سوري خرج من سجن بموجب عفو «الإدارة الذاتية»: «داعش» استخدمنا دروعاً في شرق الفرات

سوريون خرجوا من سجن الحسكة بموجب عفو من الإدارة الذاتية (الشرق الأوسط)
سوريون خرجوا من سجن الحسكة بموجب عفو من الإدارة الذاتية (الشرق الأوسط)
TT

سوري خرج من سجن بموجب عفو «الإدارة الذاتية»: «داعش» استخدمنا دروعاً في شرق الفرات

سوريون خرجوا من سجن الحسكة بموجب عفو من الإدارة الذاتية (الشرق الأوسط)
سوريون خرجوا من سجن الحسكة بموجب عفو من الإدارة الذاتية (الشرق الأوسط)

أفرجت «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية (قسد)، أمس، عن مئات من السوريين الذين كانوا متهمين بالارتباط بتنظيم «داعش» الإرهابي، بعد دعوات من شيوخ عشائر ومطالبات أهلية، وبهدف تخفيف الضغط على السجون المكتظة، وللضغط على باقي الدول والحكومات لاستعادة رعاياها. وبعد بقائه بالسجن مدة عام و7 أشهر، خرج الشاب خضر البالغ من العمر 23 سنة، المتحدر من بلدة الشدادي جنوب الحسكة، بموجب العفو الذي أصدرته «مجلس سوريا الديمقراطية»، الجناح السياسي لـ«قسد». قال: «كانت تهمتي (داعشي) لكن كنت أعمل موظفاً مدنياً مع التنظيم، وأجبرونا على الخروج مع عناصره كلما كانوا يخسرون أرضاً جديداً، آخرها منطقة الباغوز»، مشيراً إلى أنهم استخدموا دروعاً بشرية ومنعوا من الفرار من مناطق سيطرته.
وأمام سجن الصناعة بمدينة الحسكة، شُوهد مئات السجناء لحظة خروجهم، أمس، بعضهم كانوا يحملون حقائب صغيرة، وآخرون يمشون على عكازات، وبينهم من فقد أحد أطرافهم، وسط إجراءات أمنية مشددة، انتظرهم أفراد عائلاتهم، وامتلأت الساحة بالرجال والنساء والأطفال.
وقال حسين، الذي كان ينتظر خروج شقيقه الأكبر ويتحدرون من بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، «بعد انتهاء معركة الباغوز ألقوا القبض على أخي وهو موجود في السجن منذ سنة ونصف السنة بتهمة الانتساب للتنظيم». وأصدرت الإدارة الذاتية شرق الفرات عفواً عاماً أفرجت بموجبه عن 631 سجيناً ممن تم توقيفهم بتهم الإرهاب من بين 12 ألف سجين آخر، يقدر عدد السوريين بنحو 4500 شخص، حيث خرج 100 موقوف من سجن بمدينة القامشلي، والعدد نفسه من سجن آخر بمدينة منبج بريف حلب الشرقي، و19 سجيناً في بلدة عين العرب (كوباني) المجاورة، وأكثر من 400 سجين من مركز الصناعة بمدينة الحسكة، ويعد أكبر مراكز الاحتجاز الخاصة بعناصر التنظيم.
وقالت أمينة عمر الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، إن الذين أطلق سراحهم «هم من السوريين الذين تعاملوا مع التنظيم، لكنهم لم يرتكبوا أعمالاً إجرامية، أو تواجههم دعوات ومحاكم شخصية»، ولفتت إلى أن الخطوة تمت بالتنسيق مع العشائر وقيادات المجتمع المحلي خلال الندوات التي عقدوها مؤخراً: «والجولات التي قمنا فيها للعشائر بمختلف المنطقة، توصلنا لضرورة إصدار عفو عام يشمل السجناء المحكومين بتهم الإرهاب الذين غُرر بهم، ولم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين».
وخضر وجميع السوريين الذين أفرج عنهم مؤخراً يتحدرون من مناطق الإدارة الذاتية، وحسب مسؤولي «مجلس العدالة الاجتماعية» لدى الإدارة، درست ملفات هؤلاء بالتنسيق بين المجالس المحلية وإدارة السجون والمحاكم الخاصة التي استجوبتهم، على أن تتم إعادتهم للحياة الطبيعية ودمجهم بمجتمعاتهم وتوفير فرص عمل مناسبة.
وأخبر حسن سليمان، الناطق باسم مجلس العدالة، بأن 253 موقوفاً آخرين سيستفيدون من «نصف العقوبة»، حسب قرار العفو، وسيخرجون فور انتهاء محكوميته، لكن: «العفو استثنى القياديين وأصحاب المناصب العليا في التنظيمات الإرهابية، وكل المتورطين بتشكيل خلايا نائمة موالية لتنظيم (داعش)، أو كانوا مقاتلين بصفوفه أو جندوا عناصر لصالحه».
كانت قوات (قسد) المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، قد أفرجت عن العشرات من السوريين المتهمين بالارتباط بخلايا التنظيم من سجونها بعد الحصول على ضمانات من شيوخ ووجهاء العشائر.
غير أن حمدان المتحدر من قرى جبل عبد العزيز غرب الحسكة، وكان ينتظر خروج ابنه ليرافقه بالعودة إلى منزل العائلة، قال من أمام سجن الصناعة: «ابني وعشرات مثله سجنوا بتهمة (الدواعش) بسبب تقارير أمنية كيديه كاذبة. والنتيجة بقي سنة ظلماً».
وتزامن صدور العفو مع إعلان الإدارة الذاتية السماح لآلاف السوريين من نازحين وأسر عائلات مقاتلي التنظيم بالخروج من مخيم الهول المكتظ. ونوهت القيادية الكردية أمينة عمر، بأن الخطوات التي تتخذها الإدارة ومجلسها السياسي لسحب البساط من الجهات الخارجية، التي تعمل على زعزعة استقرار وأمن المنطقة، «لنزع فتيل الفتنة التي تزرعها القوى الخارجية، ولترسيخ مبادئ العيش المشترك، وإنجاح جلسات الحوار الوطني تحضيراً لمؤتمر وطني شامل لكل مكونات إقليمي الجزيرة والفرات».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.