الفتح يصعق النصر بثنائية «بن دبكة»... والاتفاق يحبط الاتحاد

الأهلي يدشن مشواره في الدوري بفوز صعب على الباطن

فرحة الفتح بعد الهدف الثاني في شباك النصر (تصوير: عبد العزيز النومان)
فرحة الفتح بعد الهدف الثاني في شباك النصر (تصوير: عبد العزيز النومان)
TT
20

الفتح يصعق النصر بثنائية «بن دبكة»... والاتفاق يحبط الاتحاد

فرحة الفتح بعد الهدف الثاني في شباك النصر (تصوير: عبد العزيز النومان)
فرحة الفتح بعد الهدف الثاني في شباك النصر (تصوير: عبد العزيز النومان)

سجل النصر بداية مخيبة لجماهيره في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، وذلك بعد خسارته أمام الفتح 2-1 على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض.
وقاد الجزائري سفيان بن دبكة مهاجم الفتح فريقه نحو تحقيق انتصار ثمين في مستهل مشوار الفريق في الدوري، بعدما سجل هدفي المباراة لصالح فريقه الفتح الذي خطف نقاط المباراة الثمينة.
وعانى فريق النصر كثيراً في المباراة وظهر على لاعبيه انعدام التجانس، بالإضافة إلى افتقاد هداف الفريق المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله الذي غاب عن المباراة ولم ينجح بديله عبد الفتاح آدم في زيارة شباك الفتح رغم تحصله على أكثر من فرصة هدف محقق؛ حيث سجل هدف النصر الوحيد اللاعب الشاب خالد الغنام.
وافتقد النصر في هذه المواجهة خدمات حمد الله، بالإضافة إلى الثنائي سلطان الغنام وعبد الفتاح عسيري بداعي الإصابة، قبل أن تتفاقم الظروف بخروج البرازيلي مايكون مبكراً من ملعب المباراة بداعي الإصابة.
وفي جدة، أسقط فريق الاتفاق مستضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 على ملعب الجوهرة المشعة، وجاءت أهداف المواجهة الثلاثة عن طريق ضربات جزاء.
وقلب الاتفاق الطاولة في وجه مُضيفه الاتحاد الذي تقدم أولاً بهدف فهد المولد، قبل أن ينجح الاتفاق في تسجيل هدف التعادل وبعدها هدف الفوز، وسجل للاتحاد مهاجمه فهد المولد بعدما تحصل زميله سعود حمود على ركلة جزاء مع الدقيقة 60، قبل أن يعدل السلوفاكي فيليب كيتش النتيجة عن طريق ضربة جزاء في الدقيقة 79 وبعدها بدقائق قليلة عاد الاتفاق للحصول على ضربة جزاء تقدم لها مجدداً كيتش ونجح بوضعها في شباك الاتحاد هدفاً ثانياً.
وفشل الاتحاد في تسجيل بداية جيدة هذا الموسم، بعدما خيب آمال أنصاره وجماهيره في الموسم الماضي والذي كان فيه الفريق يصارع من أجل البقاء والهروب من الهبوط في ظل حلوله بمركز متأخر في لائحة ترتيب الدوري.
وفي مدينة حفر الباطن، تمكن فريق الأهلي من تحقيق فوزه الأول في مستهل مشواره هذا الموسم، وخطف 3 نقاط ثمينة من أمام صاحب الأرض، فريق الباطن، بهدف وحيد، حمل توقيع اللاعب سلمان المؤشر، سجله مع الدقيقة 18 من شوط المباراة الأول. وخرج فريق الأهلي بنقاط المباراة الثلاث، رغم صعوبة المواجهة التي جمعته مع فريق الباطن العائد مجدداً لمنافسات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والذي عُرف بصعوبته حينما يلعب على أرضه وملعبه.
ونجح ياسر المسيليم حارس فريق الأهلي بالحفاظ على شباكه من ولوج أي هدف لفريق الباطن الذي ضغط بصورة كبيرة بحثاً عن هدف التعديل في الجزء الأخير من المباراة، فيما تألق مزيد فريح حارس مرمى فريق الباطن بالتصدي لعدد من هجمات الأهلي، خاصة المهاجم عمر السومة.
وفي مدينة أبها، نجح فريق الرائد بتسجيل فوز كبير على صاحب الأرض فريق ضمك بـ3 أهداف مقابل هدفين، في مباراة مثيرة شهدت تسجيل 4 أهداف في الشوط الأول.
وافتتح الرائد أهداف المباراة مبكراً عن طريق لاعبه سلطان الفرحان مع الدقيقة الأولى من المباراة، فيما أضاف محمد السهلي الهدفين الثاني والثالث في غضون 10 دقائق 22 و32. قبل أن يقلص فريق ضمك الفارق عن طريق ضربة جزاء تقدم لها المهاجم الأرجنتيني إيميليو زيلايا الذي عاد قبل نهاية المواجهة بـ5 دقائق من إضافة الهدف الثاني عن طريق ضربة جزاء أخرى. وأكمل فريق ضمك الذي يقوده المدرب الجزائري نور الدين بن زكري مباراته أمام الرائد بـ10 لاعبين منذ الدقيقة 61 عقب إقصاء مدافعه الأرجنتيني كريستيان ليما بالبطاقة الحمراء التي ستغيبه عن المباراة المقبلة أمام القادسية.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.