لبنان ينجح في إبطاء انتشار الفيروس

TT

لبنان ينجح في إبطاء انتشار الفيروس

أعلنت السلطات اللبنانية أنها نجحت في إبطاء انتشار فيروس «كورونا» بالبلاد، جراء الإجراءات التي اتبعتها خلال الأسبوعين الأخيرين، وذلك في ظل بقاء الانتشار عند معدلات مرتفعة تتجاوز الألف إصابة يومياً. وقالت مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية، بترا خوري، عن موضوع انتشار فيروس «كورونا» في لبنان، إن الأرقام الأولية تظهر أن التغيير الذي حدث خلال فترة الـ14 يوماً «يسوّي منحنى الحالات الإيجابية».
وقالت خوري: «إننا حققنا بعض الانتصارات وأبطأنا الانتشار، وقد زاد حتى الآن عدد الحالات الإيجابية بنسبة 2.4 في المائة فقط مقابل 50.9 في المائة في فترة الـ14 يوماً السابقة، ومعدل الوفيات لدينا هو أقل بنسبة 7 في المائة. لكننا نحتاج إلى تخفيض عدد الحالات نظراً للسعة المنخفضة للغاية لوحدة العناية المركزة لدينا».
وأوضحت أن الأمر «يتطلب إجراءات إضافية في المدن الكبرى (بيروت والضواحي). وستتضمن الخريطة خططاً جديدة للمدن الكبرى اعتباراً من الأسبوع المقبل»، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيفرض «تحديات إضافية؛ حيث أعاقت الحساسيات الموجودة في بيئاتنا المتنوعة إنفاذ التدابير في بعض المجالات»، موضحة أنه «يمكننا التحكم في الانتشار وحماية أحبائنا ومنع الوفيات الإضافية، فقط من خلال الإنفاذ الحكومي والمسؤوليات المدنية، والأمر يعود لنا لمواصلة تغيير المسار».
ويحتل لبنان المرتبة الـ59 عالمياً على مستوى إجمالي الإصابات، والمرتبة الـ78 في العدد التراكمي للوفيات بفيروس «كورونا» المستجد. إلا إن ترتيب لبنان جاء مفاجئاً على مستوى عدد الحالات الموجبة النشطة وعلى مستوى الحالات الحرجة، فجاء في المرتبة الـ33. وتواكب السلطات الحالات بإجراءات أمنية، لمنع انتشار الفيروس، فقد أصدر وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، أمس، قراراً بإقفال 55 بلدة جديدة، بناءً على توصيات اللجنة المصغرة التابعة لـ«لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية من فيروس (كورونا)».
وترفع السلطات اللبنانية من مستوى الملاحقة الحثيثة لدفع المواطنين إلى ضرورة التقيد بالإجراءات. وتفقد محافظ بيروت القاضي مروان عبود سوق الأحد الشعبية للاطلاع على مدى التقيد والتزام المواطنين ورواد السوق بإجراءات الوقاية التي اتخذها فوج حرس بيروت على المداخل الرئيسية والممار الداخلية للسوق، بالتعاون مع لجنة السوق الشعبية لناحية عدم الدخول دون وضع الكمامة وقياس درجات الحرارة لكل شخص قبل دخوله السوق، وجال المحافظ على الأقسام والممار الداخلية للسوق للتثبت من تنفيذ جميع الإجراءات المتخذة؛ خصوصاً لجهة التباعد بين رواد السوق والباعة للحد من انتشار فيروس «كورونا»، حفاظاً على سلامة الجميع.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.