مقترحات بحكومة لبنانية من 20 وزيراً

TT

مقترحات بحكومة لبنانية من 20 وزيراً

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري إلى «تخطي شروط الفئات السياسية والتزام قاعدة التوازن في المداورة الشاملة»، محذراً إياه من الاتفاقيات الثنائية السرية والوعود.
وتأتي دعوة البطريرك في ظل مضي الحريري في مشاورات تأليف حكومته التي تحدثت معلومات، أمس، عن أن أحد المقترحات الجديدة لها، يتمثل بتشكيل حكومة من 20 وزيرا بدلا من مقترح سابق كان تم التداول به عن تشكيل حكومة من 14 وزيرا. وتحدثت وكالة الأنباء «المركزية» عن إلغاء وزارات ودمج أخرى وتعيين وزير لكل وزارة من الوزارات العشرين وفق المقترح الأخير.
وفي موازاة المعلومات عن مطالب الكتل السياسية بتسمية وزرائها، والمطالبة ببعض الحقائب، مثل «الثنائي الشيعي» المتمثل بـ«حركة أمل» و«حزب الله» الذي يطالب بحقيبة المالية وتسمية الوزراء الشيعة في الحكومة، دعا الراعي الرئيس المكلف إلى تخطي «شروط الفئات السياسية وشروطها المضادة، وتجنب مستنقع المصالح والمحاصصة وشهية السياسيين والطائفيين، فيما الشعب منهم براء».
وقال الراعي في عظته الأسبوعية، أمس: «من أجل بلوغ هذا الهدف نقول لك باحترام ومودة: التزم فقط بنود الدستور والميثاق، ومستلزمات الإنقاذ، وقاعدة التوازن في المداورة الشاملة وفي اختيار أصحاب الكفاءة والأهلية والولاء للوطن، حيث تقترن المعرفة بالخبرة، والاختصاص بالاستقلالية السياسية. احذر الاتفاقيات الثنائية السرية والوعود، فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة». وقال: «لا تضع وراء ظهرك المسيحيين. تذكر ما كان يردد المغفور له والدك: البلد لا يمشي من دون المسيحيين. هذا انتباه فطن وحكيم، فالمسيحيون لا يساومون على لبنان لأنه وطنهم الوحيد والأوحد، وضحوا كثيرا في سبيل إيجاده وطنا للجميع، وما زالوا يضحون».
وأضاف «أنتم هذه المرة، خلافا لكل المرات السابقة، أمام تحدٍ تاريخي وهو إعادة لبنان إلى دستوره نصا وروحا، وإلى ميثاقه، وإلى هويته الأساسية الطبيعية كدولة الحياد الناشط، أي الملتزمة ببناء سيادتها الداخلية الكاملة بجيشها وقواها العسكرية، والقائمة على سيادة القانون والعدالة، والممسكة وحدها بقرار الحرب والسلام، والمدافعة عن نفسها بوجه كل اعتداء خارجي بجيشها وقواها الذاتية، والفاصلة بين الحق والباطل».
وأوضح أن «دولة الحياد الناشط تتمثل في تعزيز لقاء الثقافات والحضارات والأديان وحوارها، وفي الدفاع عن حقوق الإنسان والشعوب لا سيما العربية منها، وتنأى بنفسها عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليمية ودولية». واعتبر أن «هذا الحياد الناشط هو المدخل الضامن للوحدة الداخلية والاستقرار والنهوض الاقتصادي والمالي والإنمائي والاجتماعي».
وتوجه إلى الحريري بالقول: «تطلع يا دولة الرئيس، مع فخامة رئيس الجمهورية بعين واحدة إلى بيروت المدمرة التي يجب إعادة إعمارها، وإلى نجاح مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ومصير النفط والغاز وتأمين مردوده إلى خزينة الدولة، وإلى مواكبة المبادرة الفرنسية والإشراف على المساعدات والهبات الآتية من الدول الخارجية». وطالب بالعجلة في تشكيل الحكومة.
وسيطرت المناخات الإيجابية على البلاد إثر تكليف الحريري رئاسة الحكومة. وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب نزيه نجم أن «الرئيس المكلف واضح وهو أتى برؤية جديدة»، متوقعا تشكيل الحكومة خلال 10 أيام، كما وعد الحريري. ولفت في حديث إذاعي إلى أن «الرئيسين عون والحريري سيشكلان ويوقعان على حكومة تتضمن وجوها جديدة ونظيفة»، مشددا على أن «رؤية الحريري تتمثل بالورقة الفرنسية التي نأمل أن يتمكن من إنهاء تنفيذ كل بنودها».



انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

في وقت يعاني فيه اليمنيون في صنعاء ومدن أخرى من انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري لهم ولأسرهم.

وبينما يشكو السكان من نقص تمويني في مادة الغاز، يركز قادة الجماعة على عمليات التعبئة العسكرية والحشد في القطاعات كافة، بمن فيهم الموظفون في شركة الغاز.

سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

وأفاد إعلام الجماعة بأن شركة الغاز بالاشتراك مع المؤسسة المعنية بقتلى الجماعة وهيئة الزكاة بدأوا برنامجاً خاصاً تضمن في مرحلته الأولى في صنعاء إنفاق نحو 55 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً) لتوزيع الآلاف من أسطوانات غاز الطهي لمصلحة أسر القتلى والجرحى والعائدين من الجبهات.

وبعيداً عن معاناة اليمنيين، تحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة خصصت مليارات الريالات اليمنية لتنفيذ سلسلة مشروعات متنوعة يستفيد منها الأتباع في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها.

ويتزامن هذا التوجه الانقلابي مع أوضاع إنسانية بائسة يكابدها ملايين اليمنيين، جرَّاء الصراع، وانعدام شبه كلي للخدمات، وانقطاع الرواتب، واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة.

أزمة مفتعلة

يتهم سكان في صنعاء ما تسمى شركة الغاز الخاضعة للحوثيين بالتسبب في أزمة مفتعلة، إذ فرضت بعد ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، منذ نحو أسبوع، تدابير وُصفت بـ«غير المسؤولة» أدت لاندلاع أزمة في غاز طهي لمضاعفة معاناة اليمنيين.

وتستمر الشركة في إصدار بيانات مُتكررة تؤكد أن الوضع التمويني مستقر، وتزعم أن لديها كميات كبيرة من الغاز تكفي لتلبية الاحتياجات، بينما يعجز كثير من السكان عن الحصول عليها، نظراً لانعدامها بمحطات البيع وتوفرها بكثرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

عمال وموظفو شركة الغاز في صنعاء مستهدفون بالتعبئة العسكرية (فيسبوك)

ويهاجم «عبد الله»، وهو اسم مستعار لأحد السكان في صنعاء، قادة الجماعة وشركة الغاز التابعة لهم بسبب تجاهلهم المستمر لمعاناة السكان وما يلاقونه من صعوبات أثناء رحلة البحث على أسطوانة غاز، في حين توزع الجماعة المادة مجاناً على أتباعها.

ومع شكوى السكان من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، يركز قادة الجماعة الذين يديرون شركة الغاز على إخضاع منتسبي الشركة لتلقي برامج تعبوية وتدريبات عسكرية ضمن ما يسمونه الاستعداد لـ«معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».

ونقل إعلام حوثي عن القيادي ياسر الواحدي المعين نائباً لوزير النفط بالحكومة غير المعترف بها، تأكيده أن تعبئة الموظفين في الشركة عسكرياً يأتي تنفيذاً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.