قال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أمس (الجمعة)، إنه يتعين على الحكومات الأوروبية اتخاذ إجراءات فورية ومحددة في مجال الصحة العامة، لوقف «استنزاف أنظمة الرعاية الصحية»، بسبب زيادة الإصابات بفيروس «كوفيد - 19». وقال المركز التابع للاتحاد الأوروبي في تقييم مُحدث، إن تعرض السكان للعدوى لا يزال مرتفعاً، إذ تشير البيانات إلى أن مستويات المناعة أقل من 15 في المائة في معظم المناطق، وأن معدل الوفيات الإجمالي يرتفع منذ أكثر من شهر. ويغطي المركز، الذي يوجد مقره في استوكهولم، الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والنرويج وآيسلندا وليختنشتاين.
وقالت أندريا أمون مديرة المركز: «أصبح تأثير الضغط على خدمات الرعاية الصحية والوفيات واضحاً بشكل متزايد... في ظل المستويات العالية لانتشار العدوى في المجتمع، بحيث أصبحت حماية المعرضين للخطر أكثر صعوبة، ومن الضروري اتخاذ إجراءات قوية في مجال الصحة العامة للتصدي لخطر وشيك يتمثل في استنزاف أنظمة الرعاية الصحية». وحذر المركز الأوروبي من أن الزيادة الإقليمية في الإصابات الجديدة «تمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة»، وحث السلطات على تكثيف الإجراءات. وقال المركز إن نحو 24 دولة أوروبية مصنفة الآن على أن لديها خطراً وبائياً مرتفعاً.
وأوضح أن قبرص وإستونيا وفنلندا واليونان وليختنشتاين والنرويج استثناء، حيث لديها «وضع وبائي مستقر». وحث المركز الحكومات وسلطات الصحة على ضمان تباعد اجتماعي بين الأفراد والحفاظ على نظافة اليدين والسماح للأشخاص بالعمل عن بعد وتقييد عدد الأشخاص في التجمعات الداخلية والخارجية. وأضاف أنه يجب على سلطات الصحة العامة أيضاً «تعزيز قدرات أجهزة الرعاية الصحية للتعامل مع الأعداد الكبيرة المحتملة لمرضى كوفيد - 19»، و«خفض خطر نقل العدوى في منشآت الرعاية على المدى البعيد». وأشار المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها إلى زيادة حالات عدوى الفيروس وليس زيادة الفحوص.
ويثير تطور وباء «كوفيد - 19» حالياً «قلقاً بالغاً» في 24 بلداً في الاتحاد الأوروبي. وأعلن رئيس الوزراء البولندي أمس، أن البلاد بأكملها ستدخل «المنطقة الحمراء» مع إغلاق جزئي للمدارس الابتدائية والمطاعم. وفي فرنسا، فالت إجمالي الإصابات مليون حالة، وسيتم تمديد حظر التجول ابتداءً من اليوم (السبت)، ليشمل 38 مقاطعة جديدة، وبولينيزيا لمواجهة انتشار الفيروس «الحاد للغاية». كذلك، سيفرض على ملايين البريطانيين قيوداً محلية أكثر صرامة. وقال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أمس، إن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في إسبانيا تجاوز رسمياً هذا الأسبوع عتبة المليون إصابة بكورونا. وأضاف: «العدد الفعلي للمصابين تجاوز ثلاثة ملايين من مواطنينا»، موضحاً أن هذا الفارق الهائل ناجم عن انخفاض نسبة الذين كشفت إصابتهم في بداية الوباء.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 1139406 أشخاص على الأقل في العالم، منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية أمس (الجمعة)، استناداً إلى مصادر رسمية.
وسجلت أكثر من 41767540 إصابة مثبتة، بينما تعافى 28531800 شخص على الأقل. والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً مع 223059 وفاة، تليها البرازيل (155900) والهند (117306) والمكسيك (87894) والمملكة المتحدة (44347).
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، أظهرت تقديرات لدراسة محاكاة أن وفيات «كوفيد - 19» في الولايات المتحدة قد تتخطى نصف مليون بنهاية فبراير (شباط) العام المقبل، لكن يمكن إنقاذ أراوح نحو 130 ألفاً منهم إذا التزم الجميع بوضع الكمامات. والتقديرات التي أجراها باحثون في معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن تشير إلى أن عدم وجود كثير من الخيارات العلاجية الفعالة لـ«كوفيد - 19» والافتقار حتى الآن إلى لقاح للوقاية من المرض يعني أن الولايات المتحدة تواجه «تحدياً مستمراً يشكل خطراً على الصحة العامة من كوفيد - 19 خلال الشتاء». كما خلصت الدراسة إلى أن الولايات الكبيرة المكتظة بالسكان، مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا، ستواجه عل الأرجح معدلات مرتفعة للإصابات والوفيات بالمرض وكذلك تزايداً في احتياجات المستشفيات والطلب على مواردها.
أوروبا تخشى «استنزاف» الوباء لأنظمتها الصحية
أوروبا تخشى «استنزاف» الوباء لأنظمتها الصحية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة