أفضل الصفقات الذكية في فترة الانتقالات الصيفية

من لويس سواريز... إلى جود بيلينغهام مروراً بخاميس رودريغيز

جود بيلينغهام  -  خاميس رودريغيز  -  لويس سواريز (غيتي)
جود بيلينغهام - خاميس رودريغيز - لويس سواريز (غيتي)
TT
20

أفضل الصفقات الذكية في فترة الانتقالات الصيفية

جود بيلينغهام  -  خاميس رودريغيز  -  لويس سواريز (غيتي)
جود بيلينغهام - خاميس رودريغيز - لويس سواريز (غيتي)

انتهت فترة الانتقالات الصيفية في أوروبا، وسط غياب واضح للصفقات الضخمة، خصوصاً بعدما ضربت الأزمة المالية أكبر الأندية، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد. ولكن مع ذلك، فإن هناك كثيراً من الفرق استغلت «الميركاتو الصيفي» على الوجه الأمثل، وأنفقت مبالغ مالية زهيدة لتدعيم صفوفها، بدءاً من لاعبي خط وسط صغار في السن، وصولاً إلى لاعبين لديهم خبرات كبيرة وسبق لهم الفوز بلقب كأس العالم. وهيمنت الأندية الإنجليزية على قائمة الفرق الأكثر إنفاقاً على شراء اللاعبين في أوروبا والعالم، خلال فترة الانتقالات الصيفية التي أُغلقت الاثنين الماضي، والتي غاب عنها ريال مدريد بعدم إنفاقه أي يورو، في سابقة فريدة من نوعها. «الغارديان» ترصد هنا أفضل الصفقات من حيث القيمة المالية التي تم إبرامها في أوروبا خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية:
- لويس سواريز
(من برشلونة إلى أتلتيكو مدريد)
5.5 مليون جنيه إسترليني
هيمن اسم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، بعدما أعلن عن رغبته في الرحيل عن الفريق الكاتالوني، لكنه في نهاية المطاف استمر مع برشلونة ولم ينتقل إلى أي مكان آخر. لكن في الوقت نفسه، رحل عدد من اللاعبين البارزين عن برشلونة، بما في ذلك إيفان راكيتيتش وأرتورو فيدال ورافينيا بمقابل مادي بسيط. لكن رحيل المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز تسبب في حالة من الغضب الشديد، خصوصاً من ميسي، الذي قال لسواريز في رسالة على «إنستغرام»: «لم تكن تستحق أن يطردوك بهذه الطريقة».
وقال سواريز نفسه إن رحيله بهذه الطريقة جعله يبكي، لكن ربما يكون برشلونة هو الطرف الذي يتعين عليه أن يشعر بالندم. وقد حاول برشلونة في البداية تحديد وجهة سواريز، لكنه اضطر في نهاية المطاف للسماح له بالرحيل إلى أتلتيكو مدريد في صفقة إجمالية بلغت قيمتها 5.5 مليون جنيه إسترليني، بما في ذلك كل الحوافز والمتغيرات المالية.
صحيح أن سواريز على وشك أن يكمل الرابعة والثلاثين من عمره، لكن التخلي عن عنصر أساسي في صفوف الفريق بهذه الطريقة قد تكون له مخاطر كبيرة. كما أن سماح برشلونة له بالانتقال إلى نادٍ ينافسه على لقب الدوري الإسباني الممتاز يعد ضرباً من ضروب الإهمال في أحسن الأحوال. وقد تألق سواريز بشكل لافت في أول مباراة له بقميص أتلتيكو مدريد، وأظهر أنه ما زال قادراً على العطاء، ومن الواضح أنه سيشكل ثنائياً هجومياً قوياً مع دييغو كوستا.
- بيير إميل هويبيرغ
(من ساوثهامبتون إلى توتنهام)
15 مليون جنيه إسترليني
قضى لاعب خط الوسط الدنماركي أربع سنوات مع نادي ساوثهامبتون، لكن رحيله لم يتسبب في حالة من الغضب الكبير بين جمهور الفريق. وقد تألق هويبيرغ بشكل لافت في الفترات التي لعبها مع أندية أخرى على سبيل الإعارة، لكن المشكلة التي كانت تواجهه تتمثل في أنه لم يكن يقدم مستويات ثابتة لفترات طويلة. وقد جرده نادي ساوثهامبتون من شارة القيادة في يونيو (حزيران) الماضي، عندما أعلن عن رغبته في الرحيل. وبعد أن حقق رغبته، قدم هويبيرغ أداء جيداً، وأثبت أن المدير الفني البرتغالي لنادي توتنهام، جوزيه مورينيو، كان محقاً تماماً عندما أصر على التعاقد معه.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن اللاعب الدنماركي هو صاحب أكبر عدد من التمريرات الصحيحة بين جميع لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم حتى الآن، وقد أثبت الناشئ السابق لنادي بايرن ميونيخ، أنه إضافة قوية للغاية في خط وسط السبيرز، وشكل ثنائياً قوياً مع تانغي ندومبيلي، الذي تطور أداؤه بشكل لافت هو الآخر. وإذا حافظ هويبيرغ على هذه المستويات القوية، فإن توتنهام سيكون قد أبرم صفقة قوية للغاية بتعاقده مع لاعب بهذه الإمكانات الهائلة ولا يزال في الخامسة والعشرين من عمره مقابل 15 مليون جنيه إسترليني فقط.
- لوكا فالدشميت
(من فرايبورغ إلى بنفيكا)
13.5 مليون جنيه إسترليني
