إيرادات هزيلة للأفلام المصرية رغم استئناف العروض منذ 4 أشهر

الصنّاع يعزون الأسباب لإجراءات «كورونا»

لقطة لهنا الزاهد وأحمد حاتم في فيلم «الغسالة»
لقطة لهنا الزاهد وأحمد حاتم في فيلم «الغسالة»
TT

إيرادات هزيلة للأفلام المصرية رغم استئناف العروض منذ 4 أشهر

لقطة لهنا الزاهد وأحمد حاتم في فيلم «الغسالة»
لقطة لهنا الزاهد وأحمد حاتم في فيلم «الغسالة»

حققت الأفلام المصرية التي تم عرضها خلال الأسابيع القليلة الماضية، إيرادات هزيلة، رغم مرور نحو 4 أشهر على استئناف عمل دور العرض بعد «إغلاق كورونا» في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، وذلك عكس ما توقعه صناع هذه الأعمال؛ إذ كانوا يعتقدون أن طرح أعمال جديدة لفنانين بارزين سوف يساهم في زيادة الإقبال الجماهيري على دور السينما، وزيادة الإيرادات، لكن مخاوف تفشي الوباء وبعض إجراءات مجابهة «كورونا» تسببت في ضعف الإقبال وتراجع الإيرادات.
فيلم «الخطة العايمة»، أحدث الأفلام المصرية التي تم طرحها أخيراً بدور العرض، بطولة غادة عادل وعلي ربيع، ومحمد عبد الرحمن، لم يحقق إلا نحو 5 ملايين جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل نحو 16 جنيهاً مصرياً) خلال أسبوعين، في حين لم يحقق فيلم «زنزانة 7» بطولة نضال شافعي وأحمد زاهر، سوى 7 ملايين جنيه خلال 5 أسابيع.
المنتج والموزع لؤي عبد الله، عبّر عن استيائه من الإيرادات الهزيلة التي حققتها الأفلام المصرية خلال الأسابيع الماضية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، «نحن كموزعين وأصحاب دور عرض لسنا راضين تماماً عن الإيرادات الجارية، خصوصاً بعد أن توقعنا زيادة الإيرادات إذا قمنا بضخ أفلام جديدة لتشجيع الناس على الذهاب للسينما، لكن الخوف من الإصابة بـ(كورونا)، منع الكثيرين عن الحضور».
ويضيف، أن «دور السينما ملزمة بتطبيق نسبة الـ50 في المائة من الطاقة الاستيعابية لكل دار، مع إلزام الجمهور بارتداء بالكمامات وترك كرسي شاغر بين كل فرد وآخر»، مشيراً إلى أن «أكثر السينمات تأثراً بالجائحة في مصر هي الموجودة داخل المولات التجارية؛ لأنه يتم إغلاقها بالتزامن مع موعد انتهاء عمل المول في تمام الساعة العاشرة مساءً؛ بما يعني أنه تم إلغاء حفلتي التاسعة ومنتصف الليل».
وحصد فيلم «توأم روحي» بطولة حسن الرداد وأمينة خليل وعائشة بن أحمد مبلغ 12 مليوناً و354 ألف جنيه خلال 9 أسابيع، كما حصد فيلم «الغسالة» بطولة هنا الزاهد وأحمد حاتم نحو 15 مليون جنيه خلال 12 أسبوعاً.
ويرى عبد الله، أن تخوف الجماهير من حدوث موجة ثانية من «كورونا» قد يكون من بين أسباب ضعف الإقبال والإيرادات خلال الفترة الماضية والمقبلة، ويقول «هذا الوضع المقلق يجعلني كمنتج أتردد جداً في طرح فيلم (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) بطولة كريم عبد العزيز ودينا الشربيني، والذي كنا قد نوّهنا عن طرحه قريباً، ولكن بالتأكيد لن أطرحه لأن الوضع الراهن ضبابي ومقلق للغاية مع التحذيرات من حدوث موجة ثانية من (كورونا)».
ويلفت عبد الله إلى «أن الوضع لو استمر هكذا، فإنه لن يطرح أفلاماً جديدة في موسم رأس السنة السينمائي»، واصفاً هذا الإجراء بـ«الكارثة الكبرى»؛ لأنه لو امتنع المنتجون عن عرض أفلامهم في هذا الموسم، فإنه لن يكون أمامهم سوى موسم عيد الفطر في العام المقبل».
يذكر أنه في الوقت نفسه من العام الماضي حققت أفلام مصرية إيرادات كبيرة جداً، من بينها «ولاد رزق 2» والذي حقق إيرادات اقتربت من حاجز مائة مليون جنيه، وفيلم «الفيل الأزرق 2» الذي حقق 102 مليون في 14 أسبوعاً، وفيلم «خيال مآتة» 37 مليوناً في 12 أسبوعاً.
بدوره، كشف محمد عبد المجيد، مدير سينما «بندر» بحي المعادي، (جنوب القاهرة) في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، عن أن نسبة الإشغال الحقيقية في دور العرض المصرية لم تتخط نسبة 35 في المائة؛ بسبب ضعف إقبال الجمهور على دور العرض خوفاً من «كورونا». معتبراً أن الإيرادات التي حققتها الأفلام الحالية معقولة ومناسبة وفق نسب الإشغال الفعلية.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».