اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سياسيين أوروبيين بأنهم «متعجرفون ذوو عقلية فاشية»، مستنكراً تصاعد ظاهرة معاداة الإسلام والأجانب في أوروبا، بينما عبرت أنقرة عن غضبها من التحذير الأمني الذي أصدرته السفارة الأميركية لرعاياها في تركيا بتوخي الحذر بشأن هجمات إرهابية وأعمال خطف دون إطلاع السلطات التركية على ما لديها من معلومات في هذا الصدد، معتبرة أنه «توريط» لها.
وقال أوغلو في تغريدة على «تويتر» أمس (الأحد): «عندما قلنا الحقيقة في وجوههم، تعالت أصوات العنصريين البائسين في أوروبا مجددا، إنهم يسعون لتحقيق مكاسب عبر معاداة الإسلام والأجانب... حان الوقت كي نقول كفى لسياسيي أوروبا المتعجرفين ذوي العقلية الفاشية».
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر تشيليك، أن تهجم الفاشيين في أوروبا على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يعد «مدعاة للفخر، لأنهم يعادون كل من يناضل من أجل الإنسانية»، وذلك تعليقا على نشر «خيرت فيلدرز» زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف، رسما كاريكاتوريا يستهدف الرئيس التركي.
وكانت حدة التوتر تصاعدت بين تركيا وفرنسا على خلفية هجوم حاد شنه إردوغان على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ووصفه بـ«المريض العقلي». واستدعت فرنسا سفيرها لدى أنقرة للتشاور بشأن ما صدر من تصريحات وصفتها بـ«غير مقبولة» عن إردوغان بحق ماكرون و«غياب رسائل التعزية والمساندة من الرئيس التركي عقب اغتيال صامويل باتي»، المدرس الذي قتل بقطع الرأس قبل أسبوع بسبب نشره رسوما كاريكاتورية تحمل تطاولا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ووجهت فرنسا، ليل السبت – الأحد استدعاء لسفيرها لدى أنقرة هيرفيه ماغرو، للتشاور، مستنكرة تصريحات إردوغان التي شكك فيها في «الصحة العقلية» لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب تصريحاته ضد الإسلام.
وفي وقت سابق، السبت، قال إردوغان، إن ماكرون بحاجة لاختبار قدراته العقلية، عقب تصريحاته العنصرية الأخيرة المعادية للإسلام. وقال، في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في قيصري وسط تركيا،: «ماذا يمكننا القول لرئيس دولة لا يفهم حرية العقيدة، ويعامل الملايين من أتباع ديانة أخرى (الإسلام) في بلاده بهذه الطريقة؟ عليه قبل كل شيء فحص صحته العقلية».
وأضاف: «ما مشكلة المدعو ماكرون مع الإسلام والمسلمين؟ إنه بحاجة لعلاج عقلي... لماذا تحاول الانشغال بإردوغان مرارا وتكرارا... الانشغال بي لن يكسبك شيئا».
وأكد إردوغان أن «قيام فرنسا، التي تعتبر نفسها قلعة العلمانية والحريات، بعرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد مرة أخرى، يعتبر من أبشع أشكال الابتذال، ولا يندرج تحت حدود الحرية، إنما معاداة للإسلام بشكل صارخ».
وقالت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، في بيان، إن «تصريحات إردوغان غير مقبولة، تصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجا للتعامل... نطلب من إردوغان أن يغير مسار سياسته لأنها خطيرة على كل الأصعدة. لن ندخل في سجالات عقيمة ولا نقبل الشتائم».
وأشارت الرئاسة الفرنسية أيضاً إلى «غياب رسائل التعزية والمساندة من الرئيس التركي عقب اغتيال المدرس صامويل باتي، وإلى تصريحات إردوغان الهجومية للغاية في الأيام الأخيرة، وبخاصة حول الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية».
في سياق آخر، وجهت السلطات التركية، انتقادا للولايات المتحدة، بسبب إطلاقها تحذيرا أمنيا، الجمعة، بشأن احتمالية وقوع هجمات إرهابية وعمليات خطف للأميركيين والأجانب في تركيا.
واتهم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو واشنطن بـ«توريط» تركيا، مؤكدا أنه كان عليها تحذير أنقرة من التهديدات الإرهابية التي يعتقدون أنها تواجه المواطنين الأميركيين.
وقال صويلو، مساء أول من أمس: «بالطبع، قد تكون هناك تقييمات استخباراتية، لكن ليس هذا هو النهج الصحيح لنشر القرارات التي سيتم اتخاذها على موقع السفارة الأميركية، وإلحاق الضرر بدولة أخرى»، لافتا إلى أن تركيا «تحصل على نحو 1200 تقرير استخباراتي أسبوعيا، يتعلق بكل من تركيا ودول أخرى».
وكانت السفارة الأميركية لدى تركيا، أطلقت أمس الجمعة، إنذاراً أمنياً حول احتمالية وقوع هجوم إرهابي محتمل في إسطنبول، وعلقت على إثر ذلك عملها وإصدار التأشيرات بالسفارة والقنصليات والبعثات التابعة لها في كل من إسطنبول وأضنة وإزمير.
وقالت السفارة على موقعها الإلكتروني إن البعثة الأميركية في تركيا تلقت تقارير حول هجمات إرهابية محتملة واختطاف مواطنين أميركيين وأجانب في إسطنبول، مشيرة إلى أن تلك الهجمات ستستهدف القنصلية العامة الأميركية، وكذلك مواقع أخرى محتملة في تركيا.
ونصحت السفارة، المواطنين الأميركيين بتوخي الحذر الشديد في المواقع التي قد يتجمع فيها عدد كبير من الأميركيين أو الأجانب بشكل عام بما في ذلك المكاتب والمباني الكبيرة أو مراكز التسوق. ولم تشر إلى الجهة التي يمكن أن تنفذ هذه الأعمال.
والسبت، قالت السفارة الأميركية في أذربيجان إنها تلقت معلومات عن هجمات وعمليات خطف قد تستهدف مواطنين أميركيين وأجانب أيضا على خلفية النزاع مع أرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ.
وقالت البعثة الدبلوماسية الأميركية في باكو على موقعها الإلكتروني إن «سفارة الولايات المتحدة في باكو تلقت معلومات تتمتع بالصدقية عن هجمات إرهابية وعمليات خطف محتملة تستهدف مواطنين أميركيين وأجانب في باكو... الرعايا الأميركيون مدعوون إلى توخي مزيد من الحذر في الأماكن التي قد يجتمع فيها أميركيون أو أجانب»، بما في ذلك الفنادق الكبيرة في العاصمة، من دون إعطاء معلومات عن مصدر هذه التهديدات.
أنقرة تتهم واشنطن بـ{توريطها} بعد تحذير من عمليات إرهابية
تركيا تصعّد حملتها على السياسيين الأوروبيين
أنقرة تتهم واشنطن بـ{توريطها} بعد تحذير من عمليات إرهابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة