انتهاء أوسع عملية لتبادل الأسرى بين الشرعية والحوثيين

استقبال رسمي وشعبي للمفرج عنهم في عدن ومأرب

موظفون من «الصليب الأحمر» ومسؤولون يمنيون في مطار عدن حيث وصل أسرى مفرج عنهم أمس ضمن عملية التبادل  (أ.ف.ب)
موظفون من «الصليب الأحمر» ومسؤولون يمنيون في مطار عدن حيث وصل أسرى مفرج عنهم أمس ضمن عملية التبادل (أ.ف.ب)
TT

انتهاء أوسع عملية لتبادل الأسرى بين الشرعية والحوثيين

موظفون من «الصليب الأحمر» ومسؤولون يمنيون في مطار عدن حيث وصل أسرى مفرج عنهم أمس ضمن عملية التبادل  (أ.ف.ب)
موظفون من «الصليب الأحمر» ومسؤولون يمنيون في مطار عدن حيث وصل أسرى مفرج عنهم أمس ضمن عملية التبادل (أ.ف.ب)

أنهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أمس (الجمعة)، المرحلة الأخيرة ضمن أوسع عملية تبادل للأسرى والمعتقلين بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية منذ انقلاب الأخيرة على الشرعية أواخر 2014.
وأكدت اللجنة الدولية ومصادر حكومية وأخرى حوثية نقل 151 أسيراً ومعتقلاً لدى الجماعة الحوثية عبر رحلتين من صنعاء إلى عدن مقابل نقل 201 من أسرى الجماعة الحوثية على دفعتين أيضاً من عدن إلى صنعاء. وكانت العملية الواسعة التي جاءت تتويجاً لمباحثات الطرفين الأخيرة في سويسرا استناداً إلى اتفاق استوكهولم وجولات المفاوضات السابقة في الأردن، قد انطلقت، الخميس، عبر مطارات صنعاء وسيئون وأبها والرياض، قبل أن تكتمل العملية أمس بتبادل 1056 شخصاً في حين كان من المقرر إطلاق 1081 شخصاً بموجب الاتفاق، غير أن خلاف اللحظات الأخيرة حال دون إطلاق سراح العدد المتبقي.
وحظي المفرج عنهم من المعتقلين الموالين للشرعية باستقبال شعبي ورسمي حافل في مدينتي عدن ومأرب أمس (الجمعة)، في حين ينتظر أن تنظم القوات المشتركة في الساحل الغربي اليوم (السبت)، حفل استقبال مماثلاً لعناصرها المفرج عنهم، حسبما أفاد به الإعلام العسكري.
وكان على رأس مستقبلِي المفرج عنهم في مأرب المحافظ سلطان العرادة، ورئيس الأركان اليمني الفريق صغير بن عزيز، وقادة عسكريون، إضافة إلى آلاف من السكان وأقارب المختطفين والأسرى.
وفيما تضمنت الصفقة في يومها الأول إطلاق سراح 15 أسيراً سعودياً و4 سودانيين، قال التحالف الداعم للشرعية في اليمن إنه يتعامل في ملف الأسرى وفق المبادئ والقيم الإنسانية.
وأوضح العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف، أن الفريق مطلق الأزيمع قائد القوات المشتركة المكلّف، كان في استقبال الأسرى عند وصولهم إلى قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، والعميد مجدي السماني الملحق العسكري السوداني لدى المملكة وعدد من أركان قيادة القوات المشتركة وضباط الارتباط من الجانب السوداني الشقيق بقيادة القوات المشتركة وأهالي وذوي الأسرى.
وشدد العقيد المالكي على أن وصول الأسرى من قوات التحالف يأتي في إطار اهتمام القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف بعودة الأسرى والمحتجزين كافة.
من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أمس وزّعته عبر الإيميل على وسائل الإعلام إنها «أعادت أكثر من ألف محتجز سابقاً على صلة بالنزاع في اليمن إلى مناطقهم الأصلية أو إلى بلدانهم الأصلية في أكبر عملية من نوعها خلال فترة الحرب التي امتدت خمس سنوات ونصف السنة».
وأضاف البيان: «أُجريت العملية، التي نُفّذت يومي 15 و16 أكتوبر (تشرين الأول) باستخدام 11 رحلة جوية سيّرتها اللجنة الدولية من وإلى خمس مدن في اليمن والمملكة العربية السعودية. وبلغ عدد المعتقلين المطلق سراحهم الذين جرى نقلهم 1056». وحسب البيان قالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في اليمن السيدة كاتارينا ريتز: «هذه مناسبة بالغة الأهمية في حرب حافلة بفصول من الألم والمعاناة. أمكن لنحو ألف عائلة أن تفرح بعد لمّ شملها بعودة أحبائها. ومع أننا سعداء للغاية لأجل هذه العائلات، إلا أننا لا يغيب عن أذهاننا أيضاً مئات العائلات الأخرى التي تنتظر لمّ شمل أفرادها. ونأمل أن تضيف هذه الخطوة طاقة للجهود المبذولة للإفراج عن المزيد من المحتجزين في المستقبل».
وأشار البيان إلى أن العملية التي أُجريت بشكل متزامن جاءت «ثمرة محادثات جرت في مونترو بسويسرا الشهر الماضي، والتي استندت إلى أعمال اتفاق استوكهولم في أواخر عام 2018، وتمثل دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر -وفق البيان- في هذه العملية في العمل وسيطاً محايداً». وقالت اللجنة إنها «تحدثت مع المحتجزين على انفراد وأجرت لهم فحوصات طبية قبل الإفراج عنهم للتأكد من رغبتهم في نقلهم إلى ديارهم وأنهم يتمتعون بصحة جيدة للقيام بالرحلة».
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في الكويت السيد عمر عودة: «هذا الإفراج، الذي جاء ثمرة مفاوضات متأنّية بين الأطراف المشاركة في النزاع، لهو خطوة مشجعة». وأضاف قائلاً: «إطلاق سراح هذا العدد من المحتجزين جعل هذه العملية تمثل تحدياً لوجيستياً معقّداً، لكنّ اللجنة الدولية يشرّفها أن تضطلع بدور محايد يسهّل لمّ شمل العائلات».
وأقلعت أو هبطت 11 رحلة جوية في مطارين في المملكة العربية السعودية -هما أبها والرياض- وثلاثة مطارات في اليمن هي عدن وصنعاء وسيئون. وزودت اللجنة الدولية المحتجزين بالملابس ومواد النظافة والمال من أجل المرحلة الأخيرة من رحلة العودة إلى وطنهم.
وأشارت اللجنة الدولية إلى أنها «وزعت معدات الحماية الشخصية وقدمت الإرشادات الصحية ونفّذت تدابير التباعد الاجتماعي في المطارات والطائرات للحماية من عدوى «كوفيد - 19» في وقت ساعد فيه طاقم طبي ومتطوعون من جمعية الهلال الأحمر اليمني وهيئة الهلال الأحمر السعودي في هذه العملية على مدار اليومين، في المطارات وعلى متن الرحلات الجوية، بأشكال منها مساعدة المحتجزين العجزة للصعود على متن الطائرات والنزول منها وتقديم خدمات الإسعاف.
وتعليقاً على هذا الاختراق في الملف الإنساني كان المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، قد وصف عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بأنها «علامة جيدة»، وقال في تغريدة على «تويتر»: «إن الحوار السلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج حميدة»، متطلعاً إلى أن يلتقي الطرفان قريباً برعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح كل السجناء والمعتقلين على خلفية النزاع.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.