الإرهاب يودي بحياة خمسين قتيلاً في بوركينا فاسو في أقل من شهر

تصاعد الهجمات يهدد الانتخابات الرئاسية المرتقبة

TT

الإرهاب يودي بحياة خمسين قتيلاً في بوركينا فاسو في أقل من شهر

أفادت مصادر رسمية في بوركينا فاسو بأن قرابة خمسين قتيلاً سقطوا في هجمات إرهابية متفرقة وقعت منذ مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، في تصاعد خطير للهجمات الإرهابية في هذا البلد الأفريقي الفقير. وقال حاكم منطقة أودالان، التي تقع في شمال بوركينا فاسو، أول من أمس (الأحد)، إن آخر هجوم إرهابي استهدف طريقاً تربط بين مدينتي سالموسي وماكوي، وأسفر عن سقوط قتيلين، أحدهما مزارع والآخر مدير مدرسة. وأعلن الكولونيل سالفو كابوريه، في بيان صحافي، أن الهجوم نفذه مسلحون مجهولون مساء الخميس الماضي، في حدود الساعة السادسة بالتوقيت المحلي، مشيراً إلى أنه أسفر عن مقتل مدير مدرسة دامبام يدعى أوسيني سايدو، ومزارع في ماركوي يدعى هارون علي.
وسبق أن قُتل 20 شخصاً على الأقل، يوم الجمعة الماضي، في هجمات إرهابية استهدفت ثلاث بلدات في منطقة «سينو» الواقعة أيضاً في شمال بوركينا فاسو، حسب حصيلة صادرة عن الحكومة.
وفي هجمات إرهابية أخرى وقعت مطلع أكتوبر الجاري، قتل 25 شخصاً أغلبهم من النازحين الفارين من أعمال عنف ترتكبها الجماعات الإرهابية المرتبطة بـ«داعش» في شمال بوركينا فاسو، وتستهدف السكان المحليين. وأكدت هذه الحصيلة من طرف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقالت إنها استهدفت النازحين في شمال ووسط بوركينا فاسو. وتعيش بوركينا فاسو منذ 2015، على وقع هجمات إرهابية متصاعدة، منذ أن بدأت تنشط خلايا تابعة لتنظيم «القاعدة» وأخرى بايعت «داعش»، قادمة من الدولتين المجاورتين؛ مالي والنيجر، حيث توجد معاقل الإرهابيين. وبحسب حصيلة شبه رسمية أودت الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو بحياة أكثر من 1200 مدني، فيما أدت إلى نزوح أكثر من مليون إنسان فراراً من أعمال العنف التي تقف وراءها «القاعدة» و«داعش». وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن أعمال العنف في كل من بوركينا فاسو والنيجر ومالي، أودت خلال 2019 بحياة أكثر من 4 آلاف شخص.
وفي ظل تدهور الوضع الأمني في بوركينا فاسو، تستعد البلاد لانتخابات رئاسية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تواجه تحديات كبيرة، سياسية واجتماعية وأمنية، ويسعى خلالها الرئيس روش مارك كابوري لخلافة نفسه، ولكنه يواجه انتقادات لاذعة بسبب ضعف حصيلته الأمنية. وأعلنت السلطات في بوركينا فاسو أن قانوناً جديداً صدر شهر أغسطس (آب) الماضي، ينص على أن الاقتراع سيتم حتى في حال العجز عن تنظيمه على كامل التراب الوطني بسبب انعدام الأمن.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».