يريد إعلان النتائج بسرعة، (في إشارة إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي» وقائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي)، فيما يفضل الطرف الثاني المتمثل بالمجلس الكردي، التريث حتى إنجاز الاتفاق على جميع السلال الثلاثة: المرجعية والإدارة وسلة الحماية والدفاع.
وتتمحور الخلافات العالقة بين قطبي الحركة الكردية حول 5 نقاط رئيسية. أولها، مطالبة قادة المجلس بالكشف عن مصير 10 مختطفين سياسيين و8 أعضاء من «المجلس العسكري الكردي»، وتحديد جهة المسؤولة عن الخطف. وكانت القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، قد أصدرت بياناً بداية العام الحالي، تحملت فيه «المسؤولية الأخلاقية» لاختفاء ثلاثة ناشطين سياسيين، وقالت إنها تستكمل التحقيقات للوصول إلى الأشخاص الذين تسببوا في اختفائهم ومحاسبتهم، دون الإشارة إلى ذكر مصير باقي المختطفين.
أما ثاني النقاط فتتعلق بسلة «الحماية والدفاع»، وتطالب رئاسة المجلس بإلغاء التجنيد الإجباري وعدم تبعيته لقوة عسكرية محددة، وأن تعمل قوات «البيشمركة» السورية في غرفة عمليات مشتركة مع قوات «قسد»، شريطة انتشارها في المناطق الكردية.
لكن مظلوم عبدي وقادة «حزب الاتحاد»، يرفضون الطلب ويصرون على إبقاء القوات العسكرية والأمنية تحت مظلة قوات «قسد»، على أن تعامل «البيشمركة» مثل قوات «الصناديد» التابعة لعشيرة الشمر العربية و«المجلس العسكري السرياني»، وباقي الفصائل المنضوية في صفوف «قسد».
وتمحورت النقطة الثالثة حول العملية التعليمية التي زادت من تعقيد المباحثات. فقد دعا وفد المجلس إلى تحييد مستقبل التربية والتعليم عن الصراعات السياسية والعسكرية، والعمل مع الجهات الدولية مثل منظمة اليونيسيف، للاعتراف بالشهادات الموزعة في المدارس والمجمعات التربوية الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية. ويرى حزب الاتحاد أن هذا المطلب تعجيزي بعد تطبيق المناهج الكردية في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية على مدار 7 سنوات فائتة، حيث انتقل طلبتها إلى المرحلة الثانوية وافتتحوا جامعات ومعاهد خاصة، تتبع منهجاً تدريسياً بثلاث لغات رئيسية الكردية والعربية والسريانية وهي لغات مكونات المنطقة.
أخيراً، تبقت النقطة الرابعة المتعلقة بالتداخلات الكردستانية التي تشكل عقبة في إنجاح المباحثات المتعثرة، ويتهم قادة المجلس الوطني، حزب العمال الكردستاني (حزب تركي كردي)، بفرض هيمنته على «حزب الاتحاد (السوري)» و«قوات قسد» و«الوحدات الكردية»، وأنه يعمل ضد أي شراكة سياسية قد تلغي مستقبلاً دوره داخل المناطق الكردية السورية.
بدورهم، شدد قادة «حزب الاتحاد» بأن هذا الاتهام يندرج ضمن حجج تركيا والائتلاف السوري المعارض، وأنه ذريعة لمهاجمة المناطق الكردية والسيطرة على شرق الفرات، كما لم ينفوا علاقاتهم مع منظومة «حزب العمال» التركي، كونها علاقات سياسية استراتيجية، وأن للمجلس علاقات مماثلة مع قوى كردستانية أخرى، مثل «الحزب الديمقراطي الكردستاني» العراقي بزعامة مسعود البرزاني، و«الاتحاد الوطني» برئاسة بافل طالباني نجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
وتركزت خامس نقطة خلافية بين قطبي الحركة، على المشاركة في مؤسسات الإدارة الذاتية وهيئاتها، إذ يرى «المجلس الوطني» ضرورة تعديل قوانينها وعقدها الاجتماعي وتنظيم انتخابات عامة ضمن المناطق الكردية، لكن حزب الاتحاد يعتبر تأسيس الإدارة وعملها، نتاج جهود سنوات وتضحيات من شعوب المنطقة، ورحب بمشاركة المجلس، شرط عدم المساس بكيانها وهيكليتها ونظام رئاساتها المشتركة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.