الموت يُغيب الأديب والإعلامي السعودي عبد الله الزيد

الأديب والإعلامي السعودي عبد الله عبد الرحمن الزيد
الأديب والإعلامي السعودي عبد الله عبد الرحمن الزيد
TT

الموت يُغيب الأديب والإعلامي السعودي عبد الله الزيد

الأديب والإعلامي السعودي عبد الله عبد الرحمن الزيد
الأديب والإعلامي السعودي عبد الله عبد الرحمن الزيد

غيّب الموت الأديب والإعلامي السعودي، عبد الله عبد الرحمن الزيد، إثر سكتة قلبية أصابته فجر اليوم (الأحد). وصدر للزيد، الذي تخطى السبعين من العمر، أكثر من 10 دواوين شعرية، ونال العديد من الجوائز. وصدرت عنه وعن شعره العديد من الدراسات، أبرزها لمحمد لمشوح.
وعبد الله الزايد هو شاعر وكاتب وناقد وإعلامي، وأحد أبرز أدباء المملكة العربية السعودية المعاصرين. حصل على جائزة أفضل مذيع من وزارة الإعلام عام 1399هـ، وعمل على تنفيذ وقراءة النشرة الإخبارية في التلفزيون والإذاعة السعوديين، وقدم عدة برامج ثقافية وأدبية في الرياض.
حصل على الشهادة الجامعية في تخصص اللغة العربية من كلية اللغة العربية بالرياض عام 1974م، ثم عمل في أعمال عدة، منها: التحرير والمطبوعات والمصنفات والإشراف الثقافي والأدبي والبرامج والعلاقات العامة والتصحيح اللغوي. وكان عضواً مشاركاً في «الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون» وفي «النادي الأدبي» في كلٍ من الطائف وجدة والقصيم.
وفي الشعر، برزت قصائده بنبرتها الحزينة في أغلب الأحيان، حيث عكست تجارب الزيد الحياتية الحزينة، كوفاة والده وشقيقيه وفراق بعض أهله. ومن أهم موضوعات قصائده الرثاء والتأمل والشكوى. وقد شارك الزيد في العديد من الندوات والأمسيات الشعرية والثقافية.
كما اهتم بـ«النقد التطبيقي» في زوايا صحافية ثابتة طرح من خلالها تصوراته النظرية. وعمل على كتابات نثرية في بعض المجلات والصحف مثل مجلة «اليمامة» و«اقرأ» و«الشرق» و«الجيل» وغيرها، وفي الصحف المحلية كـ«الجزيرة» و«الرياض» و«عكاظ» وغيرها.
ويلفت النظر في تجربة الزيد الشعرية ذلك التمدّد في عناوين القصائد والدواوين، وهو ذو دلالة بيِنة على رغبة في التميز، والهرب من العادية والتسطح، وتكاد أغلب عناوين دواوينه وقصائده تشكّل قصائد مستقلة؛ ولعله أول من اختطّ هذه الطريقة في العنونة من السعوديين، وقد قلّده فيها بعض الشعراء.
وهو في جميع قصائده ذو نزعة رومانسية تسرف أحياناً في توهين الفأل، وتنبسط من خلالها رؤيته العميقة التي تتعانق مع الحزن، وتتمسك بالفرح، فهي رسوم لتداعيات نفسية متعددة الوجوه، وربما شكّلت قصيدته التي جعلها عنواناً لأحد الدواوين الأخيرة «انبسطت أكف الرفاق.. بقي الجمر في قبضتي أغني وحيداً» مثالاً واضحاً على طبيعة التناول الشعري عنده.
الزيد، الذي ضجّ به الشوق إلى موطنه بعد أن غادره لبرهة بعد سفره للعمل في دولة شقيقة هي الإمارات، فكتب نصاً جميلاً بعنوان: «ترتيلات نجدية في تضاعيف الخليج» يعارض فيها قصيدة الشاعر الأموي الصمة القشيري: «قفا ودعا نجداً ومن حل بالحمى/ وقل لنجد عندنا أن يودعا».
وفيها: «بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى / وما أحسن المصطاف والمتربعا»
يقول الزيد في قصيدته:
«قفا ودعا نجداً فبي مثل مابه وفيه الذي يُشْقِي وفيه الذي أهوى
وفيه الذي إن ضجت النار في فمي تجبر حتى صار أقسى من الشكوى
وفيه الذي إن ضاقت الذات عن دمي تذلل حتى صار أندى من النجوى
وفيه الذي إن غاب عن خاطر المدى فلا الأرض كل الأرض تهدي لي السلوى
هلامية الأسباب لا تعرف الهدى ولا منطق التفسير يفضي إلى فحوى
أنا.. من أنا ؟ وجدٌ يزور انفعاله ويرجع من بعد التجلي إلى المأوى
فحيناً.. فحيناً أرد الوعي عن حافة الأسى.. وحيناً يناديني السديم الذي أقوى»

