بعد ظهور نتائج مزيد من استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي، واتساع حملة الاحتجاج، أعلن وزير العلوم، يزهار شاي، أن الحسابات السياسية الدقيقة تدل على أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بات في نهاية حياته السياسية، وأنه في حال صمم على إجراء انتخابات جديدة مبكرة، فإنه لن يعود إلى كرسي رئيس الوزراء.
وقد دلت نتائج الاستطلاعات على أن نحو نصف الإسرائيليين يؤيدون محاكمة نتنياهو بالفساد على قضية الغواصات. وقال زوهار، وهو من حزب «كحول لفان»، إنه لا يريد أن تفهم كلماته على أنها تمنيات أو تصفية حسابات تدخل في باب الخلافات بين حزبه والليكود. وقال: «إنني أجري حسابات سياسية علمية ومهنية مجردة. فالرجل بدأ يفقد قطاعات غير قليلة من مصوتي حزبه، وقسماً غير قليل من حلفائه. ويشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن عدد مقاعد الليكود سينخفض من 36 حالياً إلى 26، وهذا نهج مستمر. ولذلك فإن احتمالات عودته إلى رئاسة الحكومة بعد إجراء انتخابات جديدة في الشهور المقبلة، لن تساعد نتنياهو. وأعتقد أنه بدأ يتراجع عن الفكرة».
ولم يستبعد الوزير شاي أن يخسر نتنياهو ائتلافه الحالي إذا واصل سياسته الفاشلة في معالجة كورونا وتبعاتها الاقتصادية، وإذا استمر في تفضيل معالجة ملفاته القضائية على ملفات الجمهور الحيوية واستمرت المظاهرات الشعبية ضده. وقال: «حزبنا لم يعد يحتمل هذه السياسة. لذلك أمهله قائدا الحزب، بيني غانتس وغابي أشكنازي، حتى نهاية الشهر الجاري لإقرار موازنة الدولة».
وكانت نتائج استطلاعين جديدين للرأي، نشرتا الليلة الأخيرة، في القناة 12 والقناة 13 التلفزيونيتين، أظهرت استمرار تراجع الليكود برئاسة نتنياهو. ففي استطلاع القناة 12، ظهر أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم، سيهبط الليكود إلى 27 مقعداً، ويرتفع «يمينا» (تكتل أحزاب اليمين المتطرف برئاسة نفتالي بنيت)، من 6 إلى 22 مقعداً. فيما يرتفع حزب المعارضة «يش عتيد - تيلم»، برئاسة يائير لبيد، من 14 حالياً إلى 17 مقعداً، وتحافظ القائمة المشتركة للأحزاب العربية برئاسة أيمن عودة، على قوتها بـ15 مقعداً، ويهبط «كحول لفان» برئاسة غانتس من 16 حالياً إلى 10 مقاعد، ويحافظ حزب «شاس» للمتدينين الشرقيين برئاسة وزير الداخلية، أريه درعي، على قوته 9 مقاعد، وكذلك الأمر يحافظ حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، وحزب «يهودوت هتوراه» لليهود المتدينين الأشكيناز على قوته، 7 مقاعد، لكل منهما، فيما يرتفع حزب ميرتس اليساري من 4 إلى 6 مقاعد.
وبحسب هذا الاستطلاع، يفشل كل من حزب العمل برئاسة وزير الاقتصاد، عمير بيرتس، في تجاوز نسبة الحسم (3.25 في المائة)، ولا يحصل على أكثر من (2 في المائة)، وكذلك «البيت اليهودي» برئاسة وزير القدس رافي بيرتس (0.6 في المائة) ، وحزب «غيشر» برئاسة وزيرة الدولة، أورلي ليفي ابي اكسيس، (0.3 في المائة)، وكذلك حزب «ديريخ إيرتس» الذي شكله عضوا الكنيست يوعاز هندل وتسفي هاوزر.
ويستطيع نتنياهو تشكيل حكومة من أحزاب ائتلافه اليميني التقليدي مع «يمينا» والمتدينين، إذ يكون لديه 65 من مجموع 120 نائباً، ولكن مكانته ستكون أضعف. وسيطلب بنيت، زعيم «يمينا»، تقاسم رئاسة الحكومة معه.
أما استطلاع القناة 13، فقد دلت نتائجه على أن هناك إمكانية لتشكيل حكومة من دون نتنياهو. وهكذا جاءت النتائج: الليكود 27 مقعداً، «يمينا» 24 مقعداً، «ييش عتيد - تيلم» 21 مقعداً، القائمة المشتركة 11 مقعداً، «كحول لفان» 8 مقاعد، «يسرائيل بيتينو» 8 مقاعد، «شاس» 8 مقاعد، «يهودوت هتوراه» 7 مقاعد، وميرتس 6 مقاعد. وحسب هذه النتائج، توجد إمكانية نظرية لتشكيل حكومة ضيقة من الأحزاب الصهيونية، مؤلفة من 61 نائباً من دون نتنياهو أو حلفائه المتدينين. وسيكون الائتلاف عندئذ مؤلفاً من الأحزاب والكتل التالية: «يمينا» و«يش عتيد» و«يسرائيل بيتينو» و«كحول لافان». وإذا انضم إليها ميرتس أيضاً فإنها ستستند إلى 65 مقعداً.
وسئل الإسرائيليون عن رأيهم في محاكمة نتنياهو بتهمة تلقي رشى في صفقة الغواصات والسفن، فقال 48 في المائة إنه يجب تقديم لائحة اتهام ضده، فيما قال 34 في المائة إنهم لا يعتقدون بوجوب تقديم لائحة اتهام ضده، وقال 18 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال. وفيما يتعلق بإدارة نتنياهو لأزمة كورونا والقرارات المتعلقة بهذا الشأن، قال 58 في المائة من الإسرائيليين إن إدارة الأزمة الصحية سيئة، فيما اعتبر 36 في المائة أن نتنياهو أدار الأزمة الصحية بنجاح. وعن تعامل الحكومة مع التداعيات الاقتصادية للأزمة، قال 63 في المائة إن أداء نتنياهو سيئ، في حين قال 31 في المائة إن أداءه في هذه المجال كان جيداً.
والعزاء الذي توفره هذه النتائج لنتنياهو، هو في السؤال عن أي شخصيات الحكم هي الأنسب لرئاسة الحكومة، فجاء نتنياهو في المرتبة الأولى وحظي بدعم 32 في المائة من المستطلعة آراؤهم، متقدماً على بنيت الذي حظي بدعم 21 في المائة، في حين حصل رئيس حزب «ييش عتيد»، يائير لبيد، على دعم 9 في المائة، وحصل رئيس الحكومة البديل، غانتس، على تأييد 6 في المائة فقط من المستطلعة آراؤهم، وقال 22 في المائة من المستطلعين إن أياً من الأشخاص المذكورين غير مناسب لتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وزير إسرائيلي يتوقع نهاية حكم نتنياهو
بعد استطلاعات رأي أيد فيها نصف الإسرائيليين محاكمته
وزير إسرائيلي يتوقع نهاية حكم نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة