منع الاختلاط بين الجنسين في مدارس حكومية أميركية.. قضية تعود إلى الجدل

تربويون: أنجلينا تتعلم بشكل مختلف عن أنغلو.. ومنتقدون للقرار: يمكن أن يرسخ لـ«الإقصاء»

أحد الفصول الابتدائية المخصصة للأولاد فقط في مدرسة فورت لودرديل بولاية فيلادلفيا الأميركية (نيويورك تايمز)
أحد الفصول الابتدائية المخصصة للأولاد فقط في مدرسة فورت لودرديل بولاية فيلادلفيا الأميركية (نيويورك تايمز)
TT

منع الاختلاط بين الجنسين في مدارس حكومية أميركية.. قضية تعود إلى الجدل

أحد الفصول الابتدائية المخصصة للأولاد فقط في مدرسة فورت لودرديل بولاية فيلادلفيا الأميركية (نيويورك تايمز)
أحد الفصول الابتدائية المخصصة للأولاد فقط في مدرسة فورت لودرديل بولاية فيلادلفيا الأميركية (نيويورك تايمز)

في حجرة دراسية للصف الثالث الابتدائي كانت الجدران مزينة بأشكال فهود وحمير مخططة، وتجد أقلاما وأصابع صمغ في علب زهرية اللون وملصقا يحمل عبارة «تصرف بشكل جميل طوال الوقت». أما في الحجرة المجاورة فتجد صورا مقصوصة لسيارات سباق ولاعبي كرة قدم تزين الجدران، ولافتة خلف مكتب المعلم عليها عبارة «ركن المدربين».
في الحجرة الأولى طالبات في الصف الأول الابتدائي، بينما في الحجرة الثانية طلبة من الذكور في الصف نفسه. كان عدم الاختلاط بين الجنسين في التعليم شائعا حتى القرن الـ19 عندما تراجعت شعبيته باستثناء بعض المدارس الخاصة أو التابعة للأبرشيات، لكنه يعود مجددا في المدارس الحكومية الأميركية حيث يسعى التربويون إلى التوصل لوسائل لتحسين المستوى الدراسي خاصة بين الفقراء. وفي مدرسة «تشارلز درو» الابتدائية على أطراف فورت لودرديل، هناك فصل بين الجنسين في نحو ربع الصفوف الدراسية استنادا إلى نظرية تقول باحتمال تأثير الاختلافات بين الفتيان والفتيات على كيفية تعلمهم وتصرفهم. ويقر معلمون «بأهمية فهم أن أنجلينا تتعلم بشكل مختلف عن أنغلو»، كما توضح أنجلين فلاورز، ناظرة مدرسة «تشارلز درو»، وهي واحدة من عدة مدارس حكومية في مقاطعة بروورد التي بها بعض الصفوف غير المختلطة.
بوجه عام لا تتمتع تلك النظرية بثقل عند علماء الاجتماع، لكن تلاحظ فلاورز أنه بعد فتح تلك الصفوف الدراسية بالمدرسة، يحق لكافة الطلاب بها تقريبا الحصول على وجبات غداء مجانية أو بسعر منخفض منذ عامين، بدأ المستوى الدراسي لطلبتها في التقدم. كذلك شهدت أماكن أخرى أوجها مماثلة من التقدم، مما أدى إلى انتشار الصفوف غير المختلطة في مدارس حكومية بمناطق تعليمية أخرى من بينها شيكاغو ونيويورك وفيلادلفيا.
وصرحت وزارة التعليم في الحكومة الفيدرالية بأن هناك صفا واحدا غير مختلط على الأقل في نحو 750 مدرسة حكومية في مختلف أنحاء البلاد، وهناك 850 مدرسة حكومية كل صفوفها غير مختلطة. ورغم عدم توافر إحصاءات حكومية في السنوات القليلة الماضية، بلغ عدد المدارس الحكومية التي كان بها صف واحد غير مختلط على الأقل خلال العام الدراسي 2004-2005 122 مدرسة، بينما بلغ عدد المدارس التي لا يوجد بها سوى صفوف غير مختلطة خلال العام نفسه 34 مدرسة، بحسب تقديرات الهيئة القومية للتعليم الحكومي غير المختلط.
ويقول منتقدون إنه لا يوجد دليل دامغ على وجود اختلافات جوهرية في تطور المخ عند البنين والبنات وإن الفصل بين الأطفال على أساس النوع يمكن أن يكرّس للتنميط الراسخ. وقالت ريبيكا بيغلر، الاختصاصية النفسية في جامعة تكساس، إن الفصل على أساس النوع أو أي تصنيف اجتماعي آخر يزيد من التنميط والقولبة الناجم عن التحامل. وتوضح بيغلر قائلة: «إنك تقول إن هناك مشكلة في الاعتقاد بضرورة التمييز بين الجنسين. وبدلا من التعامل مع هذا الأمر، تقصي أحد الجنسين». ويثير هذا قلق الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، الذي قدم خلال العام الحالي شكاوى بالتعاون مع وزارة التعليم ضد 4 مناطق تعليمية في ولاية فلوريدا بتهمة انتهاك قانون الحقوق المدنية الفيدرالي وتبرير الفصل بين الجنسين في الصفوف الدراسية على أساس «قوالب عامة».
