يحدو المنتخب القطري لكرة القدم الأمل في أن يحقق أفضل نتائجه في كأس آسيا في النسخة الـ16، التي تستضيفها أستراليا اعتبارا من 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، بعد تألقه الإقليمي أخيرا.
ويعتبر كثيرون أن وصول العنابي إلى نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه سيكون إنجازا كبيرا وحقيقيا، إذ كانت أبرز وأفضل نتائجه الوصول إلى ربع النهائي مرتين؛ الأولى في لبنان 2000، عندما سقط أمام الصين 1 - 3، والثانية في النسخة الماضية على أرضه في الدوحة 2011، عندما ودع بصعوبة أمام اليابان البطلة 2 – 3، بعدما عادلها حتى الدقيقة قبل الأخيرة.
وتسيطر على الجمهور القطري حالة من التفاؤل بتحقيق إنجاز جديد، بعد أن وجد أخيرا منتخبا جديدا يملك شخصية مختلفة، له أسلوبه وأداؤه الخاص، وبمقدوره مواجهة أقوى منافسيه، حتى خارج ملعبه، وأمام جماهير غفيرة.
وتأهل المنتخب القطري إلى أستراليا بعد حلوله ثانيا في المجموعة الرابعة، بفارق نقطة واحدة عن البحرين التي تصدرت مجموعة ضمت ماليزيا واليمن، ليقع في النهائيات ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب إيران والإمارات والبحرين.
لا تملك قطر، التي ستستضيف نهائيات مونديال 2022، رصيدا كبيرا في نهائيات كأس آسيا التي كانت مشاركتها الأولى في تصفيات النسخة السادسة منها عام 1976، أي بعد 20 عاما على انطلاقها، وشاركت فيها حتى الآن 8 مرات، أعوام 1980 و1984 و1988 و1992 و2000 و2004 و2007 و2011.
وتأهلت قطر إلى نهائيات دورة 1980 التي أُقيمت في الكويت، وخاضت 4 مباريات ففازت على الإمارات 2 - 1، وخسرت أمام كوريا الجنوبية صفر - 2، وتعادلت مع ماليزيا 1 - 1، ثم خسرت أمام منتخب الدولة المنظمة صفر - 4 وخرجت من الدور الأول.
وتأهلت إلى النهائيات في الدورة الثامنة عام 1984 في سنغافورة، ولعبت ضمن المجموعة الأولى، فتعادلت مع سوريا 1 - 1، وخسرت أمام الكويت صفر - 1، وتعادلت مع السعودية 1 - 1، وثأرت من كوريا الجنوبية 1 - صفر، لكنها خرجت أيضا من الدور الأول.
واستضافت قطر الدورة التاسعة عام 1988، ولعبت ضمن المجموعة الأولى فخسرت أمام إيران صفر - 2، وفازت على الإمارات 2 - 1، وخسرت أمام كوريا الجنوبية 2 - 3، ثم تغلبت على اليابان 3 – صفر، لتحتل المركز الثالث خلف كوريا وإيران اللتين تأهلتا إلى نصف النهائي.
وتأهلت قطر للمرة الرابعة على التوالي إلى نهائيات البطولة العاشرة التي استضافتها اليابان عام 1992، ولعبت في المجموعة الثانية، فتعادلت مع تايلاند 1 - 1، ومع السعودية 1 - 1، وخسرت أمام الصين 1 - 2، وحلت ثالثة خلف السعودية والصين اللتين تأهلتا إلى نصف النهائي.
وفشل «العنابي» في التأهل إلى نهائيات الدورة الـ11 التي استضافتها الإمارات عام 1996، تاركا بطاقة المجموعة لسوريا.
وفي الدورة الـ12 في لبنان عام 2000، حقق المنتخب القطري أفضل نتيجة له في النهائيات الآسيوية ببلوغه ربع النهائي، رغم المجموعة الصعبة التي وقع فيها إلى جانب أوزبكستان والسعودية واليابان، لكنه سقط في دور الـ8 أمام نظيره الصيني 1 - 3.
