كوريا الشمالية تحذّر: الغبار الأصفر القادم من الصين قد يحمل «كورونا»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يعطي توجيهاته في العاصمة بيونغ يانغ (رويترز)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يعطي توجيهاته في العاصمة بيونغ يانغ (رويترز)
TT

كوريا الشمالية تحذّر: الغبار الأصفر القادم من الصين قد يحمل «كورونا»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يعطي توجيهاته في العاصمة بيونغ يانغ (رويترز)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يعطي توجيهاته في العاصمة بيونغ يانغ (رويترز)

دعت كوريا الشمالية مواطنيها إلى البقاء في منازلهم بسبب مخاوف من أن «الغبار الأصفر» الذي يتدفق من الصين قد يجلب معه فيروس «كورونا»، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وأفادت الأنباء بأن شوارع العاصمة بيونغ يانغ كانت خالية فعلياً أمس (الخميس)، بعد التحذير.
وتزعم الدولة أنها خالية من فيروس «كورونا» لكنها في حالة تأهب قصوى منذ يناير (كانون الثاني) مع إغلاق صارم للحدود وقيود على الحركة.
ولا توجد صلة معروفة بين سُحب الغبار الموسمية وفيروس «كورونا».
ومع ذلك، فهي ليست الدولة الوحيدة التي تقترح وجود ارتباط محدد. وزعمت تركمانستان أيضاً أن الغبار المحمّل بالفيروسات هو السبب في مطالبة المواطنين بارتداء الأقنعة.
وبث التلفزيون المركزي الكوري «كي سي تي في» الذي تسيطر عليه الدولة مقاطع جوية خاصة يوم الأربعاء، محذراً من تدفق الغبار الأصفر في اليوم التالي. كما أعلنت السلطات فرض حظر على مستوى البلاد لأعمال البناء في الهواء الطلق.
ويشير الغبار الأصفر إلى الرمال من الصحاري المنغولية والصينية التي تهبّ على كوريا الشمالية والجنوبية في أوقات معينة من العام. ويتداخل مع الغبار السام الذي أثار مخاوف صحية لسنوات في كلا البلدين.
وقالت صحيفة حكومية كورية شمالية أمس: «يجب على جميع العمال أن يدركوا بوضوح خطر غزو الفيروسات الخبيثة»، ضمن استجابة لسحابة الغبار.
كما أفادت السفارات بأنها تلقت تحذيراً بشأن مخاوف بيونغ يانغ من الغبار.
وقالت السفارة الروسية في بيونغ يانغ على صفحتها على «فيسبوك» إن وزارة خارجية كوريا الشمالية حذرتها والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية الأخرى في البلاد من العاصفة الترابية، وأوصت جميع الأجانب بالبقاء في منازلهم وإغلاق نوافذهم بإحكام.

* هل يمكن أن تتسبب سحب الغبار في ظهور «كوفيد - 19»؟
أفاد موقع الأخبار المتخصص «إن كي نيوز» بأن وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية قد بررت أن البحث الذي يربط بين فيروس «كورونا» والانتقال عبر الهواء يعني أنه «يجب أن يؤخذ تدفق الغبار الأصفر القادم على محمل الجد».
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض إن فيروس «كورونا» يمكن أن يظل معلقاً في الهواء «لساعات». ومع ذلك، تقول أيضاً إنه من النادر جداً إصابة شخص بهذه الطريقة خصوصاً في الهواء الطلق. وأن الطريقة الرئيسية للإصابة بالعدوى هي الوقوف على مقربة من شخص مصاب قد ينشر الفيروس من خلال الرذاذ.
ورفضت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية المجاورة أيضاً الإشارة إلى أن الغبار الأصفر القادم من الصين قد ينشر «كوفيد - 19» إلى الشمال باعتبار الأمر «مستحيلاً».
وعلى الرغم من الادعاء بعدم وجود حالات إصابة بفيروس «كورونا» في البلاد، فإن هناك مخاوف عميقة بشأن المرض في كوريا الشمالية، وعقد الزعيم كيم جونغ أون اجتماعات رفيعة المستوى لضمان استمرار القيود المشددة.
وقال محللون إنه من غير المرجح أن تكون كوريا الشمالية خالية من أي حالات إصابة بفيروس «كورونا» على الإطلاق.
وقد تلاشى الغبار من شبه الجزيرة الكورية اليوم (الجمعة)، ومن المتوقع أن يبقى الوضع على هذا النحو في عطلة نهاية الأسبوع.


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».