الأدباء السعوديون ينعون الزيد
الدكتور سعد البازعي، الناقد وأستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الملك سعود، كتب عبر حسابه بـ«تويتر»، عن الفقيد: «عزائي لكل من عرف طيبته وجمال روحه وعطاءه الفذ. هو فقيد وطن قبل أن يكون فقيد أحبة وأصدقاء».
أما الكاتب والناقد الأديب سعد السريحي، فوصف الزيد بأنه: «كان من أرقى من عرفت خُلقاً وأشدهم وفاءً وأطيبهم نفساً، كان أمّة وحده في رقيّه وعفته وكرمه ونبله».
الإعلامي الدكتور عائض الردادي، مدير عام إذاعة الرياض ووكيل وزارة الإعلام ومدير عام وكالة الأنباء السعودية، وعضو مجلس الشورى وهيئة حقوق الإنسان (سابقاً): فكتب يقول: «الإذاعي الشاعر عبد الله، كان مذيعاً متميزاً: لغة وصوتاً وأداء وثقافة وخلقاً وشهامة، ومحافظة على دينه».
الشاعر جاسم الصحيح، نعى «فقيد الوطن والشعر والثقافة والإعلام عبد الله الزيد»، واصفاً الراحل بأنه: «كان في نبله آية، وفي نقائه سماءً، وفي شعره قيمة، وفي شجاعته قمّة.. رحمه الله تعالى».
الإعلامي الدكتور محمد العوين، قال: «ترك فقيد الأدب والإذاعة إبداعاً وتفرداً في الشعر والإذاعة؛ تجديداً في الصور والمعاني والإيقاع، وتميزاً في فن الإلقاء لغة وصوتاً».
وقال الشاعر جاسم عساكر عن رحيل الزيد: «شجرة المواعيد بين العشاق تتساقط ورقة ورقة... حين يُنمى إلى علمنا نبأ وفاة إنسان، كيف إذا كان شاعراً، وكيف كيف إذا كان (عبد الله الزيد) الذي ترجل تاركاً خلفه إرثاً إنسانياً ومودة في القلوب بتواضعه ونبله وكرمه، قبل أن يترك إرثاً أدبياً ضخماً، يستحق الاحتفاء».
وقال الكاتب محمد بن ناصر الأسمري: «أحتسب عند الله أخي وزميلي الشاعر والإعلامي عبد الله عبد الرحمن الزيد صادق القول وحسن الفعل والعمل... والعزاء للوطن ولأهله وللساحة الفكرية».
الإعلامي والإذاعي سعود مطلق الذيابي، قال عن عبد الله الزيد «الشاعر المثقف صاحب اللسان العربي الفصيح في لغته وصلته الوثيقة بلغة الضاد».



ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
TT

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)

مع انطلاق فعاليات الدورة الـ17 من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» في مصر، الاثنين، بدأ الفنانون المشاركون في التفاعل مع فضاء مدينة الأقصر (جنوب مصر) بحضارتها العريقة وطبيعتها المُشمسة، استعداداً للبدء في تنفيذ أعمالهم من وحي روح المدينة القديمة.

الملتقى الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وينظمه صندوق التنمية الثقافية، يواصل أعماله حتى السابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويقول الفنان المصري ياسر جعيصة، القوميسير العام للملتقى، إن «دورة هذا العام يشارك فيها 25 فناناً من مصر ومختلف دول العالم، منهم فنانون من سوريا، والأردن، والسودان، وقطر، واليمن، والولايات المتحدة، والهند، وبلغاريا، وروسيا، وألبانيا، وبولندا، والسنغال».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم تحديد ثيمة معينة ليعمل عليها الفنانون المشاركون في الملتقى؛ إذ نهدف إلى أن يلتقط كل فنان روح مدينة الأقصر بأسلوبه الفني الخاص وأسلوبه في التفاعل معها بشكل حُر، دون تقيّد بثيمة أو زاوية مُحددة، سواء كان التفاعل بطبيعتها، أو بوجهها الأثري، أو الخروج بانفعال فني ذاتي، وهذا يمنح للأعمال فرصة الخروج بصورة أكثر تنوعاً كنتاج للملتقى».

ويتابع: «بالإضافة إلى ذلك، فهناك اهتمام هذا العام بخلق حوار مع مجتمع مدينة الأقصر، عبر تنظيم أكثر من فعالية وورش عمل بين الفنانين والأطفال والأهالي لخلق حالة أكبر من التفاعل الفني».

عدد من الفنانين المشاركين في ملتقى الأقصر للتصوير (قوميسير الملتقى)

ومع اليوم الأول لانطلاق الملتقى بدأ الفنانون في الاندماج مع المدينة من خلال ورش عمل متخصصة، منها ورشة للفنان الهندي هارش أجراول الذي نظم ورشة عمل باستخدام خامة «الأكواريل» المعروف بتميزه في التعامل معها فنياً، وهي ورشة استقبلت عدداً من طلاب كلية الفنون الجميلة من قسم التصوير بالأقصر الذين سيحضرون على مدار أيام الملتقى للتفاعل مع الفنانين بشكل مباشر والاستفادة من خبراتهم الفنية، وفق القوميسير.

ويعتبر الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ثمة تغييرات تم استحداثها في برنامج الملتقى للخروج بنسخة مميزة لدورة هذا العام»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «توفير أفضل الظروف للفنانين من خامات، وإطالة مدة الجولات الفنية الخارجية داخل المدينة، والرسم في المواقع المفتوحة والأثرية... كان من أبرز الأفكار والموضوعات التي يسعى لتفعيلها قوميسير الملتقى ياسر جعيصة خلال تلك الدورة، في محاولة أن تخرج أعمال الملتقى أكثر انسجاماً وتعبيراً عن روح مدينة الأقصر».

ومن المنتظر أن تُعرض أعمال الملتقى في اليوم الختامي بمحافظة الأقصر، على أن يتم تنظيم عرض خاص آخر لها بالقاهرة مطلع العام المقبل.

ويرى الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين بمصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ملتقى الأقصر مناسبة لتبادل الخبرات بين الجنسيات والأجيال المختلفة، وكذلك مناسبة لتقديم حدث تشكيلي مميز للمجتمع الأقصري وزوار المدينة، واستلهام الفنانين لعالم فني مُغاير يستفيد من عناصر مدينة الأقصر وتاريخها العريق»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».

وتعد مدينة الأقصر من أبرز الوجهات السياحية العالمية التي تضم مواقع أثرية وثقافية بارزة منها: معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومقابر وادي الملوك، ووادي الملكات.