مصدر أمني: رصدنا استهدافا للسكك الحديدية ومقار حكومية

{الإخوان} تبدأ «بروفة» ذكرى «25 يناير» بجمعة «العبوات الناسفة».. وضبط خلية إرهابية بـ«أكتوبر»

صورة ارشيفية لجنود مصريين وعربات مدرعة للجيش المصري تغلق الطريق المؤدية إلى ميدان التحرير (إ.ب.أ)
صورة ارشيفية لجنود مصريين وعربات مدرعة للجيش المصري تغلق الطريق المؤدية إلى ميدان التحرير (إ.ب.أ)
TT

مصدر أمني: رصدنا استهدافا للسكك الحديدية ومقار حكومية

صورة ارشيفية لجنود مصريين وعربات مدرعة للجيش المصري تغلق الطريق المؤدية إلى ميدان التحرير (إ.ب.أ)
صورة ارشيفية لجنود مصريين وعربات مدرعة للجيش المصري تغلق الطريق المؤدية إلى ميدان التحرير (إ.ب.أ)

في محاولات وصفها مراقبون بأنها بروفة للتصعيد الذي أعلنت عنه جماعة الإخوان المسلمين في ذكري ثورة 25 يناير، شهدت ربوع مصر أمس، انفجارات متعددة بعبوات ناسفة بدائية، لم تسفر عن خسائر بشرية أو مادية جسيمة؛ لكنها كانت متعددة، وقال مصدر أمني مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «رصدنا في مظاهرات الإخوان أمس، استهدافا للسكك الحديدية ومراكز الشرطة»، مضيفا أن «العبوات البدائية هدفها ترويع المواطنين قبل ذكرى الثورة».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) من العام الماضي، يتظاهر مؤيدو جماعة الإخوان، التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا، في عدة مدن وقرى مصرية يوم الجمعة من كل أسبوع؛ لكن هذه المظاهرات فقدت كثافتها في الآونة الأخيرة، وأصبحت مجرد وجود رمزي، وتراجعت الصدامات العنيفة التي كانت تشهدها في الأشهر الماضية مع قوات الأمن.
وشهدت البلاد سلسلة انفجارات في أماكن متفرقة نفذتها الجماعات الإرهابية بواسطة أفراد أمس. بدأت التفجيرات بانفجار عبوة بدائية من أمام سينما رادوبيس بحي الهرم بمحافظة الجيزة، فيما أبطل خبراء المفرقعات مفعول قنبلة أخرى وتفكيكها. كما أشعل عناصر جماعة الإخوان النيران في سيارة شرطة في منطقة المريوطية، عقب فض مسيرة بشارع الهرم.
وفي سوهاج، انفجرت قنبلة بدائية في محيط قسم شرطة ثان مدينة سوهاج أمام المجمع الإعلامي التابع للهيئة العامة للاستعلامات، تم وضعها في الجزيرة الوسطى بالشارع دون حدوث خسائر بشرية، أو تلفيات بالسيارات. بينما تمكنت قوات الدفاع المدني والمفرقعات بأسيوط، من إبطال مفعول قنبلة بدائية الصنع كانت موضوعة بجوار شريط السكة الحديد بمنطقة المنفذ بوسط المدينة.
وفي دمياط، أبطلت قوات الحماية المدنية مفعول قنبلة قابلة للاشتعال بمحطة السكة الحديد في مدينة دمياط، وهي عبارة عن كيسي بنزين ودائرة كهربائية وتايمر.
وفي الفيوم، تمكن خبراء المفرقعات من تفكيك قنبلة بدائية الصنع، بجوار بنك التنمية والائتمان الزراعي، في مدينة أبشواي، بعد تفجيرها بمدفع المياه؛ إلا أنها أحدثت صوتا مدويا، مما أدى إلى تحطم زجاج نوافذ البنك.
وتحاول السلطات الأمنية في البلاد التصدي لمحاولات الجماعات الإرهابية إرهاق الأمن بتفجيرات عبوات بدائية. وأضاف المصدر الأمني أن «زرع العبوات البدائية يعتمد ببساطة على أشخاص عاديين يقومون بتنفيذ مهمة محددة صغيرة مقابل الحصول على أموال».