كذلك قدم الاتحاد شكوى في أوستين بولاية تكساس ضد مدرستين جديدتين بها صفوف غير مختلطة وهناك شكاوى معلقة في إداهو وويسكونسن وشكوى أخرى مقدمة منذ عقدين من الزمن في نيويورك.
وأسفرت الدعاوى القضائية في ولاية لويزيانا وويست فيرجينيا عن إعادة الصفوف الدراسية غير المختلطة إلى عهدها السابق. وكثيرا ما يشير المدافعون عن الصفوف غير المختلطة إلى الشجار بين الفتيان الذين يتأخرون دراسيا عن الفتيات في اختبارات القراءة التي تقيس درجة الفهم ويواجهون مشاكل أكثر من الفتيات في الانضباط ويتسربون من التعليم. كذلك يرى التربويون أن مستوى الفتيات الدراسي في العلوم أقل من الفتيان وأنهم سيستفيدون أكثر إذا كانوا مع الفتيات فقط. ويقول مسؤولون في مدارس إن وجود الجنس الآخر في الصف الدراسي يؤدي إلى تشتيت انتباه الأطفال.
ومن المقرر أن تصدر إدارة أوباما خلال الأسبوع الحالي تعليمات للمناطق التعليمية استجابة للشكاوى المقدمة من الاتحاد وزيادة عدد الصفوف غير المختلطة. وربما تستطيع تلك المدارس إقامة تلك الصفوف غير المختلطة إذا تمكنت من تقديم دليل على أن هذا يحسن المستوى الدراسي أو الالتزام على نحو يعجز عنه التعليم المختلط. يجب أن يكون لدى الطلبة بديل للتعليم المختلط، وعلى الأسر التطوع بإرسال أطفالهم إلى صفوف غير مختلطة. مع ذلك تنص التعليمات على أن الدليل على وجود اختلافات بيولوجية عامة بين الجنسين لا يكفي للسماح للمعلمين باختيار طرق أو وسائل تعليم تختلف باختلاف النوع.
وأوضحت كاثرين لامون، وكيل الوزارة لشؤون الحقوق المدنية، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «ما يقلقني هو قدرة المدارس على بناء العملية التعليمية على أساس من القوالب. لا ينبغي لمدرسة أن تعلم الأطفال النظر بدونية لأنفسهم». قد يكون الطلب من المدارس تقديم أدلة على تحسن المستوى الدراسي طلبا صعب المنال. وإجمالا لا يرى الباحثون أي فوائد دراسية للتعليم غير المختلط، وليس له أيضا أي تأثير سلبي. وقالت جانيت هايد، الاختصاصية النفسية في جامعة ويسكونسن في ماديسون التي حللت 184 دراسة تغطي 1.6 مليون طفل على مستوى العالم، إن الدراسات التي توضح تقدم المستوى الدراسي تضمنت في أحوال كثيرة عوامل أخرى لا تمت بصلة إلى تأثير عدم الاختلاط.
ويقول المؤيدون إن الفتيات يتشاركن الاهتمامات، وكذلك يفعل الفتيان مع بعضهم البعض، أكثر مما يفعل كل منهم مع الآخر في العمر نفسه. وقال ليونارد ساكس، طبيب أطفال ومؤلف عدد من الكتب التي تتناول الفروق بين الجنسين ومنها «لماذا النوع مهم»: «مع ذلك نحن نقوم بالفصل على أساس العمر وهو أمر لا يدعمه أي دليل».
بحسب الشكوى المقدمة من الاتحاد في مقاطعة بروورد، اعتمدت المنطقة التعليمية على بيانات من ساكس وكذا من «غوريان إنستيتيوت» التي أسسها مايكل غوريان مؤلف عدة كتب منها «طرق تعلم الفتيان والفتيات مختلفة» في كولورادو.
وتوضح الشكوى أن مواد التدريب أشارت إلى أن «الدروس التي يكون فيها تنافس لطيف قد تكون أكثر تأثيرا على الصبية» وأن «الدروس التي تتضمن مفردات عاطفية قد تكون أكثر تأثيرا على الفتيات». وتم توجيه المعلمين إلى أن يكونوا «أكثر تسامحا مع حاجة الصبية إلى التململ وحاجة الفتيات إلى الحديث أثناء الصف».