وذهب منتخب قطر إلى الصين عام 2004 بآمال كبيرة بقيادة مدربه الفرنسي في حينها فيليب تروسييه، لكنه صدم بعد خسارته في المباراة الأولى أمام نظيره الإندونيسي 1 - 2.
وأقيل تروسييه بعد المباراة مباشرة، وأسندت المهمة إلى سعيد المسند، لكن العنابي خسر المباراة الثانية أمام الصين صفر - 1، ثم أنهى مشاركته بتعادل مع البحرين 1 – 1، وودع أيضا من الدور الأول.
وفي نسخة عام 2007 التي أقيمت في 4 دول هي ماليزيا وفيتنام وتايلاند وإندونيسيا، وقعت قطر في المجموعة الثانية إلى جانب اليابان والإمارات وفيتنام، ولم تكن نتائجها أفضل حالا، رغم بدايتها المقبولة بتعادلها مع اليابان 1 - 1، إذ سقطت في فخ التعادل في مباراتها الثانية مع فيتنام بالنتيجة ذاتها، ثم خسرت أمام الإمارات في الثالثة 1 - 2.
وفي النسخة الـ15 على أرضها، حلت قطر وصيفة في مجموعتها قبل أن تخسر بصعوبة في ربع النهائي أمام اليابان 3 - 2.
وتبدو الفرصة مهيأة أمام القطريين لتحقيق إنجاز جديد بعد النجاح الذي حققه الفريق في أول ظهور رسمي تحت قيادة مدربه الجزائري جمال بلماضي، وحصوله على لقب كأس الخليج الـ22 في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالسعودية، ولم يكن حصوله على اللقب بضربة حظ، ولكن نتيجة للأداء الجيد وقدرته على تخطي صاحب الأرض والجمهور في المباراة النهائية.
ويزيد من آمال الكرة القطرية بتحقيق إنجاز جديد في أستراليا الأجواء الجيدة التي تسيطر عليها بعد الإنجازات التي حققتها أخيرا بحصول منتخب الشباب على كاس آسيا للمرة الأولى في أكتوبر الماضي، وتأهله إلى كأس العالم، وحصول خلفان إبراهيم على لقب ثاني أفضل لاعب في آسيا.
ويعيش المنتخب القطري في الفترة الحالية حالة من الاستقرار بعد أن قرر بلماضي استمرار اللاعبين أنفسهم الذين خاض بهم بطولة كأس الخليج، باستثناء عودة خلفان إبراهيم بعد غيابه للإصابة، إضافة إلى وجهين جديدين، هما رأس الحربة محمد مونتاري، والمدافع محمد عبد الله تريسور.
كما أن لاعبي الفريق وصلوا إلى مرحلة احترافية كبيرة، من خلال عودتهم لمباريات الدوري القطري بعد ساعات قليلة من فوزهم ببطولة الخليج، وخوضهم 5 مباريات مع أنديتهم في أقل من شهر، ثم انخراطهم في تدريبات المنتخب بعد توقف الدوري، وخوضهم مباراة ودية أمام إستونيا (3 - صفر)، ومغادرتهم عقب المباراة مباشرة إلى مدينة كانبيرا للانتظام في المعسكر الأخير الذي تضمن اللعب مع عمان (2 - 2) بهدفي مشعل عبد الله في اليوم الأخير من السنة الماضية، ومع نيوزيلندا في 5 يناير (كانون الثاني).
وبرغم تحقيق الجزائري جمال بلماضي نجاحا مهما مع الكرة القطرية بحصوله على لقب بطولة غرب آسيا 2013، ثم كأس الخليج 2014، إلا أنه لا يزال يطمح في المنافسة على لقب كأس آسيا 2015.
ويرفض بلماضي، الذي حظي بثقة كبيرة، سواء على مستوى الاتحاد والمسؤولين أو الجماهير، التفكير في مجرد التمثيل المشرف أو اجتياز الدور الأول والوصول إلى ربع النهائي بل إلى أبعد نقطة.