في غضون ذلك، تعرض كمين أمني بمنطقة الماسورة غرب مدينة رفح، الواقع على الطريق الدولي العريش - رفح، لهجوم بـ«آر بي جيه» من مجهولين، دون أي إصابات. وأكدت مصادر عسكرية وأمنية أن «مجهولين قاموا بإطلاق قذيفتين تجاه الكمين دون إصابات أو خسائر».
وكثف متشددون من عمليات استهداف ضباط وأفراد ومنشآت الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء منذ عزل مرسي. وقالت المصادر العسكرية إن «قوات من الجيش والشرطة انتشرت أمس، في مداخل ومخارج مدن شمال سيناء، لتضييق الخناق على الجماعات المسلحة».
في السياق نفسه، تواصل وزارة الداخلية حملتها لضبط عناصر الإخوان المتهمين في أحداث عنف وشغب، وكذا ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، والذي يشهد أعياد المسيحيين وذكرى ثورة يناير. وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط خلية بمدينة أكتوبر بمحافظة الجيزة أمس، مكونة من 4 أشخاص، تخصصت في إعداد مقاطع فيديو محرضة ضد القوات المسلحة والشرطة تحوي مواد مفبركة عن عمليات تعذيب. وأكدت مصادر أمنية أن «عناصر الخلية استأجروا شقة في أكتوبر، بتمويل من الإخوان لاستخدامها في تصوير مشاهد مفبركة لتعذيب المحبوسين داخل السجون، وكان بحوزتهم كاميرات ومعدات تصوير، بالإضافة إلى بطاطين خاصة بالمجندين».
وقالت تحقيقات النيابة العامة الأولية، إن المتهمين حازوا المعدات بقصد إنتاج أفلام وفيديوهات تصور عمليات تعذيب مفبركة للمواطنين على أيدي رجال الشرطة، ثم إذاعتها على قناتي «الشرق» و«مكملين» التابعتين لجماعة الإخوان.
فيما قال المصدر الأمني نفسه، إنه «تم إعداد مخطط لتأمين المواقع الهامة الحكومية والخاصة خلال ذكرى الثورة»، لافتا إلى أنه «ستجري مواجهة أي من صور الخروج على القانون أو أي عمل من شأنه إفساد فرحة المصريين، بكل حسم وحزم». وأضاف المصدر الأمني المسؤول لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «التقارير الأمنية رصدت اتجاه الأوضاع في البلاد نحو الاستقرار، بفعل القناعة الشعبية لدى المصريين برفض جماعة الإخوان التي تتبنى سياسة العنف والقتل للأبرياء»، مشيرا إلى تراجع مظاهرات الإخوان خاصة يوم الجمعة خلال الفترة الأخيرة.
ويرى مراقبون أن ما يسمى «تحالف دعم الشرعية» الذي يقوده «الإخوان»، فشل فشلا ذريعا في الدعوات التي أطلقها من أجل التظاهر ضد الدولة في أيام الجمعة، ولم يستجب لها أمس في «جمعة مصر بتتكلم ثورة»؛ إلا عشرات في بعض مناطق حلوان والمطرية وعين شمس بالقاهرة، والهرم بالجيزة؛ إلا أن التحالف جدد دعواته بالاستمرار في تحريض أنصاره ضد العملية السياسية الجارية والتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير. وقال المصدر الأمني: «رصدنا استهدافا للسكك الحديدية ومراكز الشرطة في بعض المحافظات أمس»، مضيفا أن «خطة وزارة الداخلية تتضمن تكثيف الوجود الأمني ورفع درجة اليقظة، والتمشيط المستمر بحثا عن أي متفجرات محتملة بجوار المواقع الهامة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.