بإجراءات احترازية وكمامات... طلاب مصر يعودون للمدارس بعد إغلاق «كورونا»

عدد من طلاب مدرسة «السعدية» يرتدون الأقنعة الواقية في طابور الصباح (إ.ب.أ)
عدد من طلاب مدرسة «السعدية» يرتدون الأقنعة الواقية في طابور الصباح (إ.ب.أ)
TT

بإجراءات احترازية وكمامات... طلاب مصر يعودون للمدارس بعد إغلاق «كورونا»

عدد من طلاب مدرسة «السعدية» يرتدون الأقنعة الواقية في طابور الصباح (إ.ب.أ)
عدد من طلاب مدرسة «السعدية» يرتدون الأقنعة الواقية في طابور الصباح (إ.ب.أ)

لم تفكر الأم حنان عشري كثيرا في قرار عودة طفليها علاء وروفيدة إلى صفوف المدارس مرة أخرى، بعد إغلاق استمر لأكثر من سبعة أشهر جراء تفشي فيروس كورونا المستجد في مصر، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «يكفي فترة إجازة طويلة دون أي علم أو استفادة».
وانطلق اليوم (السبت) العام الدراسي الجديد في عدة محافظات مصرية بالتزامن مع تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا مع بدء عودة 23 مليون طالب إلى المدارس وفق إحصائية لوزارة التربية والتعليم في فبراير (شباط) الماضي.
وقد أقرت وزارة التربية والتعليم على نظام «التعليم البديل»، والذي يعتمد على تلقي الدروس عبر القنوات التعليمية والمنصات التعلم التي أطلقتها الوزارة، بجانب الحضور إلى المدارس في عدد من الأيام.
وتأتي خطوة حنان بإعادة طفليها – علاء بالصف الثالث الابتدائي وروفيدة بمرحلة رياض الأطفال - لصفوف الدراسة بعدما أكدت المدرسة لها ولأولياء الأمور باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لحماية الأطفال، وتتابع الأم الثلاثينية: «المدرسة نبهت أكثر من مرة على ضرورة ارتداء الأطفال لحامي الوجه والأقنعة الواقية، فضلا عن ضرورة حضور الطلاب بوسائل التعقيم الخاصة مثل بخاخات الكحول». كما نوهت المدرسة الواقعة في محافظة الجيزة المصرية على ضرورة التباعد الاجتماعي بين الطلاب، ووضعت شروطا بخفض عدد الطلاب في الفصل الواحد من 40 طالب إلى ما لا يزيد عن 20 طالب، كما أقرت المدرسة بحضور الطلاب في ثلاثة أيام فقط، وفقا للأم.

وتتابع الأم أن القلق يساور بعض الأمهات على مجموعات دشنت خصيصا عبر تطبيق «الواتس آب» للتنسيق فيما بينهن بخصوص المدرسة، وتردف «هناك بعض الأمهات قلقة بالطبع... لكن أخريات يشجعن للنزول للمدارس، وسط نصائح مشددة على الأطفال مثل عدم التلامس وعدم تبادل الأقنعة الواقية (الكمامات)، وتقليل عدد ساعات اليوم الدراسي وأيامه».
وحددت المدارس المصرية قواعد وضوابط العام الجديد لطلابها لضمان السلامة، وحرصا على صحة الطلاب في عدة نقاط أبرزها، الالتزام بارتداء الكمامة طول اليوم، والالتزام بقواعد النظافة العامة وعدم استعمال أدوات الغير، والالتزام بعدم المصافحة بالأيدي والتقبيل، ومرور جميع الطلبة والطالبات بجهاز التعقيم قبل دخول المدرسة، حسبما أفادت وسائل إعلام مصرية.
كما نوهت الوزارة على منع تكدس الأهالي على أبواب المدارس منعا للازدحام، كما أوضحت أنه في حالة شعور أي طالب بأي أعراض للبرد، عليه التوجه فورا للمسؤول الصحي بالمدرسة، وضرورة الالتزام بالمنزل حرصا على السلامة العامة.

ومن جانبه، أعلن وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي، في فيديو مدته 33 دقيقة، أمس (الجمعة)، عن استعدادات الدولة للعام الدراسي الجديد، من بينها الإعلان عن قناة خاصة، وتسمى «مدرستنا»، تبث الدروس للمراحل الدراسية من الرابعة الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت في منتصف مارس (آذار) الماضي تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، ليتبعها تعليق طويل الأمد، استمر وصولا إلى الإجازة الصيفية، ولم تقطعه إلى الحضور من أجل الامتحانات في المراحل الدراسية.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر أمس (الجمعة) تسجيل 126 حالة جديدة ثبتت إصابتها بفيروس كورونا، فضلا عن 11 حالة وفاة جديدة. وبهذه الحصيلة، يرتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة بفيروس كورونا إلى أكثر من 105 آلاف حالة إصابة بالإضافة إلى أكثر من 6 آلاف حالة وفاة، وتعافي ما يزيد عن 98 ألف حالة منذ بدء الوباء.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.