خلافات حول الانتخابات الأميركية تهدد مؤتمر الصهيونية في القدس

ثلاثة من كل أربعة يهود أميركيين سيصوتون لبايدن

TT

خلافات حول الانتخابات الأميركية تهدد مؤتمر الصهيونية في القدس

تتسع هوة الخلافات بين اليهود في إسرائيل والولايات المتحدة لدرجة تهدد بتفجير مؤتمر الصهيونية العالمي، المنعقد في القدس الغربية، وذلك على خلفية الانتخابات الأميركية من جهة، والصراعات السياسية الحزبية في إسرائيل نفسها من جهة ثانية.
ففي موضوع الانتخابات الأميركية، أفاد مصدر كبير في اللجنة اليهودية الأميركية (AJC)، التي تعد إحدى كبرى المؤسسات اليهودية الأميركية، بأن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى أنه بينما يؤيد غالبية الإسرائيليين (64 في المائة) الرئيس دونالد ترمب، تتسع رقعة تأييد المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بين يهود الولايات المتحدة، بل قفزت إلى حد تأييد 3 من كل 4 يهود أميركيين له. وجاء في نتائج استطلاع الرأي أن نسبة اليهود المؤيدين لبايدن ارتفعت من 67 في المائة في أواسط الشهر الماضي إلى 75 في المائة اليوم، وهبطت نسبة تأييد الرئيس ترمب من 30 في المائة إلى 22 في المائة.
وعلى الرغم من التأييد الجارف للرئيس ترمب للسياسة الإسرائيلية، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الغربية، وهي العناصر التي جعلته أكثر شعبية في إسرائيل، فإن أغلبية 75 في المائة من اليهود الأميركيين، أعربوا عن قناعتهم بأن بايدن سيكافح ضد مظاهر اللاسامية، أفضل من ترمب، فيما قال 22 في المائة إن ترمب سيكافحها بشكلٍ أفضل.
وقال مسؤول يهودي أميركي، أمس في تل أبيب، إن «يهود الولايات المتحدة يتخذون هذا الموقف، ليس فقط لأنهم ينتمون تاريخياً للمعسكر الديمقراطي، بل لأن لديهم قناعة بأن ترمب إنسان متقلب ومن غير المستبعد أن يقف ضد إسرائيل في المستقبل، بنفس قوة تأييده لها اليوم». ولكن مؤيدي ترمب يرفضون هذا المنطق، ويقولون إن ترمب ينتمي إلى تيار فكري واضح في اليمين الأميركي، وهو الذي سيحسم في نهاية المطاف توجهه.
ويعد موضوع الانتخابات الأميركية واحداً فقط من عدة مواضيع خلافية بين قيادة اليهود في العالم، الذي افتتح أمس (الثلاثاء)، بواسطة الوسائل الإلكترونية، عن بعد. وتجلت هذه الخلافات في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الصهيوني العالمي الـ38، واستمرت حتى اللحظات الأخيرة قبيل افتتاحه. فقد هددت مجموعة من ممثلي التنظيمات اليهودية الأميركية والبريطانية والفرنسية، بمقاطعة المؤتمر، إذا لم يستجيبوا لمطالبها في «الحفاظ على التوازنات السياسية داخل الحركة الصهيونية العالمية».
والمؤتمر الصهيوني هو الإطار المؤسس للحركة الصهيونية، أسسه ثيودور هرتسل، مؤسس الحركة الصهيونية، في عام 1897 في بازل السويسرية، ومنذ ذلك الوقت يلتئم مرة كل خمس سنوات، باستثناء مرتين تم إلغاؤه، إبان الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. وكان المؤتمر الصهيوني بمثابة المجلس التشريعي للحركة الصهيونية قبل قيام إسرائيل. ولكن منذ عام 1948، يتولى مهام محددة لخدمة اليهود وإدارة شؤونهم، مثل الوكالة اليهودية و«دائرة أراضي إسرائيل»، والمؤسسة الرياضية والصحية (مكابي)، والمنظمة النسائية العالمية (فيتسو)، ومنظمة «هداسا»، وحركات تنظيم هجرة اليهود إلى إسرائيل، ومحاربة اللاسامية، وحركة دعم الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وغيرها. وهو يعمل بميزانية سنوية تبلغ مليار دولار.
ويضم المؤتمر الجديد، 750 مندوباً، 38 في المائة منهم ينتخبون في إسرائيل و29 في المائة في الولايات المتحدة، والباقون يمثلون 30 جالية يهودية في العالم. وقد اعتاد قادة المؤتمر على تشكيل الوفد الإسرائيلي، في كل مرة، حسب تشكيلة الانتخابات الأخيرة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وتوزيع المناصب القيادية فيه حسب المفتاح الحزبي الإسرائيلي، أي بتمثيل جميع القوى الصهيونية. لكن حزب الليكود، وفقاً لخصومه السياسيين في تل أبيب، بادر إلى تشكيل القيادات من شخصيات يمينية صرفة ومن الأحزاب الدينية وحتى من حزب أفيغدور ليبرمان الذي يعتبر خصمه اللدود في إسرائيل، وفي الوقت ذاته حرم أحزاب الوسط واليسار أمثال حزب «كحول لفان» و«ميرتس» و«يش عتيد» من أي منصب. كما استبعد قوى الوسط الليبرالي واليسار والتيار الديني الإصلاحي التقدمي في الولايات المتحدة وأوروبا. واعتبروا هذا الترتيب استمراراً للنهج الفكري لليمين العالمي، الذي يمثله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس ترمب وغيرهما. فرفضوه وهددوا بالانسحاب من المؤتمر ووقف مساهماتهم المالية فيه. وقد استمرت الصراعات بين الطرفين حتى اللحظة الأخيرة قبيل افتتاح المؤتمر.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.