إسرائيل بصدد وضع لائحة اتهام بحق شرطي قتل فلسطينياً مصاباً بالتوحد

والدة الشاب الفلسطيني إياد الحلاق تحمل هاتفاً عليه صورته (أ.ف.ب)
والدة الشاب الفلسطيني إياد الحلاق تحمل هاتفاً عليه صورته (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل بصدد وضع لائحة اتهام بحق شرطي قتل فلسطينياً مصاباً بالتوحد

والدة الشاب الفلسطيني إياد الحلاق تحمل هاتفاً عليه صورته (أ.ف.ب)
والدة الشاب الفلسطيني إياد الحلاق تحمل هاتفاً عليه صورته (أ.ف.ب)

أكدت وزارة العدل الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، أنها بصدد وضع لائحة اتهام بالقتل غير العمد لشرطي إسرائيلي أطلق النار في وقت سابق من العام على شاب فلسطيني مصاب بالتوحد فأرداه داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
وقتل أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية في 30 مايو (أيار) الماضي، الشاب إياد الحلاق (32 عاماً) بينما كان يسير إلى مدرسته لذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن ظن الضباط خطأً أنه مسلح.
ووقعت الجريمة بالقرب من باب الأسباط، أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وقالت الوزارة في بيان، إن الضابط الذي أطلق النار على الشاب الحلاق والذي لم يأتِ البيان على ذكر اسمه، لم يتّبع قواعد الشرطة والمعايير الخاصة بإطلاق النار، كما أنه «لم يلجأ إلى بدائل أخرى مناسبة».
وحسب البيان، فإن «القتيل لم يشكّل أي خطر على الشرطة أو المدنيين في مكان الحادث».
وتعد هذه الخطوة أولية، إذ يجب تثبيت التهم الموجهة إلى القاتل في جلسة استماع قبل تحويل ملف القضية إلى المحاكمة.
ويواجه الشرطي عقوبة بالسجن لمدة 12 عاماً كحد أقصى. وقال بيان الوزارة إن عناصر الشرطة الذين كانوا في مكان الحادث، اعتقدوا أن الحلاق إرهابي بسبب سلوكه «المشبوه»، إذ إنه بدأ بالركض عندما أمروه بالتوقف فقاموا بمطاردته.
من جهته، رحب المحامي خالد زبارقة، أحد محامي عائلة الشاب الفلسطيني، بالقرار الإسرائيلي، لكنه رآه «غير كاف».
وأضاف زبارقة لوكالة الصحافة الفرنسية: «ظروف الجريمة من وجهة نظرنا تقول إن القتل كان متعمداً لأن الشهيد لم يكن يشكل أي خطر ولم يقم بأي شبهة ليُستهدف ويُقتل بهذه الطريقة البشعة».
وأكد والده خيري الحلاق في وقت سابق أن ابنه «كان يعاني من طيف التوحد. هو شخصية رزينة، يبلغ من العمر 32 عاماً، لكن عمره العقلي هو ثماني سنوات فقط».
وأفاد شهود عيان حينها بأن الحلاق أُصيب بالذعر بعدما صرخ عليه عناصر الشرطة.
ولاقت قضية الشاب الفلسطيني استنكار وغضب الفلسطينيين الذين احتشدوا في بيت العزاء وفي الجنازة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحادثة بأنها «مأساة».
وأشارت وزارة العدل إلى إغلاق ملف الضابط المسؤول عن مكان الحادثة، والذي استُجوب في القضية لكنه لن يواجه اتهامات.
وعلق المحامي زبارقة على الأمر، مؤكداً أن محامي العائلة بصدد دراسة قرار الوزارة من جميع جوانبه للوصول إلى الاستنتاجات القانونية اللازمة.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».