عانت الكثير من المدارس، التي بها صفوف دراسية غير مختلطة، من أداء الطلبة الدراسي، وهيمنت عليها الأقليات المتعصبة في الأحياء الفقيرة. وقالت غالين شيروين، المحامية لدى مشروع حقوق المرأة التابع للاتحاد الأميركي للحريات المدنية: «يتطلع الآباء إلى خيارات أفضل. وتعمل المناطق التعليمية على الترويج لتلك الخيارات باعتبارها حلا على أساس من الأدلة المدلسة وغير المدعومة».
وفي صباح أحد الأيام في مدرسة «ديلارد» الابتدائية في فورت لودرديل، التي يمثل عدد الطلبة السود فيها 98 في المائة من الطلبة وينتمون إلى أسر محدودة الدخل، تحدثت مليسا دينغل ماسون، معلمة الرياضيات للصف الثالث الابتدائي، عن بعض التدريبات. وقالت عن الصبية الذين كانت تدرس لهم قبل أن تأتي معلمة القراءة والعلوم الاجتماعية لتحل محلها وتدرس هي للفتيات: «أنا قادرة على إخراج أفضل ما لديهم وتضمين ألعاب رياضية وأشياء أخرى». وأضافت أنها أحبت تحويل دروس الرياضيات إلى ألعاب لأن الصبية يحبون «المنافسة».
وبدا الصبية في صفها منشغلين ومتحمسين للعمل. وقال جهيم جونز البالغ من العمر 8 سنوات إنه يفضل مكانا خاليا من الفتيات في المدرسة لأنهن «مسيطرات». وفي الردهة في حصة القراءة والدراسات الاجتماعية في الصف الثالث الابتدائي، أظهرت روث لويسينت، التي كانت تشرف على كل الفتيات في ذلك الوقت، صندوقا كانت تحتفظ به في حجرة تخزين سترات زرقاء، وقالت إن الفتيات يشعرن بالبرد أكثر من الفتيان. وفي حصص الهجاء والمفردات التي تتضمن نشاطا رياضيا، أحضرت لويسينت حلقات الهولا هوب وكرات مطاطية صغيرة للفتيات، بينما يحصل الصبية على اليويو والعصي ومضارب الريشة. وقالت إنها تدرس المنهج نفسه لكلا الجنسين، لكن مع تغيير بعض التفاصيل؛ فعلى سبيل المثال عندما تشغل موسيقى في الحجرة الدراسية، تفضل أغاني مايكل جاكسون عند وجود الصبية، بينما تفضل الموسيقى الهادئة لفرق مثل «إنيغما» عند وجود الفتيات.
وقالت إنغيلا براون، ناظرة «ديلارد»، إن الصبية في الصفوف غير المختلطة يحضرون بشكل أكثر انتظاما عن الصفوف المختلطة، كذلك ترتفع علاماتهم الدراسية في اختبارات القراءة والرياضيات. مع ذلك تمثل أكبر تحسن في انخفاض معدل مخالفة النظام والشجار. وقالت براون: «يحاول الفتيان إثارة إعجاب الفتيات، بينما تحاول الفتيات إثارة إعجاب الفتيان وقد أزلنا هذا العائق من الطريق».
في أنحاء مقاطعة بروورد، خلص تقييم خارجي قامت به شركة أبحاث «ميتيس أسوسيتيس» إلى أنه بعد عامين من فتح صفوف غير مختلطة في 5 مدارس، تراجع معدل مخالفات نصف عدد الطلبة تقريبا وتراجع معها معدل معاقبتهم مقارنة بالعام السابق.
وأشار التحليل الأولي لنتائج الاختبارات في الولاية إلى تحسن المستوى الدراسي لنحو 75 في المائة من الطلبة المسجلين بمادة القراءة في الصفوف غير المختلطة، في حين اقتربت نسبة ارتفاع درجات طلبة المرحلة الابتدائية في الصفوف غير المختلطة بمادة الرياضيات من الـ70 في المائة.
وقال مسؤولون في مقاطعة بروورد إنه رغم فتح الإدارة التعليمية صفين غير مختلطين في المدرسة الإعدادية خلال العام الحالي، لم يخطط الإداريون للتوسع السريع. وقالت ليونا ميراكولا، مديرة البرامج المبتكرة للمدارس الحكومية في مقاطعة بروورد، إن المنطقة التعليمية تلتزم بالقانون الفيدرالي «جيدا». وترى شينيلا جونسون، الطالبة في الصف الثالث الابتدائي في مدرسة «تشارلز درو» وتبلغ من العمر 9 سنوات أن صف به فتيات فقط «نعمة»، حيث تقول إن الصبية «مزعجون». وأضافت أنه في غياب الصبية «نتعلم أشياء جديدة».
* خدمة «نيويورك تايمز»



وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.