لم تسِر الأمور على ما يرام بالنسبة لنادي بنفيكا بعد استئناف الموسم، حيث خسر لقب الدوري البرتغالي الممتاز وخسر نهائي الكأس أمام بورتو، كما خرج من ملحق التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. وقد بذل المدير الفني البرتغالي خورخي جيسوس جهوداً كبيرة لإعادة بناء الفريق، حيث ضم إلى جانب الجناحين البرازيليين إيفرتون وبيدرينيو المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز. لكن يبدو أن أفضل صفقة أبرمها النادي في الجوانب الهجومية تتمثل في المهاجم الألماني الشاب لوكا فالدشميت، الذي يحمل لقب هداف بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 سنة العام الماضي.
ورغم أن اللاعب الألماني الشاب لم يُفجر كامل طاقاته على المستوى المحلي بعد، لكن من المتوقع أن يحصل على فرصة كبيرة في صفوف بنفيكا، لكي يثبت أنه مهاجم من الطراز الرفيع. وبالفعل، سرعان ما تألق فالدشميت بقميص بنفيكا وأحرز هدفين في مباراته الأولى مع النادي البرتغالي. ولن يكون من الغريب أن يصبح فالدشميت محط اهتمام وأنظار أكبر الأندية الأوروبية خلال الصيف المقبل.
- خاميس رودريغيز
(من ريال مدريد إلى إيفرتون)
20 مليون جنيه إسترليني
قام نادي إيفرتون بعمل جيد للغاية في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، وأنفق النادي الإنجليزي، بقيادة مديره الفني الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، بسخاء على تدعيم صفوف الفريق، لكن الحقيقة أنه أنفق هذه المرة بحكمة كبيرة ونجح في إعادة بناء الفريق بمقابل مادي إجمالي بلغ نحو 60 مليون جنيه إسترليني. وسرعان ما تألق الوافدون الجدد، ونجح آلان وعبد الله دوكوري في تكوين هوية جديدة لإيفرتون، إن جاز التعبير.
وقد عبر الكثيرون عن دهشتهم عندما أبدى أنشيلوتي رغبة قوية في التعاقد مع اللاعب الكولومبي خاميس رودريغيز صاحب الـ29 عاماً لتدعيم خط وسط الفريق. وكان يبدو أن رودريغيز قد ضل طريقه عندما بدأ يتنقل بدون هدف واضح بين بايرن ميونيخ وريال مدريد في الآونة الأخيرة، لكنه يبدو أنه مناسب تماماً لنادي إيفرتون باسمه الكبير وموهبته الفذة، ويبدو أنه يقود الفريق نحو طموحات أكبر مع كل فوز يحققه.
- داني باريخو
(من فالنسيا إلى فياريال)
صفقة انتقال حر
لم يكن برشلونة هو العملاق الوحيد في الدوري الإسباني الممتاز الذي عانى بقوة خلال هذا الصيف، حيث بدأ مالك فالنسيا، بيتر ليم، في التخلص من عدد من أهم لاعبيه في خطوة غير متوقعة بالمرة، فرحل رودريغو إلى ليدز يونايتد مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، وانتقل الجناح المميز فيران توريس إلى مانشستر سيتي مقابل 24 مليون جنيه إسترليني. لكن الأسوأ من ذلك أن أهم لاعبين في خط الوسط انتقلا إلى المنافس المحلي فياريال مقابل ما يزيد قليلاً على سبعة ملايين جنيه إسترليني. ورغم أن النادي سيفتقد خدمات فرانسيس كوكلين، لكن الضربة الأقوى كانت برحيل قائد الفريق باريخو في صفقة انتقال حر، وهو الأمر الذي أدى إلى قيام جمهور الفريق بتنظيم احتجاجات خارج ملعب «ميستايا». ومن المؤكد أن باريخو سوف يضيف قوة كبيرة لخط وسط فياريال، الذي قام بعمل جيد للغاية في فترة الانتقالات الأخيرة، تحت قيادة مديره الفني الإسباني أوناي إيمري.
- روبن كوخ
(من فرايبورغ إلى ليدز)
12.9 مليون جنيه إسترليني
دعم ليدز يونايتد العائد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز صفوفه بعدد من الصفقات القوية، حيث تعاقد مع الجناح الرائع رافينيا، وقلب الدفاع دييغو يورينتي، لكن ضم المدافع الألماني الشاب روبن كوخ قد يكون أفضل صفقة عقدها النادي خلال الصيف الجاري. سيحتاج كوخ إلى بعض الوقت للتأقلم مع الطريقة التي يلعب بها ليدز يونايتد، لكن الشيء المؤكد هو أنه يمتلك قدرات وفنيات كبيرة، وقد أظهر بالفعل مؤشرات قوية على أنه سيكون إضافة قوية للغاية. وقد انضم اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً لصفوف المنتخب الألماني في الفترة الأخيرة، ومن الواضح أن أمامه فرصة كبيرة للتطور والتحسن مع ليدز يونايتد.
- جود بيلينغهام
(من برمنغهام إلى دورتموند)
22.8 مليون جنيه إسترليني
دائماً ما كان يبدو بوروسيا دورتموند هو الوجهة المناسبة لجود بيلينغهام، لكن قيمة الصفقة التي تزيد على 20 مليون جنيه إسترليني قد تبدو باهظة بالنسبة للاعب يبلغ من العمر 17 عاماً، ولم يلعب سوى 41 مباراة في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا. وكانت المؤشرات الأولية للاعب واعدة للغاية، حيث سجل اللاعب في أول ظهور له مع الفريق في كأس ألمانيا، ثم صنع هدفاً في أول ظهور له في الدوري الألماني الممتاز. وحتى خارج الملعب، يتأقلم اللاعب الشاب بشكل جيد - وفقاً للمدير الفني للمنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً، أيدي بوثرويد - حيث بدأ في تعلم اللغة الألمانية ويتلقى دروساً في القيادة.
- سام لاميرز
(من أيندهوفن إلى أتالانتا)
9 ملايين جنيه إسترليني
أنهى أتالانتا الموسم الماضي في المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز بحصيلة تهديفية مميزة للغاية بلغت 98 هدفاً، وبالتالي قد يكون من الخطورة التدخل في خط هجوم يعمل بهذه الكفاءة والفاعلية، لكن تدعيم الخط الهجومي كان مطلوباً خلال الموسم الثاني للفريق الإيطالي في دوري أبطال أوروبا. وقرر أتالانتا التعاقد مع لامرز، وهو مهاجم تقليدي قدم مستويات مثيرة للإعجاب خلال الفترة التي لعبها مع نادي هيرنفين الهولندي على سبيل الإعارة في موسم 2018 - 2019، لكنه غاب عن معظم فترات الموسم الماضي بعد خضوعه لجراحة في الركبة. وكما هو متوقع، لم يشارك لاميرز في التشكيلة الأساسية لأتالانتا حتى الآن، لكنه ترك بصمة كبيرة عندما شارك كبديل أمام كالياري، حيث أحرز هدفاً من مجهود فردي رائع.
- أليكسيس سايليماكرز
(من أندرلخت إلى ميلان)
3.2 مليون جنيه إسترليني
أنفقت الأندية في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا نحو ثلاثة مليارات جنيه إسترليني هذا الموسم، لكن في بعض الأحيان يكون من المفيد إتمام الصفقات في وقت مبكر، وهو ما قام به نادي ميلان عندما تعاقد مع لاعب خط الوسط البلجيكي أليكسيس سايليماكرز من أندرلخت على سبيل الإعارة في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع وضع بند في عقد اللاعب يسمح للنادي الإيطالي بالتعاقد معه بشكل دائم مقابل 3.5 مليون يورو (3.2 مليون جنيه إسترليني). وبالفعل، قام ميلان بتفعيل هذا البند في الأول من يوليو (تموز) الماضي. وقد لعب الجناح البلجيكي البالغ من العمر 21 عاماً، الذي يمكنه اللعب أيضاً كظهير أو كمحور ارتكاز، دوراً رئيسياً في عودة ميلان بقوة بعد استئناف الموسم.
- أنطوني روبنسون
(من ويغان إلى فولهام)
1.9 مليون جنيه إسترليني
لن ينسى أحد أن نادي فولهام أنفق 100 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات عام 2018، وهو الأمر الذي يجعل الجميع يحذرون أي نادٍ صاعد حديثاً للدوري الإنجليزي الممتاز وينفق كثيراً من الأموال من «القيام بمثل ما قام به فولهام»! لكن يبدو أن فولهام قد استوعب الدرس جيداً مما حدث، حيث يدأ يركز على التعاقد مع اللاعبين على سبيل الإعارة وبأسعار زهيدة.
وتعاقد فولهام مع روبنسون قادماً من ويغان بسعر بسيط، ونجح في «خطف» اللاعب بعدما كان قريباً للغاية من الانضمام إلى ميلان الإيطالي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. وشارك الظهير الأيسر الأميركي في أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام وولفرهامبتون، وهي المباراة التي خسرها فولهام، لكنه قدم أداء جيداً أثبت من خلاله أنه لن يكون لقمة سائعة في فم الأندية الأخرى.
- أليكس بيرينغير
(من تورينو إلى أتلتيك بلباو)
10.5 مليون جنيه إسترليني
من المعروف أن نادي أتلتيك بلباو لا يتعاقد إلا مع اللاعبين الذين ولدوا أو نشأوا في إقليم الباسك، وهي السياسة التي تصعب الأمر كثيراً على النادي في سوق انتقالات اللاعبين. وربما وجد أتلتيك بلباو ضالته في بيرينغير، الذي بدأ مسيرته كظهير في أوساسونا. وفي تورينو، تطور أداء بيرينغير بشكل لافت للأنظار وأصبح يلعب كجناح أيسر يفضل قدرته الفائقة على القيام بالواجبات الهجومية بشكل رائع، لكن يمكنه اللعب أيضاً في كل مركز من مراكز الملعب تقريباً، وهو الأمر الذي سيعطي الفريق خيارات هائلة.
- ماريو غوتزه
(من دورتموند إلى أيندهوفن)
صفقة انتقال حر
جاء قرار اللاعب الفائز بلقب كأس العالم مع المنتخب الألماني، بالانضمام إلى صفوف بي إس في آيندهوفن بمثابة مفاجأة بالنسبة للمدير الفني للنادي، روجر شميدت، الذي قال: «لقد تحدثت إلى ماريو عبر الهاتف وسألته عن خططه، وعلمت أننا لسنا خياره الأول». وبعد شهرين، وبعد إجراء محادثات مع هيرتا برلين وباير ليفركوزن وحتى بايرن ميونيخ، قرر غوتزه الرحيل عن «البوندسليغا». ولا يزال غوتزه يمتلك موهبة كبيرة، لكن إصاباته العضلية قللت كثيراً من قدرته على اللعب بانتظام. قال شميدت: «كان شعوري أنه ربما يبحث عن بيئة أكثر هدوءاً، حيث يمكنه الاستمتاع باللعب مرة أخرى». ويبدو أن هذا هو بالضبط ما كان يبحث عنه غوتزه.


