لم يخطر على بال اللاعب المغربي إدريس فتوحي أن ينتهي به المطاف في صفوف أحد الأندية الكبيرة بالدوري السعودي، وذلك بعد مسيرة كروية طويلة في الملاعب تنقل خلالها بين عدة أندية كانت تُصنف من ضمن أندية الوسط وكانت بعيدة عن المنافسة بحسب مراكزها في ترتيب الدوري وفي سجلات البطولات.
فتوحي الذي كان قريباً من خوض تجربة جديدة في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين مع فريق الفيصلي بعد هبوط فريقه «الحزم» لمصاف أندية دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى للمحترفين، تحولت بوصلته من المجمعة إلى مدينة جدة حيث مقر النادي الأهلي.
ونجح فتوحي في فرض نفسه من بين نجوم الموسم الماضي إذ حل في قائمة صُناع الأهداف بالمركز الثالث خلفاً لمواطنيه يوسف الجبلي ونور الدين أمرابط، وتمكن فتوحي من صناعة 11 هدفاً من أهداف فريقه الحزم، وسجل ثلاثة أهداف من إجمالي الأهداف التي سجلها فريق الحزم بالنسخة الماضية من الدوري والتي بلغت 40 هدفاً.
وبدأ اللاعب المغربي مسيرته في الملاعب مع فريقه الأم «الوداد» أحد أشهر الفرق المغربية حيث لعب له لفئتي الناشئين والشباب، قبل أن يحزم حقائبه وهو ابن السابعة عشر عاماً لخوض تجربة احترافية في فرنسا وذلك بعد فوزه بمسابقة تلفزيونية عن المواهب الكروية في المغرب.
بدأ فتوحي مشواره الكروي في أوروبا مع فريق لوهافر الفرنسي بعدما تلقى دعوة لخوض تجربة احترافية هناك في 2007، ونجح في تجاوز هذه التجربة وتم قيده في صفوف الفريق الرديف لصغر سنه وأمضى معه موسمين، قبل أن ينتقل لصفوف الفريق الأول الذي استمر في صفوفه لمدة موسم في عام 2009 قبل أن ينتقل منه لخوض تجربة جديدة في فرنسا وتحديداً في صفوف نادي أستر الفرنسي حتى موسم 2013.
فتوحي الذي حمل شارة قيادة منتخب بلاده في أولمبياد لندن حيث كان نجماً لامعاً في صفوف المنتخب المغربي الأولمبي، قرر في موسم 2013 الانتقال وخوض تجربة احترافية مغايرة في منطقة الخليج وتحديداً مع فريق عجمان الإماراتي الذي أمضى معه موسمين، قبل أن يغادره نحو فريق الخريطيات القطري، وذلك بعد هبوط الفريق الإماراتي لدوري الدرجة الأولى.
ولم تطل تجربة المغربي إدريس فتوحي مع الفريق القطري حيث عاد بعد ستة أشهر مجدداً لمنافسات الدوري الإماراتي ولكن عبر بوابة فريق دبا الفجيرة الذي استمر معه حتى نهاية موسم 2019 الذي انتقل فيه لصالح فريق الحزم في صفقة انتقال حر، وذلك بعد هبوط الفريق الإماراتي لصفوف الدرجة الأولى.
فتوحي الذي يتميز بقدرته على المشاركة في عدة مراكز دقيقة في وسط الميدان، سيكون ضالة الفريق الأهلاوي لإجادته اللعب في مركز صناعة اللعب أو في منطقة الطرف أو حتى مركز المحور الهجومي، وهو ما يتأمل منه أنصار النادي الأهلي الشيء الكثير.
وفي السنوات الأخيرة ورغم توفر الدعم المالي الكبير فإن الأهلي لم يتمكن من جلب لاعب يثبت قدراته وتأثيره الفني الكبير، حيث ظل عمر السومة نجما ثابتاً في خريطة الفريق الأهلاوي، مقابل عدم استمرار واستقرار الفريق في عنصر اللاعبين الأجانب.
وتوجهت بوصلة المفاوض الأهلاوي نحو إدريس فتوحي النجم الذي أثبت نجوميته «الواقعية» على أرض الميدان وتحديداً في منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين من خلال مشاركته الفاعلة مع فريق الحزم لتستقطب إدارة النادي الأهلي اللاعب وفقاً لمعطيات فنية واضحة المعالم.
واليوم ستكون المهمة كبيرة على عاتق اللاعب إدريس فتوحي في ظل الرغبة المشتركة بين الطرفين للبحث عن تحقيق منجزات، فاللاعب رغم بداياته الجيدة وحضوره في قائمة منتخب بلاده الأولمبي في أولمبياد لندن 2012 ظل بعيداً عن دائرة الوهج الإعلامي وتمثيل منتخب بلاده ويتطلع لتحقيق منجز يدون فيه سيرته في الملاعب قبل توقفه عن الركض.
وسيكون فتوحي الذي يبلغ من العمر 31 عاماً، الحلقة المفقودة في فريق الأهلي في حال نجاحه في التأقلم والانسجام سريعاً خاصة أن الفريق يملك عناصر النجاح يأتي أبرزها العامل الجماهيري بالإضافة لرغبة مسيري النادي في المنافسة وأيضا امتلاك الفريق لعدد من الأسماء التي تعتبر من نجوم دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين يأتي في المقدمة المحترف السوري عمر السومة الذي يعتبر رقماً صعباً في خريطة هدافي الدوري عبر السنوات الماضية.
فتوحي... ضالة السومة وحلقة الأهلي المفقودة
النجم المغربي توّج مسيرته الطويلة بشعار أحد كبار الدوري السعودي
فتوحي... ضالة السومة وحلقة الأهلي المفقودة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة