خلل فني يعرقل جميع عمليات «يورونكست» لساعات

موجة مواتية ترفع الأسواق الكبرى

TT

خلل فني يعرقل جميع عمليات «يورونكست» لساعات

قالت «يورونكست» لإدارة البورصات، إنه تم استئناف التداول الاثنين بعد أن أصلحت خللاً فنياً أوقف جميع التداولات في أمستردام وبروكسل ولشبونة وباريس لما يزيد عن 3 ساعات، بعدما أثر على تداول جميع الأسهم النقدية والمنتجات المشتقة وتعاملات العقود الآجلة للسلع في أنحاء أوروبا.
وقالت الشركة التي تدير مؤشر «كاك 40» الفرنسي، على حسابها على «تويتر»: «(يورونكست) تستعد لاستئناف العمل بجميع الأسواق»، وذلك بعد أن أوضحت في وقت سابق: «نعكف على حل هذه المشكلة، وسنعلن عن مزيد من التفاصيل في أسرع وقت ممكن، فيما يتعلق بزمن ما قبل الفتح المتوقع واستئناف التداول». وأحجم متحدث باسم الشركة عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل بخصوص سبب التوقف أو أمده المتوقع.
وكان مؤشر الأسهم القيادية الفرنسي «كاك 40» مرتفعاً 0.8 في المائة إلى 4976.15 نقطة قبل التوقف. وتراجع المؤشران «داكس» الألماني و«فايننشيال تايمز 100» في لندن في آخر 30 دقيقة.
ويأتي ذلك عقب توقف كبير في بورصة طوكيو في وقت سابق من الشهر الحالي، تسبب في شلل تام لأسواق الأسهم في اليابان، فيما كان أسوأ تعطل على الإطلاق لثالث أكبر سوق أسهم في العالم.
وارتفعت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة الاثنين، بدعم نتائج قوية من «فيليبس» الهولندية، ومدير الثروات السويسري «جوليوس باير»، وهو ما طغى على بواعث القلق من فرض قيود جديدة لمكافحة فيروس «كورونا» في أنحاء القارة.
وبحلول الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش، كان المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي مرتفعاً 0.8 في المائة، مستأنفاً الصعود بعد تكبد خسائر أسبوعية محدودة. وصعد سهم «فيليبس لتكنولوجيا الرعاية الصحية» 3.2 في المائة، بعد إعلانها عن قفزة 32 في المائة في الأرباح الأساسية، مما فاق التوقعات.
وزاد سهم «جوليوس باير» 5.3 في المائة، بعدما أعلن البنك عن تحسن في ربحية الأشهر التسعة الأولى من 2020، في ظل تنامي نشاط العملاء وقيامه بخفض التكاليف. وصعد سهم «دانون»، أكبر منتج للزبادي في العالم، 2.3 في المائة، بعد أن أعادت الشركة تأكيد توقعاتها لعام 2020، وقالت إنها بصدد إجراء مراجعة لأصولها.
وصعدت أسهم شركات المنتجات الفاخرة مثل «إل في إتش إم» و«هيرميس» و«بيرنو ريكار» أكثر من واحد في المائة، بعد نمو مبيعات التجزئة الصينية أفضل من المتوقع في سبتمبر (أيلول).
وفي آسيا، أغلقت الأسهم اليابانية مرتفعة الاثنين، مقتدية بمكاسب العقود الأميركية الآجلة في المعاملات الآسيوية، بفضل آمال التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج أميركي لتخفيف الأضرار الاقتصادية من فيروس «كورونا» قبل انتخابات الرئاسة.
وارتفع المؤشر «نيكي» القياسي 1.11 في المائة عند الإغلاق إلى 23671.13 نقطة، بينما زاد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.25 في المائة إلى 1637.98 نقطة. وسجل المؤشران أكبر صعود يومي منذ الخامس من أكتوبر (تشرين الأول).
وارتفعت جميع مؤشرات قطاعات البورصة الثلاثة والثلاثين، وسجلت قطاعات الشحن ومنتجات المطاط والحديد والصلب أكبر المكاسب.
وارتفع سهم «توهو» 4.47 في المائة عقب تسجيل أعلى مستوى له منذ سبتمبر، في وقت سابق من الجلسة، بعدما رفعت شركة الأفلام والترفيه توقعاتها لصافي الربح. وصعد سهم «توشيبا» 2.55 في المائة بعد إعلانها استهداف إيرادات بثلاثة مليارات دولار من أنشطتها للتشفير الكمي بحلول 2030.



الدردري: اقتصاد سوريا خسر 24 عاماً من التنمية البشرية

TT

الدردري: اقتصاد سوريا خسر 24 عاماً من التنمية البشرية

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري «الذي خسر 24 عاماً من التنمية البشرية حتى الآن».

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

لبنان

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.