في الوقت الذي تجددت فيه المعارك بين قوات الجيش اليمني والجماعة الحوثية الموالية لإيران في جبهات مأرب والجوف بعد هدوء نسبي، صعدت الميليشيات الانقلابية من خروقها للهدنة الأممية في الحديدة ومن استهدافها للأعيان المدنية في أكثر من جبهة، لا سيما في الحديدة وتعز والضالع.
في هذا السياق، أفادت مصادر طبية وشهود في مدنية تعز بأن الجماعة قصفت أمس (السبت) بالمدفعية مستشفى لعلاج الأورام السرطانية ما أدى إلى إصابة اثنين من طاقمه على الأقل والتسبب في أضرار بتجهيزاته وإثارة الهلع في أوساط مرتاديه من النساء ومن سكان الأحياء المجاورة.
وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القصف الحوثي استهدف مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في أحدث تصعيد للجماعة ضد الأعيان المدنية في مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من خمس سنوات، وهو ما دفع المريضات إلى الاختباء في قبو المستشفى.
وجاء الهجوم الحوثي ضد المشفى بالتزامن مع قيام الجماعة الانقلابية بشن حملات نهب وإتاوات من المناطق الخاضعة لها من محافظة تعز بذريعة جمع الأموال للاحتفال بذكرى «المولد النبوي».
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي بأن رصاصة قناص حوثي أصابت أمس (السبت) مسناً من سكان مديرية حيس، ما أدى إلى قتله أثناء نومه، وذلك ضمن خروق الجماعة المتواصلة للهدنة الأممية الهشة في محافظة الحديدة (غرب).
وذكرت المصادر أن المواطن المسن طالب داود خضيري البالغ من العمر 75 عاماً قتل وهو نائم في منزله الكائن في الأطراف الشمالية لمدينة حيس، إثر اختراق رصاصة حوثية عنقه.
وكان خضيري - وفق الإعلام العسكري - ممن قامت الجماعة الانقلابية بتهجيره مع سكان قريته الواقعة شمال مدينة حيس قسراً حيث اتخذت من منازلهم ثكنات عسكرية لها.
في الأثناء، قال المركز الإعلامي لألوية العمالقة إن القوات المشتركة أخمدت (السبت) مصادر نيران حوثية استهدفت مناطق سكنية شرق مدينة الحديدة، ضمن خروق الميليشيات المتكررة لعملية وقف إطلاق النار.
ونقل المركز عن مصدر عسكري قوله إن «القوات المشتركة حددت مصادر نيران للميليشيات الحوثية، وتمكنت من الرد عليها وإخمادها، عقب استهدافها لمناطق سكنية شرق المدينة، حيث استخدمت الأسلحة المناسبة لإخماد مصادر النيران وحققت إصابات مباشرة موقعة قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين». وكان الإعلام العسكري أفاد يوم الجمعة الماضي بأن الميليشيات استهدفت القرى السكنية ومزارع المواطنين في مناطق متفرقة من مديرية الدريهمي بعشرات قذائف المدفعية الثقيلة، في إطار تصعيدها الخطير جنوب الحديدة.
وذكرت المصادر أن الميليشيات استهدفت قرى سكنية ومزارع المواطنين بعشرين قذيفة هاون ثقيل عيار 120، وبقذائف مدفعية B10 بصورة كثيفة ومتواصلة ما تسبب في إثارة حالة من الذعر والهلع سادت في صفوف المواطنين جراء تصاعد الانتهاكات الحوثية للهدنة الأممية.
وفي محافظة الضالع (جنوب) كانت مصادر الإعلام العسكري أفادت بأن الميليشيات الحوثية استهدفت طفلا برصاصة قناص أثناء لعبه بعد ظهر الجمعة في منطقة مريس شمال المحافظة التي تشهد مواجهات مستمرة بين قوات الجيش والمقاومة والميليشيات الحوثية.
وبحسب المصادر، كان الطفل محمد المطار يلعب أمام منزله بقرية الجروف في منطقة مريس قبل تعرضه لعيار ناري من قناص حوثي في رأسه، استمراراً لجرائم الجماعة الانقلابية بحق المدنيين، وفق تعبير المصادر.
في سياق ميداني متصل، تجددت المعارك في جبهات محافظة مأرب لا سيما في جنوبها وغربها بين قوات الجيش والميليشيات الحوثية، حيث شنت الأخيرة هجمات متزامنة على مواقع خاضعة للجيش دون أن تحرز أي تقدم، وفق ما ذكره الإعلام العسكري التابع للجيش اليمني.
وقال الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت): «إن عددا من عناصر ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران لقوا مصرعهم، يوم الجمعة، بنيران الجيش في جبهة نهم، شرق محافظة صنعاء. واستهدفت قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية، الميليشيا الحوثية، في مواقع متفرقة، في جبهة نهم، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، وذلك بالتزامن مع قيام مقاتلات تحالف دعم الشرعية، باستهداف تعزيزات للميليشيا الحوثية في الجبهة ذاتها، وتكبيدها خسائر في العدة والعتاد، بحسب ما أكده الموقع العسكري.
وكان وكالة «سبأ» الرسمية ذكرت أن الجيش خاض مسنوداً بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية، الجمعة، «معارك بطولية ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية في جبهات مديرية نهم شرق محافظة صنعاء، وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات».
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر عسكرية قولها إن «ما لا يقل عن 20 عنصراً من ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم بنيران الجيش الوطني والمقاومة، إلى جانب العديد من الجرحى، وخسائر أخرى كبيرة في العتاد».
وأوضحت المصادر أن «طيران تحالف دعم الشرعية استهدف بعدّة غارات تجمعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة، وكبّد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات منها تدمير عربتين و3 أطقم قتالية مع مصرع جميع من كانوا على متنها».
خروق حوثية للهدنة الأممية وتجدد للمعارك في ضواحي مأرب
الميليشيات الإنقلابية استهدفت طفلا برصاصة قناص أثناء لعبه في منطقة مريس شمال محافظة الضالع
خروق حوثية للهدنة الأممية وتجدد للمعارك في ضواحي مأرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة