قبل فوات الأوان... بوكيتينو الحل الأمثل لمانشستر يونايتد

التعاقد مع مدير فني جيد أهم بكثير من إبرام صفقات لحفظ ماء الوجه

TT

قبل فوات الأوان... بوكيتينو الحل الأمثل لمانشستر يونايتد

خسر مانشستر يونايتد على ملعبه أمام توتنهام بستة أهداف مقابل هدف وحيد. وفي اليوم نفسه، انهار حامل اللقب ليفربول وخسر بسبعة أهداف مقابل هدفين أمام أستون فيلا على ملعب «فيلا بارك». وفاز وستهام يونايتد بمباراته الثانية على التوالي؛ وهو ما يعكس حقيقة أنه يمكن لأي فريق أن يهزم أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو ربما يكون السبب في ذلك هو انهيار نظام العمل خلال هذا الخريف بسبب التعب والإرهاق، وقلة وقت التحضير والاستعداد، وغياب المشجعين عن الملاعب.
لكن خسارة مانشستر يونايتد كانت تختلف تماماً عن خسارة ليفربول. صحيح أن الطريقة التي يلعب بها ليفربول قد ظهرت خطورتها في الآونة الأخيرة، وصحيح أن هذا الانهيار الدفاعي كانت له مقدمات ولم يأتِ من دون تحذير مسبق، لكن الخسارة بسباعية أمام أستون فيلا كانت بمثابة مفاجأة كبيرة وصدمة حقيقية، حتى وإن خفف البعض من وطأة ذلك من خلال الإشارة إلى أن ليفربول كان يلعب من دون قائده جوردان هندرسون، ونجمه السنغالي ساديو ماني، وحارس مرماه الأساسي أليسون بيكر.
لكن على النقيض من ذلك، كان أداء مانشستر يونايتد أمام توتنهام هو الأداء المعتاد للفريق في الآونة الأخيرة. ففي عطلة نهاية الأسبوع الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، خرج مانشستر يونايتد لمواجهة نيوكاسل وقدم أداءً ضعيفاً وسيئاً وخسر بهدف دون رد، وهو ما كان يعني أن الفريق قد جمع عدداً من النقاط خلال أول ثماني مباريات في الموسم أقل مما جمعه خلال هذه المرحلة في أي موسم من المواسم الثلاثين الماضية. فهل تغير أي شيء بالفعل؟
ربما يبدو أن الفريق أصبح أفضل من ذي قبل، بعد ضمه برونو فرنانديز ودوني فان دي بيك، وهما لاعبان جيدان للغاية، حتى لو لم يعد فرنانديز يقدم المستويات المبهرة نفسها التي كان يقدمها فور انضمامه إلى الفريق في يونيو (حزيران) الماضي. كما أن ميسون غرينوود يقدم مستويات جيدة ومثيرة للإعجاب. وعلاوة على ذلك، ضم مانشستر يونايتد الظهير الأيسر البرازيلي أليكس تيليس من بورتو البرتغالي، كما ضم المهاجم المخضرم إدينسون كافاني، وكان يسعى للحصول على خدمات عثمان ديمبيلي على سبيل الإعارة. يجب التأكيد على أن جميع هؤلاء اللاعبين جيدون للغاية، لكنك تشعر بأنهم غير مناسبين للفريق. وبعبارة أخرى، يمكن أن يكون لديك أفضل مصابيح في العالم، لكنك لن تتمكن من إقامة المنارة التي تهتدي بها إذا لم يكن لديك صخرة تبني عليها تلك المنارة! كما أنك ستكون حتماً في حاجة إلى حارس لهذه المنارة.
يعد مانشستر يونايتد هو ثالث أغنى نادٍ في العالم من حيث الإيرادات، وبالتالي يمكنه التعاقد مع أي لاعب يريده. ومع ذلك، عيّن النادي أولي غونار سولسكاير على رأس القيادة الفنية للفريق؛ نظراً لأنه أحرز هدفاً مهماً عندما كان لاعباً للفريق قبل 21 عاماً! إن لطفه الواضح جعله لقمة سائغة في فم المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو في المباراة التي سحق فيها توتنهام مانشستر يونايتد بستة أهداف مقابل هدف وحيد. من الممكن أن يجعل سولسكاير فريقه يلعب بطريقة دفاعية ويعتمد على الهجمات المرتدة، لكنه لم يظهر أي دليل أو إشارة على أنه قادر على جعل الفريق يعتمد على الهجوم الشرس والضغط المتواصل على حامل الكرة، وهي الطريقة التي تلعب بها معظم الأندية في كرة القدم الحديثة اليوم. ولا يمكن لمانشستر يونايتد أن يستمر في رؤية الحزن في العيون الزرقاء لسولسكاير ويشعر بالتعاطف معه دون أن يأخذ قرارات حاسمة. وبعد المسيرة السيئة لسولسكاير على رأس القيادة الفنية لكارديف سيتي وهبوط الفريق لدوري الدرجة الأولى تحت قيادته، هل كان يمكن لأي نادٍ آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز أن يتعاقد معه؟
لقد كان مانشستر يونايتد هو الطرف الأضعف أمام كريستال بالاس، وأمام برايتون، وأمام توتنهام. لكن ما حدث أمام توتنهام قبل التوقف الدولي كان هو الأسوأ على الإطلاق، وذكّرنا بالأداء السيئ الذي قدمه الفريق عندما خسر بخماسية نظيفة أمام كريستال بالاس في ديسمبر (كانون الأول) عام 1972، عندما كشفت تلك المباراة عن العيوب والمساوئ كافة في الإدارة الفنية، والأجواء المسمومة والمشحونة داخل النادي.
وقدّم مانشستر يونايتد أداءً كارثياً في شوطي المباراة أمام توتنهام، لدرجة أن طرد أنتوني مارسيال كان شيئاً هامشياً، كما ظهر التوتر الشديد على بول بوغبا في تدخله العنيف على بيير إميل هوجبيرغ، واندفاع لوك شو المروع على لوكاس مورا.
ولم يكن أسوأ شيء في أداء مانشستر يونايتد هو الفوضى وعدم خطة واضحة يلعب بها الفريق - على الرغم من أن هذه مشكلة متنامية يعاني منها الفريق. لكن المشكلة الأكبر كانت تتمثل في أن اللاعبين يلعبون بلا مبالاة وعدم اهتمام أو مسؤولية. ولا يُعد سولسكاير هو المشكلة الوحيدة في النادي، وربما لا يكون حتى أكبر مشكلة في النادي، لكنه المشكلة التي يمكن حلها بسهولة. إن الأداء الذي قدمه مانشستر يونايتد أمام توتنهام يعكس غياب القيادة، وأنه لا يوجد مدير فني لديه سلطة على لاعبيه أو يحظى باحترام كبير بين لاعبيه وزملائه.
وفي الوقت نفسه، لا يزال المدير الفني السابق لتوتنهام، ماوريسيو بوكيتينو، متاحاً. وعاجلاً أم آجلاً سيتولى القيادة الفنية لأحد الأندية الكبيرة. لقد أظهر باريس سان جيرمان وريال مدريد اهتماماً سابقاً بالتعاقد مع المدير الفني الأرجنتيني، ومن غير المستبعد أن يتعاقد مع مانشستر سيتي كبديل لجوسيب غوارديولا. وحتى لو لم يحدث ذلك، فقد يشعر بوكيتينو بالملل من الانتظار ويوافق على التدريب في قطر أو الإمارات العربية المتحدة أو الصين. ويتعين على مانشستر يونايتد أن يدرك جيداً أن التعاقد مع مدير فني جيد أهم بكثير من إبرام صفقات لحفظ ماء الوجه من خلال التعاقد مع المهاجم الأورغوياني الطاعن في السن كافاني، أو التعاقد مع مهاجمين فرنسيين غير جيدين ومتاحين في سوق الانتقالات منذ أسابيع!
ويجب أن نعرف أن كل الهزائم بخمسة أهداف ليست متساوية، وأن ما حدث على ملعب «أولد ترافورد» أمام توتنهام أسوأ بكثير من خسارة مانشستر يونايتد بخماسية نظيفة أمام كريستال بالاس على ملعب «سيلهورست بارك» عام 1972، وأسوأ من خسارة ليفربول بسباعية على ملعب «فيلا بارك» أمام أستون فيلا. إن الهزيمة الثقيلة أمام توتنهام كانت محصلة طبيعية للتدهور والتراجع الحاد في أداء الفريق ومستواه. وعلى الرغم من أن مانشستر يونايتد يضم الكثير من المواهب الشابة الجيدة، فإن إعادة البناء ستستغرق بعض الوقت، ولسوء الحظ بالنسبة لسولسكاير، فإن إعادة البناء يجب أن تبدأ بالتخلص منه هو شخصياً!
وهكذا، وبعد تلقيه أسوأ هزيمة له منذ تسعة أعوام بخسارته أمام توتنهام على أرضه بسداسية، عاد مانشستر يونايتد إلى وضع مألوف لازمه في الأعوام الأخيرة وحرمه من المنافسة على لقبه الأول منذ 2013، منذ أن قرر المدرب الاسكوتلندي الأسطوري أليكس فيرغسون أن يعتزل التدريب في عقب نهاية موسم 2012 – 2013، تناوب على تدريب «الشياطين الحمر» خمسة مدربين، أحدهم بشكل مؤقت (الويلزي راين غيغز)، من دون أن ينجح أي منهم في إعادته إلى مكانته.


مقالات ذات صلة

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي «هش»

قال بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه «هش» بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف في المباراة التي تعادل فيها مع فينورد 3-3 في دوري أبطال أوروبا.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».