خلط انقسام القوى السياسية حول تسمية رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، أوراق التحالفات، وساهم في تشظّي قوى «8 آذار» بين المحاور والتيارات الكبيرة، للمرة الأولى منذ الانتخابات الرئاسية في عام 2016؛ بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» و«حركة أمل».
ولا يرى نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، أن هذا الانقسام أمر طارئ؛ بالنظر إلى أن «الاصطفاف العمودي بين (8) و(14) بدأ بالزوال منذ زمن» في إشارة إلى تحولات رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط والتسوية الرئاسية في 2016 و«اتفاق معراب» في 2015، عادّاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض الأطراف ترى أن الحريري يجب ألا يكلف ليستمروا بلعبة انهيار الدولة». وقال: «هذا خطأ استراتيجي»، مشدداً على أن «إعادة إنتاج الدولة تتطلب النظر بواقعية، ونعيد توحيد المكونات الأساسية بالبلد؛ مسيحيين وسنة وشيعة. لذلك؛ أعتقد أن تكليف الحريري أمر في غاية الضرورة على المستوى الاستراتيجي، لأنه يعزز منطق الدولة».
ومع اختلاف الأسباب التي تدفع «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» والقوى الأخرى إلى عدم تسمية الحريري، يرى الفرزلي أنه في النهاية «يلتقون على هدف واحد ويصلون إلى نتيجة واحدة، رغم اختلاف المنطلقات والأسباب الدافعة لذلك»، ويؤكد أن رفض الحريري مهما كانت المبررات «يخدم إبقاء الطائفة السنية مستباحة لشتى التدخلات الخارجية من تطرف ودول تسعى للدخول إلى الساحة اللبنانية، والشمال اللبناني غير دليل على ذلك، لأن الظلام يقوي التيارات المتطرفة». ويشدد الفرزلي على أن «الحريري هو أكثر المؤهلين والمقبولين لدى أوسع قاعدة ليلعب هذا الدور وإثبات المرجعية السنية وتعزيز الاستقرار».
ويمثل الاختلاف حول تسمية الحريري في صفوف «8 آذار» الاختبار الثاني للانقسام بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2016؛ حيث انقسمت بين مؤيد لانتخاب الرئيس ميشال عون ومعارض له. وكانت «أمل» و«تيار المردة» من أبرز القوى التي أحجمت عن انتخاب عون في ذلك الوقت.
ويتكرر الانقسام نفسه في تسمية الحريري. فقد ظهر أن «أمل» و«المردة» من أبرز القوى التي تتجه لتسميته، فيما يحجم «التيار الوطني الحر» عن تسميته، ولم يصدر «حزب الله» موقفاً واضحاً رغم أن التقديرات في فريق «8 آذار» تشير إلى أن «الحزب» لن يسمي الحريري.
ويلتزم النائب طلال أرسلان بموقف «التيار الوطني الحر»، كما يتخذ 4 نواب من «اللقاء التشاوري» الذين يُطلق عليهم اسم «سنة 8 آذار» موقفاً معارضاً لتسمية الحريري، علماً بأنهم كانوا 6 نواب في السابق، وخرج من اللقاء النائب جهاد الصمد الذي كسر اتصال النائب بهية الحريري به في الأسبوع الماضي الجليد بينهما، كما أن النائب قاسم هاشم يلتزم موقف «كتلة التنمية والتحرير» (يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري) التي ينتمي إليها أيضاً.
وأظهرت كتلة نواب «الطاشناق» تمايزاً عن موقف «التيار الوطني الحر»، باتجاهها لتسمية الحريري، رغم أن الكتلة تعد من المقربين من العهد ومن ضمن الكتل المنضوية ضمن «تكتل لبنان القوي»، وينسحب ذلك أيضاً على بعض الشخصيات المسيحية المستقلة.
تكليف الحريري يخلط الأوراق بين قوى «8 آذار»
الفرزلي قال إن عودته لرئاسة الحكومة «تعزز منطق الدولة»
تكليف الحريري يخلط الأوراق بين قوى «8 آذار»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة