إسرائيل لاتهام شرطي قتل فلسطينياً مصاباً بالتوحد

والدة إياد حلاق المصاب بالتوحد تقبّل صورة ابنها الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية في يونيو (أ.ب)
والدة إياد حلاق المصاب بالتوحد تقبّل صورة ابنها الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية في يونيو (أ.ب)
TT

إسرائيل لاتهام شرطي قتل فلسطينياً مصاباً بالتوحد

والدة إياد حلاق المصاب بالتوحد تقبّل صورة ابنها الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية في يونيو (أ.ب)
والدة إياد حلاق المصاب بالتوحد تقبّل صورة ابنها الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية في يونيو (أ.ب)

أكدت وزارة العدل الإسرائيلية، الأربعاء، أنها بصدد وضع لائحة اتهام بالقتل غير العمد لشرطي إسرائيلي، أطلق النار في وقت سابق من العام، على شاب فلسطيني مصاب بالتوحد فأرداه داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
وقتل أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية في 30 مايو (أيار) الماضي، الشاب إياد الحلاق (32 عاماً) بينما كان يسير إلى مدرسته لذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن ظن الضباط خطأً أنه مسلح.
ووقعت الجريمة بالقرب من باب الأسباط، أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وقالت الوزارة في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الضابط الذي أطلق النار على الشاب الحلاق (والذي لم يأتِ البيان على ذكر اسمه)، لم يتبّع قواعد الشرطة والمعايير الخاصة بإطلاق النار، كما أنه «لم يلجأ إلى بدائل أخرى مناسبة». وبحسب البيان، فإن «القتيل لم يشكل أي خطر على الشرطة أو المدنيين في مكان الحادث». وتعتبر هذه الخطوة أولية؛ إذ يجب تثبيت التهم الموجهة إلى القاتل في جلسة استماع قبل تحويل ملف القضية إلى المحاكمة.
ويواجه الشرطي عقوبة بالسجن لمدة 12 عاماً كحد أقصى. وقال بيان الوزارة، إن عناصر الشرطة الذين كانوا في مكان الحادث، اعتقدوا أن الحلاق إرهابي بسبب سلوكه «المشبوه»؛ إذ إنه بدأ بالركض عندما أمروه بالتوقف فقاموا بمطاردته.
من جهته، رحب المحامي خالد زبارقة، أحد محامي عائلة الشاب الفلسطيني، بالقرار الإسرائيلي، لكنه اعتبره «غير كاف». وأضاف زبارقة للوكالة، أن «ظروف الجريمة من وجهة نظرنا تقول إن القتل كان متعمداً؛ لأن الشهيد لم يكن يشكل أي خطر، ولم يقم بأي شبهة ليستهدف ويقتل بهذه الطريقة البشعة».
وأكد والده خيري الحلاق في وقت سابق، أن ابنه «كان يعاني من طيف التوحد، هو شخصية رزينة، يبلغ من العمر 32 عاماً، لكن عمره العقلي هو ثماني سنوات فقط». وأفاد شهود عيان حينها، بأن الحلاق أصيب بالذعر بعدما صرخ عليه عناصر الشرطة.
ولاقت قضية الشاب الفلسطيني استنكار وغضب الفلسطينيين الذين احتشدوا في بيت العزاء وفي الجنازة. وأطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم «حياة الفلسطينيين مهمة» (#PalestinianLivesMatter) على نسق الوسم المتداول في الولايات المتحدة منذ وفاة جورج فلويد الأميركي الأسود، خلال عملية توقيفه على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا.
كما استخدم وسم «فلسطين ستكون حرة» (PalestineWillBeFree#). ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الحادثة بأنها «مأساة». وأشارت وزارة العدل إلى إغلاق ملف الضابط المسؤول عن مكان الحادثة، والذي استجوب في القضية، لكنه لن يواجه اتهامات. وعلق المحامي زبارقة على الأمر، مؤكداً على أن محامي العائلة بصدد دراسة قرار الوزارة من جميع جوانبه للوصول إلى الاستنتاجات القانونية اللازمة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.