ومن المؤكد أن خبرة بلماضي السابقة، كمحترف بالدوري القطري، سواء مع الغرافة أو الخريطيات، ثم قيادته فريق لخويا للفوز بالدوري مرتين متتاليتين في 2011 و2012، ساعدته على اغتنام الفرصة التي جاءته لتدريب أول منتخب في حياته التدريبية. يؤكد بلماضي أن «قطر تملك طموحات كبير في أن تكون كأس آسيا خطوة إضافية ضمن خطتنا الطويلة الأمد، لمؤشرات ترشح اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية للمنافسة على اللقب، ولكن هذا لا يعني أننا لا نمتلك فرصة المنافسة. كل بطولة لها خصوصيتها، وسوف نفعل كل ما بوسعنا كي نكون على قدر التحدي».
بلماضي، وبرغم قيادته للمنتخب القطري في غرب آسيا في ديسمبر (كانون الأول) 2013، فإنه تعاقد رسميا مع الاتحاد القطري في منتصف مارس (آذار) 2014، ولمدة 4 مواسم، وحتى 2018، وبدأ العمل الفعلي منتصف مايو (أيار). حمل بلماضي (38 عاما) لاعب الوسط السابق ألوان مارتيغ وكان ومرسيليا وفالنسيان في فرنسا، ومانشستر سيتي في إنجلترا، ومثل منتخب الجزائر في 20 مباراة دولية سجل خلالها 5 أهداف.
وعلى رغم عودة خلفان إبراهيم إلى صفوف قطر بعد شفائه من الإصابة ووجود حسن الهيدوس المهاجم المتألق هذا الموسم، وظهور نجوم جديدة في قطر، أمثال علي أسد، فإن أصحاب المهارات الخاصة والنجوم والمواهب لم تعد الورقة الرابحة للكرة القطرية في عهد المدرب الجزائري جمال بلماضي، الذي جعل الأداء الجماعي نجم الفريق الأول؛ شعار يرفعه في مبارياته وبطولاته مع الوضع في الاعتبار الدور المهم الذي يلعبه أصحاب المهارات والمواهب في بعض اللحظات المهمة.
وتزيد عودة خلفان إبراهيم واستمرار الهيدوس وأسد من آمال القطريين في تقديم أفضل ما لديهم في كاس آسيا، وتحقيق أفضل إنجازاتهم، لكن هناك نجوما آخرين بات الفريق ومدربه يعتمدان عليهم بشكل كبير، وباتوا من عناصره المهمة لا سيما إسماعيل محمد الجناح الأيمن، وعبد القادر إلياس ومشعل عبد الله رأسا الحربة، وبوعلام خوخي لاعب الوسط المهاجم والظهير الأيسر عبد الكريم حسن الذي يعد من أهم الأوراق الرابحة بيد بلماضي.
وقد انضم إلى هذه المجموعة محمد مونتاري هداف فريق الجيش وصاحب الإمكانيات الهجومية الكبيرة، لا سيما في الكرات العرضية، حيث يُعد من أبرز اللاعبين الذين يسجلون الأهداف برؤوسهم من الركنيات والكرات العرضية، إضافة إلى تميزه بالسرعة الفائقة التي سيحتاجها الفريق في مواجهة الفرق الآسيوية السريعة.
ويعول بلماضي على كل هؤلاء النجوم، رغم اعتماده في المقام الأول على اللعب الجماعي، حيث بات الفريق قادرا على اللعب بأي تشكيل من اللاعبين الذين ضمتهم القائمة النهائية لكاس آسيا.
ومع كل ذلك، تظل آمال الجماهير القطرية معلقة على نجمها الموهوب خلفان إبراهيم، الذي تعتبره الورقة الرابحة الأولى والقادر على قيادة منتخب بلاده إلى النصر، رغم تتويج الفريق في «خليجي 22» في غيابه للإصابة.
الفوز بكأس أمم آسيا.. حلم قطري لم يتحقق بعد
«خليجي 22» تثقل كاهل {العنابي} بمسؤوليات أكبر في أستراليا
الفوز بكأس أمم آسيا.. حلم قطري لم يتحقق بعد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة