كندة علوش: متشوقة للكوميديا بعد سنوات من «الأدوار الحزينة»

قالت الفنانة السورية كندة علوش، إنها متشوقة لتقديم الأدوار الكوميدية بعد سنوات من الأدوار الهادئة والحزينة. وكشفت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها لا تحب مشاهدة السينما الأميركية، وأوضحت أنها تعيش حالياً في أجواء سعيدة، بعد عودتها للدراما التلفزيونية مجدداً بعد فترة من الغياب عبر حكاية «ضي القمر»، إحدى حكايات مسلسل «إلا أنا» الذي يعرض حالياً على إحدى الشاشات المصرية، وترى أن الفضل في نجاح دورها يعود إلى الكاتبة عبير سليمان والكاتب يسري الفخراني، ولفتت إلى أنها تشعر بالفخر لاختيارها عضوة بلجنة تحكيم الأفلام القصيرة بمهرجان الجونة... وإلى نص الحوار:
> ما الذي جذبك في قصة «ضي القمر» لتعودين بها للدراما التلفزيونية بعد غياب 3 سنوات؟
- حين عُرضت علي قصة «ضي القمر» أحببتها للغاية بسبب اللمسة الإنسانية التي أبرزتها الروائية عبير سليمان، والكاتب يسري الفخراني، فالعمل ربما لا يكون مشوقاً وبه صراعات عنيفة، ولكن هو عمل يسرد الحياة التي نعيشها بشكل يومي في حياتنا، وبالتحديد للسيدات اللاتي يعانين من مشكلة الإنجاب، فمشكلة الإنجاب هنا ليست مجرد خط في سياق درامي طويل، ولكنها هي أساس القصة التي نعمل على مناقشتها بكافة جوانبها النفسية والطبية والاجتماعية، وأجمل ما في القصة هو أننا نناقشها أيضاً من مختلف طبقات المجتمع، ولا بد هنا أيضاً من أن أشكر كل من دعم وساعد في نجاح المسلسل، من المخرج أحمد حسن الذي سيكون له مستقبل واعد، إلى الفنانين الذين شاركوني في العمل: محمد علاء، وزينب إسماعيل، ومحمد شاهين، وياسمين وافي.
> وكيف تقيِّمين ردود الأفعال بشأن دورك؟
- لم أكن أتخيل أن يحقق هذا المسلسل كل هذا النجاح، فأنا شعرت بأن الناس احتضنتني بعد فترة غيابي الطويلة، ولم أكن أعلم أن المسلسلات خارج السباق الرمضاني قد تحقق كل هذا النجاح، فأنا كنت أتخيل أن المسلسلات ذات عناصر التشويق والإثارة قد تحقق النجاح خارج رمضان، ولكني فوجئت بتحقيق مسلسل اجتماعي كل هذا الانتشار، لذا أشكر كل فرد أرسل لي رسالة شكر عبر هاتفي أو عبر حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي.
> وهل واجهتك صعوبة في تقديم دور سيدة تعاني من صعوبة الإنجاب؟
- بعدما أصبحت أماً لطفلة جميلة اسمها «حياة» ذقت غلاوة الأمومة، وهو الأمر الذي ساعدني بشدة في تمثيل دور سيدة تعاني من صعوبة الإنجاب، فالأمومة نعمة رائعة، أدعو من قلبي ألا تُحرم أم منها مطلقاً، كما أننا في المسلسل نحاول تقديم رسالة للسيدات اللاتي لم يرزقهن الله بنعمة الأمومة بألا تنهي حياتها؛ بل هناك أمهات لم ينجبن أصبحن قادرات على المضي قدماً في الحياة واستكمالها بصورة طبيعية، فأنا ضد مقولة إن السيدة تصبح ناقصة لو لم يرزقها الله بالإنجاب، لذلك أحيي الزوجات اللاتي لم ينجبن واستطعن مجابهة الأمر والتغلب عليه.
> وماذا كان رأي زوجك الفنان عمرو يوسف في الدور أثناء عرضه عليك؟
- عمرو وافق عليه وأحبه بكل تأكيد، وتوقع نجاحه، وقال لي إن غيابك الطويل سيكون سبباً في نجاح المسلسل «لأنك وحشتي الجمهور»، ورغم أنني لم أكن مؤيدة لرأيه، فإن توقعاته كانت صحيحة، فمنذ بدء عرض الحلقات الأولى من العمل تلقيت مئات الرسائل من الجمهور تهنئني على الدور.
> وهل تلقيتِ التهنئة من زملائك بالوسط الفني؟
- نعم... هناك فنانون كثيرون باركوا لي على الدور، ولكنني أفضل عدم ذكر أسمائهم حتى لا أقع في فخ نسيان أحدهم؛ لكني أعتبر تهنئة الفنانة أنغام من أجمل التهاني التي استقبلتها، فهي من أقرب الشخصيات إلى قلبي، وفنانة جميلة، لم أرَ مطربة تقدم صوتاً به إحساس مثل إحساسها مطلقاً.
> شاركتِ في الأعمال الدرامية الطويلة والقصيرة، ما الذي يميز الأخيرة؟
- المسلسلات القصيرة تشعرك بأنك في فيلم سينمائي وليس في مسلسل تلفزيوني طويل عليك متابعته لمدة شهر أو شهرين، كما أنها تكون أفضل للممثل لأنه يمتلك ورق المسلسل بالكامل في يده قبل انطلاق عملية التصوير، عكس ما يحدث في المسلسلات الطويلة التي أحياناً نبدأ في تصويرها ونحن لا نمتلك الحلقات، ونصور مشاهدنا ونحن لا نعلم طبيعة الأحداث المستقبلية، كما أن الأعمال القصيرة تكون مكثفة وسريعة الأحداث، عكس المسلسلات الطويلة التي ربما يكون بها بعض المط والتطويل، ليصل عدد الحلقات إلى ثلاثين حلقة، وأعتقد أن المتلقي يميل أيضاً لتلك المسلسلات القصيرة.
> وما المشروعات الفنية الجديدة التي ستعملين عليها خلال الفترة المقبلة؟
- هناك مشروع عمل درامي تلفزيوني آخر سيكون من فئة المسلسلات القصيرة التي لن يتجاوز عدد حلقاتها 13 حلقة، ومن المقرر أن يتم عرضه أيضاً قبل شهر رمضان الكريم، وهناك فيلم سينمائي بعنوان «بلالين» سنبدأ تصويره خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيكون عملاً كوميدياً، وأنا متشوقة للغاية لتقديم الكوميديا؛ لأنني لا أقدمها كثيراً، فخلال السنوات الماضية كنت أقدم شخصية الفتاة الهادئة أو الحزينة التي تعاني من مشكلة ما، ولكن الكوميدي يكون له طعم وطابع مختلف تماماً، وأنا مشتاقة لتقديمه.
> تم اختيارك أخيراً ضمن لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة بمهرجان الجونة... ما رأيك؟
- سعدت للغاية باختياري عضوة في لجنة تحكيم النسخة الرابعة من مهرجان كبير ومهم مثل مهرجان الجونة، الذي استطاع خلال سنوات قصيرة أن يثبت نفسه على الساحة الفنية والسينمائية، ويكون واحداً من أهم مهرجانات السينما في الوطن العربي.
> هل لديك آليات محددة في تقييم الأفلام المشاركة؟
- هذه ليست المرة الأولى التي يقع عليَّ فيها الاختيار كفرد في لجنة تحكيم أفلام، فعشت تلك التجربة عشرات المرات من قبل، ولكن الشعور واحد لا يختلف، فدوماً أسترجع ذكرياتي وأنا طالبة نقد، وأتذكر أيام معهد السينما؛ لأنني حينما أكون في التحكيم لا أتعامل بعين المتلقي الذي يشاهد الأفلام من أجل الاستمتاع بها، ولكني أشاهدها من أجل الحكم عليها، فتكون نظرتي مع الإخراج والتصوير والتمثيل والصوت.
> ما نوعية الأفلام التي تحبين مشاهدتها؟
- ربما أنا لست من محبي مشاهدة السينما الأميركية بكل تصنيفاتها، فهناك دول ومناطق أخرى تقدم سينما وأفلاماً رائعة، ربما لا تكون أفلام القارة الأوروبية شهيرة مثل الأميركية، ولكنها رائعة ومختلفة، والسينما الآسيوية لديها هوية وأفلام شديدة الأهمية، وبالتحديد في اليابان وكوريا والهند، والأمر نفسه في القارة الأفريقية؛ حيث لديها أفكار وأفلام مهمة للغاية.