«الشيوخ المصري» يدشن عودته بانتخاب رئيسه

TT

«الشيوخ المصري» يدشن عودته بانتخاب رئيسه

بعد نحو 7 سنوات على غيابه، دشن مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، عودته أمس، بانتخاب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيساً للمجلس، عقب أداء الأعضاء اليمين الدستورية.
وألغى دستور عام 2014 مجلس الشورى؛ لكنّ تعديلات دستورية أُدخلت العام الماضي، نصّت على إعادته باسم «مجلس الشيوخ».
ويختص المجلس المشكل من 300 نائب، ثلثهم بالتعيين، بـ«دراسة واقتراح ما يراه كفيلاً بتوسيد دعائم الديمقراطية، ودعم السلام الاجتماعي، والمقومات الأساسية للمجتمع، وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة، وتعميق النظام الديمقراطي، وتوسيع مجالاته، ويؤخذ رأيه في عدد من التشريعات».
وعقدت أمس أول جلسة للمجلس، أعلن خلالها رئيس الجلسة الإجرائية لمجلس الشيوخ النائب جلال هريدي (أكبر الأعضاء سنا) فوز المستشار عبد الوهاب عبد الرازق برئاسة المجلس.
وحصل عبد الرازق على 287 صوتاً من أصل 299، لافتاً إلى وجود 12 صوتاً باطلاً من إجمالي عدد الأصوات.
ولم يتقدم أي نائب آخر للترشح لرئاسة المجلس.
وقال عبد الرازق، في كلمته عقب إعلان فوزه، إن الشعب المصري وضع على كاهل أعضاء مجلس الشيوخ مسؤولية كبرى، مضيفاً أن الوطن كان قاب قوسين أو أدنى من الهلاك بسبب المؤامرات الخارجية وبعض أبناء الوطن المغرر بهم.
وأكد عبد الرازق أن «اليوم يعد يوماً مشهوداً في تاريخ الديمقراطية المصرية، بعد اكتمال غرفتي التشريع في البرلمان، وعودة مجلس الشيوخ مرة أخرى إلى الحياة السياسية، بعد اكتمال بنائه من مختلف أطياف الشعب ومشاركة المرأة والشباب وذوي الخبرات في مكون مجلس الشيوخ».
وكان أعضاء مجلس الشيوخ أدوا اليمين الدستورية في بداية الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس في فصله التشريعي الأول.
ووضعت أمانة المجلس إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا، حيث تم تعقيم المجلس بالكامل، ووضعت بوابات تعقيم على البوابات الرئيسة للمجلس، كما تم تجهيز القاعة التاريخية للمجلس بالكامل، انطلاقاً من تصميمات القاعة لتعكس عبق التاريخ الذي تمثله، ومروراً بالتجهيزات اللوجيستية، من تصويت إلكتروني وشاشات معلقة لبث فعاليات الجلسة وأجهزة تسجيل الحضور لتحديد النصاب القانوني، ووصولاً إلى تحديد المقاعد داخل القاعة لكل من النواب والحكومة، مع وضع المسافات الآمنة بسبب كورونا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.