قوات عراقية تجبر فصيلاً لـ«الحشد» على الابتعاد عن حدود أربيل

اتهامات لـ«عصائب أهل الحق» باختطاف وقتل 8 مدنيين جنوب تكريت

TT

قوات عراقية تجبر فصيلاً لـ«الحشد» على الابتعاد عن حدود أربيل

أعلنت مصادر أمنية عراقية بأن قوات الجيش انتشرت على الحدود الفاصلة بين محافظتي نينوى وأربيل بعد إجبار قيادة العمليات المشتركة قوات أحد فصائل الحشد الشعبي على الانسحاب على مساحة ممتدة بطول أكثر من 10 كيلومترات.
وطبقا لمصدر أمني وصف بالرفيع المستوى في قيادة عمليات نينوى فإن «العمليات المشتركة أجبرت مقاتلي اللواء 30 في الحشد الشعبي على الانسحاب من المناطق المحاذية لحدود أربيل وتسليم ملفها لمغاوير الجيش». وأشار المصدر إلى «إنشاء أكثر من 15 نقطة أمنية معززة بمقاتلين من فوج المغاوير التابع لقيادة عمليات نينوى في المناطق الممتدة بين أربيل ونينوى من الجهة الشرقية». وأوضح المصدر أن «قيادة العمليات أجبرت قوات الحشد الشعبي على الانسحاب من هذا القاطع الممتد لأكثر من 10 كيلومترات ونشرت عوضاً عنهم سرايا من فوج المغاوير، وصولاً إلى أطراف ناحية برطلة».
ويأتي انتشار الجيش في تلك المنطقة عقب انطلاق هجوم منها على مطار أربيل بستة صواريخ نهاية الشهر الماضي.
وتزامن ذلك مع قيام طيران الجيش العراقي بتدمير عدد من أوكار تنظيم داعش جنوبي الموصل. وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان لها إنه «وفقا لمعلومات دقيقة، نفذ طيران الجيش أربع طلعات جوية في جزيرة كنعوص جنوبي مدينة الموصل». وأشار البيان إلى أن «الطلعات أسفرت عن تدمير عدد من الأوكار وقتل مجموعة من الإرهابيين».
إلى ذلك وفي تطور أمني جديد فقد أعلنت قيادة شرطة صلاح الدين عن اختطاف وقتل 8 مدنيين في قضاء بلد جنوبي تكريت بمحافظة صلاح الدين. وقال بيان لشرطة صلاح الدين أمس إن «قيادة شرطة محافظة صلاح الدين عثرت على ثماني جثث تعود لمواطنين من أهالي ناحية الفرحاتية التابعة لقضاء بلد جنوبي تكريت مركز محافظة صلاح الدين». وأضافت أن «مفارز شرطة الطوارئ عثرت على ثماني جثث تعود لمواطنين من أهالي ناحية الفرحاتية التابعة لقضاء بلد جنوبي تكريت من أصل اثني عشر مدنيا تم اختطافهم من قبل قوة مسلحة مجهولة الهوية، فيما لا يعرف حتى هذه اللحظة مصير الأربعة الآخرين».
من جانبه، قدم محافظ صلاح الدين عمار جبر خليل بحسب البيان «طلبا عاجلا إلى مكتب القائد العام للقوات المسلحة للتحقيق الفوري في جريمة الفرحاتية»، مبينا أن «جهة مسلحة مجهولة الهوية قامت ظهر أمس بخطف 12 شابا من أهالي الفرحاتية واقتادتهم إلى جهة مجهولة وبعد ساعة واحدة فقط تم العثور على ثمانية منهم تمت تصفيتهم رمياً بالرصاص أغلبها في منطقة الرأس والصدر ونجهل حتى هذه اللحظة مصير الأربعة الآخرين».
وفي الوقت الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث وما إذا كان يحمل بصمات تنظيم داعش أم لا، فإن المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب اتهم مقاتلي «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي بالوقوف وراء الهجوم. وقال المركز في بيان إن «ميليشيا مسلحة تنتمي إلى عصائب أهل الحق قتلت 12 مدنيا بينهم 4 أطفال بحملة دهم فجر اليوم (أمس السبت) في قضاء بلد جنوبي محافظة صلاح الدين». وأضاف المركز أن «المغدورين هم من أبناء عشيرة الرفيعات وعشيرة الجيسات».
من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم عشائر صلاح الدين الشيخ مروان الجبارة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نطالب الحكومة المركزية في بغداد بإجراء تحقيق فوري في هذا الحادث الخطير الذي من شأنه تهديد السلم الأهلي ومصادرة كل الجهود التي بذلناها طوال السنوات الماضية من أجل اللحمة الوطنية بين أبناء المحافظة ومواجهة خطر تنظيم داعش». وأضاف الجبارة أن «المطلوب وبكل جدية معرفة ملابسات الحادث لأن الصورة لا تزال غير واضحة ومن واجب الحكومة تحديد ذلك ومنع أي خرق في المنطقة»، مبينا أن «من أهم واجبات الحكومة هو حماية الأهالي في المناطق المحررة بمن في ذلك إشراكهم في أمن مناطقهم من خلال تزويدهم بكل ما يلزم لذلك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.