مقالات ذات صلة

مايكل أنطونيو مهاجم وست هام: كنت على وشك الموت

رياضة عالمية مايكل أنطونيو مهاجم فريق وست هام يونايتد الإنجليزي (رويترز)

مايكل أنطونيو مهاجم وست هام: كنت على وشك الموت

كشف مايكل أنطونيو، مهاجم فريق وست هام يونايتد الإنجليزي، كواليس حادث السيارة الذي تعرض له في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية ماهر الكنزاري مدرباً جديداً للترجي التونسي (نادي الترجي)

الكنزاري مدرباً للترجي خلفاً للروماني ريجيكامف

أعلن الترجي حامل لقب الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم الاثنين تعيين ماهر الكنزاري مدرباً جديداً للفريق خلفاً للروماني لاورينتو ريجيكامف.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عالمية شعار كأس العالم في أميركا الشمالية (فيفا)

«فيفا» يستعد للكشف عن الملصقات الرسمية لمدن مونديال 2026

يستعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للكشف عن الملصقات الرسمية للمدن المستضيفة لكأس العالم 2026 في أميركا وكندا والمكسيك.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عربية نادي السد القطري يستعد لمواجهة كاواساكي فرونتال الياباني (نادي السد)

مدير السد القطري: قرعة أبطال آسيا للنخبة صعبة

اعترف عبد الله البريك، مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي السد القطري، بصعوبة وقوة قرعة دور الثمانية لدوري أبطال آسيا للنخبة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية ياسر الرميان رئيس نادي نيوكاسل يونايتد يحمل كأس الرابطة (الشرق الأوسط)

محاربو نيوكاسل... من الإخفاقات المتتالية إلى منصات التتويج

في تمام الساعة 6:46 مساءً خلال يوم أحد صافٍ بلندن رفع برونو غيمارايش كأساً معدنية صغيرة فوق رأسه وبتلك اللحظة توقفت عقارب الساعة بالنسبة لنيوكاسل يونايتد.

The Athletic (نيوكاسل)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.